للصمت جدار من ذكريات والجدار عند الكاتبة دينا سليم هو محمل الصّمت ومرتع النّفس
2015-04-17 14:32:27
للصمت جدار من ذكريات
والجدار عند الكاتبة دينا سليم هو محمل الصّمت ومرتع النّفس
غادرت بنا الكاتبة عبر جدارها هذا إلى ضواحي ابنها المتحمّل بالصّمت وأقول "متجمّل" لأن الكاتبة جعلت منه، من المرثي إنسانًا يسمعها.
في (جدار الصّمت) انتقلت الكاتبة درجة أخرى في ابداعها حيث جلست محاذاة الخنساء وابن الرّومي أوليس هما، وكأنّي اسمع ابن الرّومي عبر كلماتك أيّتها الثّاكل بكلّ المعاني والمعاني التي لم تخذلك بل كانت طيعة لك، ولوحة الجدار التي اُختيرت رجاء الرحمة!
في (جدار الصّمت) رسمت لنا الكاتبة دينا سليم غرف الانتظار لحياة أجمل لم تتردد بل شيّدتها بنفسها وانتظرت الفرحة.
في (جدار الصّمت) أفصحت عن عتادها وسلاحها في حرب دائرة بين ابنها والمرض وبين (باسم) والحياة ،وكأنّ الله قد ألهمها أن تطلق الاسم ليكون لها المسمّى، أو ما تتمناه له، وهي أم باسم، أم الابتسام، وقد عانت كثيرًا لتجمّل نفسها بالابتسامة حتّى لبسها الاسم.
أخذتنا ذكريات الامّ الثّاكل إلى كلّ المحطّات وإلى كلّ الأبطال الذين رافقوا البطل الاوّل فدعموا معنوياته.
(جدار الصّمت) رواية الأمّ الثّاكل التي من ملح دموعها حُرمت من لذّة الكلام المُباح عن عريس أحلامها.
رواية الكاتبة دينا سليم هي عبارة عن وثيقة اعتراف، إنّ صحّ التّعبير، لا للبطل، بل لكلّ أمّ ثاكل وكأنّي بها تقول أكتبوا حزنكم فالكتابة تحرّركم، احزنوا فلذات أكبادكم ولكن حذار وألف حذار من اليّأس.
قلم كاتبتنا الثّاكل هو قلمّ سيّال جريء، لقد استطاعت أن تهدم جدار الصّمت بعد أن بنت بيتًا قويُّة دعائمه
فأترككم تقرأون ....ففي القراءة متعة ما بعدها متعة.
دمت أيّتها الكاتبة تنثرين شذى بنفسجك الحزين في بساتين قرّائك لتفوح رائحة العطر وشذاه في أفئدة كلّ محبيك وأنا منهم
بقلم : عدلة شدّاد خشيبون / قانا الجليل
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير