أجواء فردوسية في الدالية - الكاتب هادي زاهر
2015-06-05 09:26:55
أجواء فردوسية في الدالية
الكاتب هادي زاهر كان هناك
كان يوم اختتام شهر أيار.. شهر الثقافة في دالية الكرمل غاية في الروعة، لقد عكس مواهب الجيل الصاعد من خلال الفعاليات المتنوعة التي عرضت في الحي الغربي من البلد، واستطاع أن يستقطب أهلنا عمومًا، منظر الجماهير المتدفقة وهي في قمة فرحها يبعث النشوة في النفوس.. الوجوه المبتسمة كانت تشع سعادة وتبثها لبعضها البعض.. كانت هذه السعادة في غاية انسجامها وتناغمها، وعندما تلتقي سعادة الناس وهي متوحده حول موضوع يجمعهم ينفتح الواحد على الأخر وتذوب الخلافات التي عادة ما تكون ناتجة لأسباب تافهة، وهكذا تزداد المحبة والألفة بين الناس ويتعزز تماسكنا الاجتماعي.. لقد سبق وتحدثنا عن أهمية التواصل بين الأهل وهنا أقول أن علينا أن نخلق المناسبات لنتواصل مع بعضنا البعض لنعبر عما يجول في خاطرنا ومع ذلك تأتي الراحة النفسية ويعم الدفء في الكيان.. لقد سبق وتحدثنا عن أهمية التواصل وما ينتجه التواصل من قيم روحية علينا أن نتشبث بها وهي ما تبقى لنا من تراثنا الحميد، وقد جاءت الصور المعلقة على الجدران البلدة القديمة – نواة البلد - لتضفي جمالية فنية أخرى وتدعم هذه القيم، لتزيد الحنين للماضي وما كان يحمله من ميزات فضيلة، كانت هذه الصور تعبر عن الماضي السعيد وتعرض صور رجال الماضي الذين تحلو بالعصامية والمواقف الأصيلة والتي منها التضحية والغيرة على المجتمع.. لتعبر عن تقاليدنا، هذا هو تراثنا الذي يجب أن نقتدي به ونمرره لأجيالنا القادمة.. لقد تجولت مع بعض الأصدقاء ذوي الحس المرهف ممن يتفاعلون مع الكلمة ومع الحركة.. ممن ينبهرون أمام الأعمال الفنية والورش الإبداعية التي عرضت في منطقة العروض، لا أريد أن استعرض الفعاليات لان ما يهمنا هو الجو العام الذي أنتجته هذه الفعاليات، لن أقول بأننا كدنا نطير فرحا ولكني استطيع أن أقول ان هذه الفعاليات وما احتوته من جمالية فنية أشعرتنا بالحيوية والنشاط والقدرة على الحركة بخفة كبيرة.
يوم من أيام العمر
كان يوم الختام يوما من أيام العمر بالنسبة للكثيرين.. نستطيع أن نجزم بثقة كبيرة بان الذين لم يحضروا خسروا المتعة التي قد لا تعوض.. إننا عندما ننسجم أقصى درجات الانسجام مع الأعمال المعروضة بحبكتها الفنية الراقية.. عندما نشاهد أشبابنا وقد قفزوا.. بل وقد وثبوا وثبات كبيرة، يشحننا ذلك بشعور لذيذ، ممتزج بالكبرياء.. ترتفع معنوياتنا.. يشعرنا ذلك بتحقيق الأمل.. أملنا في أشبالنا وقد ساروا في المسار الصحيح نحو تحقيق الذات، يشعرنا بأنهم في طريقهم نحو النجاح حيث أخفقنا، إن كل ذلك ينشر مناخًا فردوسيًا يعم منطقة تواجدنا.. إن هذه الأجواء عندما تغمر المكان نستطيع أن نسبح في بحر من السحر الذي يتخطى الواقع العادي إلى عالم أخر، طبعًا هذا الإحساس يتفاوت من إنسان إلى أخر وهذا يتبع مدى رهافة حسه الفني الذي بدونه لا يمكن للإنسان أن يرقى في سلم السعادة الحقيقية.
ومع ذلك
الكمال لله وحده ومن يعمل يخطئ واعتقد أن علينا أن نشير إلى مواطن الخطأ أيضًا كي نستدرك ولا نقع في نفس الخطأ في المرة القادمة، على مدخل الشارع بين עוף טרי لصاحبه عمار مقلدة وبين دكان الشاعر زياد شاهين تنتصب اليافطة الكبرى التي كانت توحي بأهمية المنطقة تراثيًا.. التي تشير إلى أنه من هنا كانت البداية، ولكن عوامل الطقس، وخاصة الشمس، امتصت لون الكلمات وأضحت هذه اليافطة مسكينة رغم أن تكلفة أعادت الكلمات بسيطة، أن مجرد العنوان- نواة البلد - يضفي رونقًا ويوقظ الحنين إلى الماضي العريق وما حمله من براءة ومحبة.
من ناحية أخرى أعتقد أنه كان يجب أن يكون البرنامج شاملا لسهرة الختام، فالساحر نشاهده منذ نعومة أظافرنا.. نفس الألعاب الممجوجة.. البنت والسكاكين إلخ... كما أن وسائل الإعلام المختلفة تبث ذلك دائما..
كنت أفضل
كنت أفضل أن لا يقتصر الحفل على ألوان محددة وإنما يشمل كافة الألوان ليبرز مواهب جديدة، مثلًا: شاعر شاب يلقي قصيدة.. قراءة صورة قلمية خطها يراع طالب موهوب.. مقابلة مع طالب حاز على علامة 750 وما فوق في البسخومتري.. مسابقة في المعلومات العامة.. مسابقة شعرية.. ويتم توزيع جوائز قيمة يقوم بتقديمها أصحاب رؤوس الأموال لإضفاء نكهة إضافية وتعزيز روح العطاء، يجب أن تستغل المساحة الزمنية المحددة بشكل أفضل لان من أهم الأهداف، دفع الجيل الجديد للانطلاق في كل الاتجاهات.
وكل عام وانتم بخير.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير