المجتمع العربي متعدد الاسماء. بقلم : طارق بصول.
2015-07-07 20:48:05
بسم الله متعدد الأسماء الحسنى، منها الحميد فنحمده ونستعين به ونستعديه، ومنها الغفور فنستغفره ونتوب إليه – ونصلي ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
العلاقة المتبادلة بين التاريخ والجغرافيا تبقي بصمتها على السكان بشكل كبير وواضح – فقد تكون من خلال مناطق النفوذ والعيش، أو الهجرة من مكان إلى آخر، أو مستوى التطوير. وتكتسب الحضارات، في بعض الأحيان، أسماء جراء الالتقاء بين الموقع (الجغرافية) والحدث (التاريخ). فتسمية "الشام"، مثلا، تعود إلى المكان الجغرافي (شمال مكة المكرمة)، أما المملكة الهاشمية الأردنية فقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى نهر الأردن، الذي يعني المكان المنخفض.
سنقف في هذا المقال عند تعدد الأسماء التي تطلق على المجتمع العربي في إسرائيل، من خلال الربط بين بعض الأحداث التاريخية والقرارات السياسية التي شهدتها البلاد بشكل عام، والسكان العرب بشكل خاص، فقد تم صياغة هذه الأسماء خلال الـ 20 سنة الأولى التي أعقبت قيام الدولة، ومنها: (عرب الـ48 - الخط الأخضر – الأقلية العربية – الوسط العربي- عرب الداخل...).
بعد انتهاء حرب العام 1948 أطلق على السكان العرب، الذين بقوا في البلاد، اسم "عرب الـ48، فقد غادر عدد كبير من السكان البلاد، فسُمي من تبقى من السكان تحت الحكم الإسرائيلي باسم عرب الـ48. وفيما بعد أطلق عليهم اسم عرب الخط الاخضر. فبين 24 شباط و20 تموز من عام 1949 تم التوقيع على اتفاقية هدنة رودوس بين إسرائيل والدول العربية ( مصر والأردن وسوريا ولبنان ) وتم فيها رسم الخط الأخضر.
أما الاسم الثالث الذي أطلق عليهم فهو الاقلية العربية، فبعد عام 1948 خضع السكان العرب للحكم العسكري وتم تعيين مستشار حكومة للأقلية العربية، ومنها استنبط اسم "الاقلية العربية".
أما الاسم الرابع فهو الوسط العربي، فبعد عام 1956 اهتم جهاز الحكم السياسي والعسكري بتمركز السكان العرب في ثلاث مناطق أساسية في البلاد، وهي: الجليل، المثلث الشمالي والجنوبي، والنقب الشمالي. بمعنى أن هذه المناطق تقع وسط الدولة، ومن هنا جاءت التسمية.
الاسم الخامس والأخير الذي أطلق على السكان العرب خلال هذه الفترة القصيرة كان عرب الداخل، ففي شهر حزيران من عام 1967 اشتعلت نيران حرب الأيام الستة (حرب حزيران) التي أسفرت على احتلال شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية وهضبة الجولان. أما ما يهمنا في هذا المقال فهو الضفة الغربية. فمنذ احتلاها وللتمييز بين سكان الضفة الغربية وعرب داخل الخط الاخضر، تم استعمال مصطلح عرب الداخل.
للختام : أجريت على الأسماء المتعددة للسكان العرب في إسرائيل أبحاث علمية في مجالات مختلفة، كعلم الاجتماع، أو الحضارة، وقد تطرقنا في هذا المقال إلى مجال الجغرافية التاريخية بهذا الخصوص.
الحمد لله ملأ السموات والأرض
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير