أذا خفت لا تقل وأذا قلت لا تخف بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبو سنان
2015-07-23 17:22:42
كثيرون في حياتنا اليومية ممن نتعامل معهم يترددون كثيرا وبدون انقطاع في قول الحق, قول الصحيح, الكلمة الحرّة, أبداء رأي في موضوع معين,يحسبون يضربون
ويطرحون ,يبلورون من عملياتهم هذه النتيجة,والخوف يلازمهم في مجرى هذا التفكير وهذه المقايسات والأعتبارات ,وأخيرا يثبتون على رأي في ظل الخوف وحساب ألف حساب , والتردد يطغي عليهم ويبقون على حالهم خائفين ولا يقولون ما يودون أن يتفوهوا به.
هذا بدون ريب أو وجل ناتج عن عدم الثقة بالنفس,عدم الثقة بالنفس في هذه الظروف ناتج عن الضعف في الشخصية, وقد يكون ناتج أيضا عن الأرادة الضعيفة وربما أنعدامها , الأمر الذي يجعل الخوف مسيطرا على المرء كلياحتى في أمور تهمه هو نفسه أو تهم وتخص من هم من حوله, فيفقد ثقة أقرب المقريبين عليه , وكذلك بعضا من الأصدقاء والمعارف والمقربين , ذلك ناتج عن ضعفه ,عن خوفه وحقيقة الخوف يضع الحواجز الكثيرة والمتنوعة أمام الشخص , ويلزمه أخيرا بعدم التكلم والقول حتى في مناسبات ومواضع عليه أن يقول كلمته فيها وبصراحة ,فالخوف يمنعه من الصراحة ,وقد يحتفظ برأيه وربما يكون هذا الرأي سديدا ألا أنّه مكبوت...!
فخطأ أيها الأنسان أذا خفت لا تقل لأنك أذا قلت لا يمكنك الدفاع عن موقفك ,عن رأيك , عن أرادتك , عن كرامتك فعليه من المفضل في مثل هذا الوضع أن تحتفظ بكل ذلك لنفسك.
ومن ناحية أخرى هناك أناس عصاميون ,ذوي أرادة , الخوف لا يمكنه السيطرة عليهم,بثقة بالنفس ,وبأدراك واضح , وبجرأة أنسانية وأدبية يقولون كلمتهم , يقولون رأيهم ,يعبرون عن موقفهم بكل الصراحة , وبمنتهى الأ ستقامة والشجاعة الأدبية والأنسانية ويذودون عن هذا الموقف ويدافعون عنه , يناقشون , يجادلون ويقارعون الحجة بمثيلتها, ذلك من منطلق الأيمان الصادق بالأرادة الذاتية التي يمكنها تحطيم كل الحواجز الأجتماعية , ويأخذون بعين الأعتبار بعض التخوفات من خلال دراسة حكيمة وواقعية للأمور , تراهم أولا بأول يتبوأون القيادة الأجتماعية , وتأخذ مكانتهم الأجتماعية ترتفع وتتعزز, ويحظون بالدعم الأجتماعي والأنساني وربما المادي , ذلك لعدة أسباب أهمها : الجرأة , الأعتماد على النفس, الثقة بالنفس, الأرادة , العزيمة القوية , دراسة الأمور بجدية والأخذ بعين الأعتبار كل صغيرة وكبيرة دون التهاون في أمر من الأمور مهما كان مصدره ومهما كانت مكانته ومهما كبر حجمه.
فالذين يتّسمون في مثل هذه المواقف , تراهم أحرارا في ضمائرهم , أحرارا في أرادتهم , قياديين وبصدق, يستحقّون التقدير والدعم بمختلف أشكاله ويعتبرون في كثير من الأحيان ذخرا طيبا لذويهم بشكل خاص, وللأفراد والجماعات وسائر أفراد المجتمع بشكل عام .
فمثل هؤلاء يشكلون وبجدارة عنوانا للعزيمة, عنوانا للأنصاف, عنوانا للأمانة , بعيدين عن التخاذل والتخوف, بعيدين عن الأعوجاجات الأنانية وبعيدين عن الخيانة والمواربة.
لذا وبكل صراحة ينبغي على هؤلاء المتخوفين الذين لا يقولون أذا خافوا, وهم الذين يبقون في أماكنهم راقدين دون تقدم , دون تطور, يعيشون على السراب, على تأملات خاوية لا تجدي نفعا حتى لهم أنفسهم ,وبالتأكيد لا تجدي نفعا لذويهم ولمجتمعهم أيضا, فأمثال هؤلاء لا مكان لهم في قيادة المجتمع, ولا يمكنهم تسنّم مناصب قيادية أو أجتماعية, لأن أرادتهم منذ البداية متصدّعة لا تليق برجال قياديين تهمّهم كراميهم تعزّ عليهم مكانتهم ومكانة ذويهم, مكانة مجتمعهم , فعليهم أن يهبّوا من سباتهم ويأخذون الأمور بجدية ليكونوا عونا لأنفسهم ولا يبقون على ما قيل " أذا خفت لا تقل " يجب ويجب ثم يجب ألا تكم الأفواه وتبقى هكذا لأن في ذلك تكمن ويلات أجتماعية لا حصر لها , وأنما يجب أن تقول ولا تخف وبحكمة وشجاعة ودراية, وكذلك باحترام لأن في ذلك يكمن النهوض بالفرد وبالمجتمع نحو الأفضل.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير