عندما تبخر "الغضب الدرزي" ! بقلم: زايد خنيفس
2015-06-12 14:34:45
مساء يوم السبت تلقيت خبراَ من مسؤول في القيادة الروحية عن الغاء مظاهرة الغضب الدرزي في قلب القدس واسوار اورشليم والتسميات متشعبة، وكل فئة تتبنى التسمية لمشروعها، لكن الحقيقة هي واحدة، هذه المدينة لكل الاديان والله الواحد وعاصمة الدولتين، قد تكون حلما وقد تكون واقعاَ لا مفر منه، والغضب الدرزي بقي في الواقع طفرة انية تبخرت في مكالمة هاتفية من رئيس حكومة ما زال ينكر حقوق وقوميّات أقليّات البلاد، ينكر حق جماعة وطائفة عملت قبل ان يولد، بل قبل ان يفكر والده ويحلم بإنجاب طفل سماه لاحقاَ واطبق عليه اسم الدلع "بيبي".
هذه الجماعة عملت من اجل الدولة ورسمت صورتها قبل قيامها والدخول في التفاصيل كثيراَ قد يضيع المعاني، وقليلون هم للأسف الشديد يعرفون سنوات الثلاثين والاربعين وعلى شفاه الخمسين، وان حالفنا الحظ ان نعود الى الاوراق والمستندات والخزائن والرفوف، فإننا على ثقة كاملة غير ناقصة انكر رجال الدولة، ما سطّره رجال الطائفة الدرزية في سنوات سابقة. والغضب الدرزي وان كان من فكر فيه اسلوب ووسيلة وحكمة لبلوغ الهدف، قد يكون قد اصاب الغاية، وتحويل 2 مليار على مدار اربع سنوات، يعتبر خطوة مباركة، فإن الواقع الذي نعرفه بأن رئيس الحكومة المدلع باسمه ووزير المالية شرقي الوجه، لا يسدون معروفاَ لأبناء بني معروف، لان الحساب ما زال مفتوحاَ منذ اعلان استقلال الدولة حتى كتابة هذه السطور، وشكر نائب الوزير بلا وزارة رئيس الحكومة، على جهوده وشكرعضو الكنيست الموعود لوزير المالية على جهوده لم يكن الشكر موفقاَ في احرف المساواة وبعد سبعين عاماَ على وفاء جماعة وعلى انكار شعب برجالته وقياداته المتعاقبة.
يوم الغضب ذهب مع الرياح الاولى وبتحويلة مالية وبانتظار جولة جديدة وانكار جميل سطره السابقون وتغنى فيه اللاحقون ويوم الغضب كشف من جديد صراع القيادات في المجالس المحلية والقيادات الاجتماعية والروحية وعندما كثر الشكر لرئيس الحكومة ووزير المالية والجالسون في دوائر الرئاسة لم نسمع شكراَ للقيادات الروحية ولكل من اراد المشاركة في يوم الغضب فغاب هؤلاء عن الصور الاخيرة ومشاهد التوقيع وتسابق النواب الحالين واللاحقين على شكر من لا يستحقون الشكر، واعلان يوم الغضب برهان على فشلهم في الاعتراف بجماعة كل ذنبها الاخلاص والوفاء لمن ينكرون معاني الوفاء وتحولت الطائفة الدرزية في الاسابيع الاخيرة للعبة سياسية بيد بعض السياسين الدروز وتصريح نائب الوزير قبل يوم واحد فقط من لقاء رئيس الحكومة والذي اعرب عن اسفه عن اعلان يوم الغضب ومحاولة ربطه بما يجري على ارض السويداء كانت في الواقع مسخرة سياسية لا يعرف صاحبها استغلال المواقف الكبيرة ودخول التاريخ من ابوابه والغضب الدرزي تلاشى عند اول عتبة تعالت فيها المصالح الشخصية على المصالح العليا وغاب عن البعض بأن العمل الجماعي الصادر من القلوب والنوايا الطيبة الكفيل الوحيد لبقاء هذه الجماعة آمنة في محرابها، سالمة، يخاف من اقتحام اسوارها "مدلع" لا يعرف اصوله وتاريخ الاخرين.
شكر نائب الوزير رئيسه وشكر النائب الموعود وزيره وخروج المنتدى في بيانات الانتصار وغاب عنهم بأن الحكومة ولا فرق في عدد نوابها واعضائها، تنكرت لجماعة اخلصت، وهي مناسبة ان نعيد قراءة انفسنا واقامة اطار ولجنة عليا من الرئاسة الروحية ورؤساء مجالس، تكون الحكمة عنوان الاطار بعيداَ عن النزاعات الفئوية والشخصية والقضية ليست 2 مليار شيكل يفرشونها على مدار بضع سنوات ويعود الغضب من جديد.
وان جاز لي ان اقتبس جملة قالها النائب حمد عمار من على المنصة الاولى في قاعة التشريع: "الطائفة الدرزية ليست بندا من بنود الميزانيات، يشطب متى يحلو لوزير ورئيس حكومة " ونحن بدورنا نقول، ان الطائفة الدرزية ليست قوة انتخابية تلقى الدعم من دول الخليج وامريكا العظمى، بل انها اثمن من ذلك، بل جوهرة في صلبها شواطئ واعماق البحار ومواكب الحاكم وقبله وبعده علمتنا ان نكون معدنا لا يتغير وجهه ولا يتغير ثمنه، ورسالة رئيس المنتدى جبر حمود في بيانه السامي ناقص، لأنه اثبت كما اثبت الاخرون بان الطائفة التي لا تملك قيادة، تضيع بوصلتها والطائفة الدرزية ليست رقما وليست بندا بل اعمق من ذلك.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير