معلومات :زِيـــارَة مَـــقـــام الـــنَّـــبـــي شُـــعَـــيْـــب ( ع )
2015-04-25 16:07:34
.
النبي شعيب ( ع ) هو شعيب بن ضغثون بن عيفا بن يافث بن مدين بن إبراهيم , وأمه رضي الله عنها اسمها ريتا ابنة سيدنا لوط عليه السلام .
لقد سَمّى والد سيدنا شعيب باسمه هذا لانه عندما رزقه كان يدعو لربه : " إلهي وسيدي , انك قد كثرت علي الشعوب والقبائل , بأرض مدين , فبارك لي في شعبي هذا , يعني ولده , فرأى في منامه أن الله عز وجل بارك لك في شعبك هذا , فمن ذلك سمي شعيبا " , وشعيب اسمه بالعبرية " يترون " / " يترو " من كلمة " ييتر " ومعناها بالعبرية الكثير والكثرة .
وأيضا أُطلق عليه اسم " روعائيل " أي صديق أو خليل الله .
وعندما توفي أبوه ضغثون فقام شعيب صلوات الله عليه , وبرز عليه وعلى أهل زمانه بالزهد والعبادة , وورث من أبيه غنما كثيراً , فكان يأكل لبناً ويعيش بها . ثم بعثه الله عز وجل نبيا ورسولا الى آل مدين وهي مدينة سميت باسم جده مدين كما سميت القبيلة باسم جده أيضاً , ليدعوهم الى الايمان به وعبادته وتوحيده واتباع صراطه المستقيم في شتى المعاملات في الدين والدنيا , وخاصة في التجارة التي احتكروها وافسدوها بالغش والعبث بالكيل والميزان وبخس الاسعار فكانوا يشترون بالزائد ويبيعون بالناقص . ولكن محاولات النبي شعيب ذهبت عبثا دون جدوى في رد اهل مدين عن أعمالهم السيئة , فأمره الله أن يغادر المكان ثم أبادهم الله في الزلزال مع أصنامهم وأموالهم . ثم إرتحل من تلك البلاد الى بلاد الشام ( المنطقة التي نسكن بها ) , تجول بها وكان يهدي الناس الى طريق الخير والحق وعبادة الله ( س ) , وفي السنوات الاخيرة عاش بجوار بحيرة طبريا في منطقة حطين , حيث كان يأتي الى عين ماء موجودة بين الجبلين يشرب منها , ويستريح بجوارها , ويؤدي فيها الصلوات . وفي أحد الايام شرب من الماء , وتقدم حوالي مئة متر الى مكان مرتفع , وإِتكأَ على عصاه , وفجأة شعر بالم في رجله , فنظر واذا هو قد داس على أفعى , لدغته حالاً . ظل واقفاً مكانه , وفارق الحياة , وهو واقف على عصاه , وبقي على هذه الحال عدة ايام , الى أن جاء بعض السكان المؤمنين من المنطقة , ودفنوه في الموقع الذي توفي فيه . وقد كان قبره عبارة عن كومة من الحجارة خلال مدة طويلة .
تاريخ المقام :
ظل قبر النبي شعيب ( ع ) حوالي ألفي سنة دون أن يذكره التاريخ أو ان يسجل في دفاتر الزمان , حتى قامت الدعوة الدرزية في أوائل القرن الحادي عشر .
في كتاب الرحالة الفارسي ناصر خاسرو ذكر وجود واد به ماء عذب , تخرج من الصخر وقد بني امامها مسجد على الصخر , به بيتان صخريان , وفوقهما سقف من الصخر أيضا , وعليهما باب صغير يستطيع الزائر دخوله بصعوبة , وهناك قبران متجاوران أحدهما قبر شعيب ...
وأيضا المورخ ابن جبير الذي زار البلاد عام 1185 ذكر وجودقبور للانبياء بتلك المنطقة .
في عام 1187 تجمعت جيوش المسلمين بقيادة السلطان صلاح الدين الايوبي , في وادي حطين قريبا من بحيرة طبريا , في الجبل الذي يبدو مقطوعا بالسكين , لتواجه جيوش الصليبيين .وقد بدأ صلاح الدين يستعد للمعركة . وقبل المعركة بعشرة أيام , كان نائما , فحلم أن شيخا قد أتاه وبشره بالنصر , وطلب منه , بعد أن يتم له الانتصار , أن يترك فرسه تمشي لوحدها في المنطقة , وان يمشي وراءها حتى تقف .وأعلمه انه عند وقوفها فان هناك قبرا لنبي مقدس , وعليه ان يقوم ببناء القبر ومقام فوقه للزوار . وهكذا كان فقد حقق صلاح الدين انتصارا ساحقا , وقام لتوه بترك فرسه تمشي في المنطقة , فوصلت الى عين ماء , وشربت منها , ثم تقدمت حوالي مائة متر , ووقفت على مرتفع , وأخذت تهز برأسها . عين السلطان صلاح الدين مكان وقوفها , وبنى هناك الضريح والمقام فوقه .
ترميم المقام :
تم ترميم المقام عدة مرات . سنة 1980 بمبادرة الشيخ مهنا طريف من جولس , الشيخ محمد فرهود من الرامة ,الشيخ خليل طافش من كفر سميع والشيخ سلمان حمود من يركا بمساعدة التبرعات التي تم جمعها من البلاد وخارجها حيث يوجد مراكز للدروز .
ورمم مرة اخرى بعد قيام الدولة بمبادرة الشيخ أمين طريف ( رحمه الله ). وفي الفترة الاخيرة يتم ترميم المقام وتوسيعه بمبادرة الشيخ موفق طريف والمجلس الديني الدرزي .
موعد العيد :
تم تحديد موعد عيد النبي شعيب ( ع ) في 25 من شهر نيسان . في هذا اليوم المبارك يزدحم المقام الشريف بالزوار الذين يجيئون لاداء الصلاة . ويزور ايضا الدروز المقام الشريف طيلة ايام السنة للتعبد , التبرك وايفاء النذور .
مقام النبي شعيب بجانب حطين هو المقام الرئيسي , وفيه يرقد جثمانه الطاهر , لكن توجد مقامات اخرى للنبي شعيب ( ع ) في منطقة الشرق الاوسط , منها في : منطقة عجلون في الاردن , ومقام جنوب لبنان في قرية الفرديس وفي منطقة القدس .
بالاضافة الى ذلك هناك قرن وزوايا للنبي شعيب ( ع ) في : الرامة , شفاعمرو , المغار , عين الاسد وجولس لم تبنى فيها مقامات لكنها تعتبر زوايا مقدسة .
* النبي شعيب ( ع ) مقدس في جميع الديانات .
* يعتبر النبي شعيب ( ع ) رمز للوحدة بين الديانات .
* لُقِّبَ النبي شعيب ( ع ) ب - " معلم الأنبياء " , " خطيب الأنبياء " .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير