سيدفع جميع الأثمان- راضي كرينّي
2015-05-20 09:53:38
رفض أغلبيّة المصوّتين أن يكون يتسحاق هرتسوغ رئيس "المعسكر الصهيونيّ" حجر الزاوية، ولن يصبح كذلك طالما بقي يلعب في ملاعب اليمين، وينافس بنيامين نتنياهو رئيس حزب "الليكود" بشعارات "تكريس الاحتلال" و"بعبع الأمن" الجوفاء المنافية للواقع ولحتميّة تطوّر التاريخ.
تكمن الشروط الضروريّة لتحرّر هرتسوغ من شِباك اليمين الإسرائيليّ في تبنّيه قرارت الشرعيّة الدوليّة الخاصّة بحلّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وفي التصدّي لميزانيّة "الأمن" الضخمة، وفي العمل على إيجاد الوسائل والآليّات الكفيلة بتحقيق ذلك.
لكن الذي نراه من هرتسوغ عكس ذلك، يصرّح بنيامين نتنياهو: "القدس الموحّدة ستبقى عاصمة لإسرائيل ...ولن نعود للوراء... ولن تقسّم "؛ فيردّد هرتسوغ كالببغاء: " القدس لن تقسّم مرّة أخرى"... ويطالب بيبي باتّخاذ خطوات عمليّة لتوحيد القدس وبالتصدّي للإرهاب الفلسطينيّ، وبالكفّ عن سياسة النعامة/الجبن المفكّكة للقدس! (في الحقيقة تضع النعامة رأسها على الأرض ذكاء لا غباء كما يعتقد هرتسوغ وآخرون، وذلك للاطمئنان على بيضها، ولتسمع حركة الأعداء). فإن كان بوجي هرتسوغ الغافل نائمًا ويحلم أنّ بيبي نعامة؛ فيا ليت أحلام المنام يقين!
ما نفهمه ونستنتجه من تصريحات كافّة القيادات الصهيونيّة في ذكرى توحيد القدس؛ أنّ القدس غير موحّدة، رغم كلّ محاولات "التوحيد" العنصريّة والقسريّة (احتلال الأرض والعمل والسوق) التي اعتمدتها الحركة الصهيونيّة وحكومات إسرائيل وأذرعها الأخطبوطيّة، من طرد وإبعاد وتهجير وقتل وترهيب وترغيب و... ونهب ومصادرة وإفقار وحصار وجدار وتجويع وتجهيل و...، ورغم خيانة "الأخوة" الأعداء؛ ومَن يعرف القدس يعرف أنّها غير موحّدة اقتصاديّا واجتماعيّا وسياسيّا؛ فكيف ستتوحّد إذا كان شطرها الشرقيّ محتلّا ويعامَل على هذا الأساس، وإذا كانت الفجوة بين شرقها وغربها آخذة بالاتّساع، وإذا كانت الأحياء العربيّة فيها صورة مصغّرة عن المخيّمات الفلسطينيّة المحتلّة المحيطة بها؟!
نستشفّ من خطاب بيبي أمام الكنيست في ذكرى "توحيد القدس" يوم الأحد الأخير، أن بيبي متشائم، وقد بدأ العدّ التنازليّ لاستمرار حكومته الهزيلة، فأخذ يعدّ العدّة لانتخابات قادمة؛ ما يهمّ بيبي هو البقاء على كرسيّ الحكم وليس الالتزام بالمعاهدات ولا الإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه قبل الانتخابات، بما في ذلك القضاء على حكم "حماس" في القطاع. تشير الوقائع إلى فقدان بيبي لبريقه وسحره، وإلى نفوق أثر وبضاعة الكذب والتخويف؛ فحائطه السياسيّ متصدّع وآيل إلى السقوط، لقد فقد العديد من أعضاء فريقه ومشجّعيه و.. لكن تكمن المشكلة في آليّات التنفيذ ومؤشّرات القياس لبديل جدّي يدفع/"يدفش" ليهوي حكم بيبي.
يعتقد بوجي هرتسوغ أنّه بإثارة معركة سعر الحليب واللبن (الكوتج والميلكي) وغلاء المعيشة والسكن يستطيع أن يهزم بيبي الاحتلال والاستيطان والعنصريّة و"بعبع الأمن" و... مَن لا يعرف العلاقة الطرديّة بين الأزمة الاقتصاديّة والأزمة السياسيّة والاجتماعيّة فهو واهم ولن يصل حتّى لمستوى النعامة.
يذكّرني هرتسوغ بالمحكوم الذي خيّره القاضي أن يختار حكمه/عقابه من بين ثلاثة عقابات: (1) أن يأكل 100 بصلة. أو (2) أن يجلد 100 جلدة. أو (3) أن يدفع 100 ليرة. فاختار أن يأكل 100 بصلة، لكنّه لم يستطع أن يستمر بعد أن أكل أكثر من النصف، فعدل واختار 100 جلدة .. إنهار ولم يتحمّل حتّى النهاية، فاختار ان يدفع 100 ليرة؛ فدفعها وأطلق سراحه.
تكمن الشروط الضروريّة لتحرّر هرتسوغ من شِباك اليمين الإسرائيليّ في تبنّيه قرارت الشرعيّة الدوليّة الخاصّة بحلّ الصراع العربيّ الإسرائيليّ، وفي التصدّي لميزانيّة "الأمن" الضخمة، وفي العمل على إيجاد الوسائل والآليّات الكفيلة بتحقيق ذلك.
لكن الذي نراه من هرتسوغ عكس ذلك، يصرّح بنيامين نتنياهو: "القدس الموحّدة ستبقى عاصمة لإسرائيل ...ولن نعود للوراء... ولن تقسّم "؛ فيردّد هرتسوغ كالببغاء: " القدس لن تقسّم مرّة أخرى"... ويطالب بيبي باتّخاذ خطوات عمليّة لتوحيد القدس وبالتصدّي للإرهاب الفلسطينيّ، وبالكفّ عن سياسة النعامة/الجبن المفكّكة للقدس! (في الحقيقة تضع النعامة رأسها على الأرض ذكاء لا غباء كما يعتقد هرتسوغ وآخرون، وذلك للاطمئنان على بيضها، ولتسمع حركة الأعداء). فإن كان بوجي هرتسوغ الغافل نائمًا ويحلم أنّ بيبي نعامة؛ فيا ليت أحلام المنام يقين!
ما نفهمه ونستنتجه من تصريحات كافّة القيادات الصهيونيّة في ذكرى توحيد القدس؛ أنّ القدس غير موحّدة، رغم كلّ محاولات "التوحيد" العنصريّة والقسريّة (احتلال الأرض والعمل والسوق) التي اعتمدتها الحركة الصهيونيّة وحكومات إسرائيل وأذرعها الأخطبوطيّة، من طرد وإبعاد وتهجير وقتل وترهيب وترغيب و... ونهب ومصادرة وإفقار وحصار وجدار وتجويع وتجهيل و...، ورغم خيانة "الأخوة" الأعداء؛ ومَن يعرف القدس يعرف أنّها غير موحّدة اقتصاديّا واجتماعيّا وسياسيّا؛ فكيف ستتوحّد إذا كان شطرها الشرقيّ محتلّا ويعامَل على هذا الأساس، وإذا كانت الفجوة بين شرقها وغربها آخذة بالاتّساع، وإذا كانت الأحياء العربيّة فيها صورة مصغّرة عن المخيّمات الفلسطينيّة المحتلّة المحيطة بها؟!
نستشفّ من خطاب بيبي أمام الكنيست في ذكرى "توحيد القدس" يوم الأحد الأخير، أن بيبي متشائم، وقد بدأ العدّ التنازليّ لاستمرار حكومته الهزيلة، فأخذ يعدّ العدّة لانتخابات قادمة؛ ما يهمّ بيبي هو البقاء على كرسيّ الحكم وليس الالتزام بالمعاهدات ولا الإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه قبل الانتخابات، بما في ذلك القضاء على حكم "حماس" في القطاع. تشير الوقائع إلى فقدان بيبي لبريقه وسحره، وإلى نفوق أثر وبضاعة الكذب والتخويف؛ فحائطه السياسيّ متصدّع وآيل إلى السقوط، لقد فقد العديد من أعضاء فريقه ومشجّعيه و.. لكن تكمن المشكلة في آليّات التنفيذ ومؤشّرات القياس لبديل جدّي يدفع/"يدفش" ليهوي حكم بيبي.
يعتقد بوجي هرتسوغ أنّه بإثارة معركة سعر الحليب واللبن (الكوتج والميلكي) وغلاء المعيشة والسكن يستطيع أن يهزم بيبي الاحتلال والاستيطان والعنصريّة و"بعبع الأمن" و... مَن لا يعرف العلاقة الطرديّة بين الأزمة الاقتصاديّة والأزمة السياسيّة والاجتماعيّة فهو واهم ولن يصل حتّى لمستوى النعامة.
يذكّرني هرتسوغ بالمحكوم الذي خيّره القاضي أن يختار حكمه/عقابه من بين ثلاثة عقابات: (1) أن يأكل 100 بصلة. أو (2) أن يجلد 100 جلدة. أو (3) أن يدفع 100 ليرة. فاختار أن يأكل 100 بصلة، لكنّه لم يستطع أن يستمر بعد أن أكل أكثر من النصف، فعدل واختار 100 جلدة .. إنهار ولم يتحمّل حتّى النهاية، فاختار ان يدفع 100 ليرة؛ فدفعها وأطلق سراحه.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير