نبذة عن نسيم ملول ونشاطه- حسيب شحادة جامعة هلسنكي
2015-05-05 15:23:28
الدكتور نسيم أفندي ملول (Nissim Jacob Malul, ١٨٩٢-١٩٥٩) صحفي وقطب من أقطاب الصهيونية العالمية، رئيس ’’جمعية النهضة الإسرائيلية‘‘ في القاهرة ومندوب الوكالة اليهودية وراعي المؤتمر القومي العربي السوري الأول الذي عُقد في باريس عام ١٩١٤. ولد ملول في صفد وكان أبوه موشه حاييم ملول الراب في طنطا ثم قاضيا في محكمة يهودية في القاهرة. هاجر إلى مصر مع عائلته عندما كان ابن ثماني سنوات. تعلم ملول، ذو الجذور التونسية، في المدارس الدينية اليهودية، اليشيڤاه وفي الكلية الأمريكية ثم الفلسفة والأدب العربي والصحافة في جامعة القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراة. ثم عمل في ’المقطّم‘ و”الأهرام” وكتب فيهما منتقدا عدم تدريس اللغة العبرية في الجامعة القاهرية فاستجابت السلطات لهذا المطلب وافتتحت كرسيا للغة العبرية، وكان ملول المحاضر الأول فيها.
مع هذا تجدر الإشارة إلى أن ملول كان من دعاة الاندماج الكامل في الثقافة العربية مثل إسحاق إپشطاين، واعتبر معرفة اللغة العربية شرطًا لتجديد الثقافة العبرية الأصلية. كما وذهب إلى وجوب الحفاظ على العنصر السامي وعدم طمسه بالثقافة الأوروبية الوافدة. ومن آرائه غير العادية قوله إن الكيان القومي غير مشروط بتبنّي لغة قومية خلافا لمعظم المنظّرين الصهيونيين في العصر الحديث مثل يوسف كلاوزنر وزئيڤ جابوتنسكي ويوسف حاييم برنر. ودليل ذلك في تقديره، أن قسما من يهود أوروبا القوميين مثل ماكس نورداو تكلموا وكتبوا بلغات أجنبية. كما ورأى ملول أن القاسم المشترك بين اليهودي الشرقي والعربي أكبر بكثير مما بينه وبين اليهودي الإشكنازي. آمن بإمكانية إحراز عصر ذهبي يهودي في نطاق الثقافة العربية، كما كانت الحال في الأندلس في العصور الوسطى.
كما عمل ملول فيما بعد مراسلا لـ ’المقطّم‘، من فلسطين وكتب في ’بريد اليوم‘، ’واتحاد العمال‘. في العام ١٩١١ عاد من مصر إلى البلاد وسكن في يافا وتزوج من المعلمة عليزه أبراهام ووزان الطبراوية المولودة عام ١٨٩٥ وأنجبا ثمانية أولاد، منهم القاضي أبراهام ملول الذي مارس مهنته في عكا وغيرها. في يافا عمل ملول في المكتب الصهيوني، وتمثلت وظيفته بالردّ على ما كان ينشر من نقد للصهيونية في الصحيفتين الفلسطينيتين ’فلسطين‘ و’الكرمل‘، ونشرت ردوده في مصر ولبنان. عمل ملول مع د. شمعون مويال ود. أ. روپين وإسحق بن تصفي. أسّس ملول جمعية ’’الإخوة اليهودية‘‘ التي قامت بنشر الفكر القومي الصهيوني الموسوم باليساري واشترك مع زعماء يهود شرقيين يافاويين مثل يوسف إلياهو شلوش وأبراهام الملييح وموشه مطلون وشمعون مويال في إنشاء جمعية ’’ המגן، الترس‘‘ عام ١٩١٤. من مهامّها الأساسية، كما يدل على ذلك اسمها، حماية اليهود من الداخل ومن الخارج، إعلام العالم العربي بما يقوم به اليهود في فلسطين وإبراز الفائدة الاقتصادية والاجتماعية التي سينعم بها عرب البلاد من السكان اليهود. أضف إلى ذلك وهو الأهم، عملت تلك الجمعية عبر الصحافة العربية وبواسطة لقاءات شخصيات عربية مثل حافظ بيك سعيد، رئيس بلدية يافا حينئذ، على إقناع العرب أن لا تناقض بين الاستيطان اليهودي في فلسطين وطموح الفلسطينيين في إقامة وطن لهم. أضف إلى ذلك قامت ’’جمعية الترس‘‘ بنقل ما كان يكتب عن اليهود بالعربية إلى العبرية والرد عليه عربيا وأجنبيا. ففي عام ١٩١٣ أسّس د. شمعون مويال صحيفة ”صوت العثمانية“ بالعبرية والعربية، ونادى من أجل التعاون بين الشعبين .
نشر ملول العديد من الكتب بالعربية وترجم عدة كتب من العبرية للعربية وعمل مترجما في قيادة الجيش البريطاني. انخرط بجدية في نشاط حزب اللامركزية الذي أقامه شاميو مصر عام ١٩١٢ برئاسة رفيق العظم وعمل على إضعاف الصوت العربي المعارض للمشروع الصهيوني مثل صوت الدكتور شبلي شميّل. كما عمل مديرا لمدرسة الاسكول في مدينة الحلة في العراق موفدا إلى هناك من قبل جمعية الاتحاد الإسرائيلي في القدس سنة ١٩٢٧، إلا أنه أقيل بعد سنة ونصف لفشله في اجتذاب يهود الحلة لصفوف الحركة الصهيونية. أصدر وحرر جريدة باسم ’السلام‘ في القاهرة في الأول من نيسان عام ١٩١٠ وصدرت مدة ثلاثة أعوام ثم أستأنف ملول إصدارها في يافا في ٣١ أيار عام ١٩٢٠. دعت هذه الصحيفة إلى الاستيطان اليهودي في فلسطين وحذت حذوها الصحيفة الأسبوعية ”العالم الإسرائيلي“ لمحررها سليم إلياهو التي ظهرت في الفاتح من أيلول عام ١٩٢١. كما وتولى رئاسة جريدة ’الأخبار‘ عام ١٩١٩. دأب ملول كما نوهنا على الرد على ما كان ينشر في الصحافة العربية عن اليهود من انتقادات كما وأرسل لمهام يهودية وصهيونية في القاهرة وبيروت. اتهمته السلطات العثمانية بالتحريض ضدها في مستهل نشوب الحرب العالمية الأولى فأبعد إلى دمشق وسجن فيها. في العام ١٩٤٧ أطلق دافيد بن غوريون اسم نسيم ملول على جادة في تل أبيب.
من مؤلفاته وترجماته:
أسرار اليهود - في الدفاع عن اليهود وديانتهم ، ١٩١١، ٦٤ص.
مجموعة مقالات، نشرت في جريدة النصير، نشرتها جمعية النهضة الإسرائيلية، القاهرة، ١٩١١.
كلمة حق وسلام في خوف العرب من الصهيونية بقلم الكاتب الكبير الدكتور يوسف كلوزنر، تعريب نسيم ملول، صاحب جريدة السلام، سنة ٥٦٨٤ - ١٩٢٤، طبع بمطبعة السلام بالقدس.
رواية شهامة العرب أو السموأل وامرؤ القيس، رواية تمثيلية تأريخية أدبية شعرية وقعت حوادثها قبيل ظهور الاسلام، ذات ثمانية فصول وتعنى بالتعاون بين العرب واليهود. بغداد، دار السلام، ١٩٢٨، ٧٥ ص. هذه التمثيلية كتبت لتلاميذ مدرسة صالح ساسون دانييل في الحلة؛ عرضت في بغداد وحضرها رئيس وزراء العراق آنذاك، عبد المحسن السعدون، ثم عرضت على شرف الملك فيصل الأول.
מלון כיס עברי ערבי. תל אביב: דפוס הארץ, 1933.
مذكرات بيت داود: مجموعة قصص من تاريخ الإسرائيليين. مصر. على نفقة جمعية اورشليم. د.ت. بمشاركة د. هلل فرحي.
كتاب سوريا ومصر :مجموعة مقالات ادرجت في جريدة النصيرالبيروتي وجمعت خدمة للدولة والوطن العثماني. بيروت، ١٩٠٠، ٥٠ ص.
ترجمة אשמת שומרון למאפו
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير