القصف مستمر.. أسرع من السعير في الهشيم - هادي زاهر
2015-08-11 07:31:25
تكاد تخلو أجوائنا من أصوات زمامير سيارات الإسعاف وذلك على مدار النهار على الأقل، بعد موقع " ظهرة النملة" في عسفيا، (لقد أجاد أجدادنا في رسم الصورة الشاعرية في تسمية مناطق سكنانا، من ينظر إلى المنطقة المذكورة يشاهد بعين خياله ظهر نملة إذا كان يملك الخيال الواسع؟!!) عند الانحدار اللولبي بعد دوار مدرسة "رونسون"الثانوية سيارة ( تسنح) منزلقة هناك والمصابين بالجملة، ولم يشفع الواقي الحديدي الذي أقيم خصيصًا للحد من الإصابات فقد واصلت سيارات شبابنا قصفه، وهنا نريد أن نعلم المسؤولين ممن تخول لهم أنفسهم الاعتقاد بأنه من الممكن الحد من حماسة شبابنا بأنه لن تقف هذه الحواجز الحديدية أمام سيارات شبابنا (الأبطال) لان هذه السيارات عندما يقودها شبابنا يصبح لها قدرة خارقة، تتحول إلى مصفحات كاسرة لكل الحواجز.
دراجة نارية ومواجهة نارية
"موتر سيغل"’ دراجة نارية تسير أسرع من السعير في الهشيم ويسقط شابًا هنا وأخر هناك يتجمع الناس وترتفع الصيحات’"’ يلعن ابو اللي اخترع الموترسيغلات.. يقول أحد الحاضرين:
لازم اللي بدو رخصة موتورسيغل يكون عمره فوق الثلاثين ومعاه شهادة جامعية"
ويعترض أحد السخفاء
" يا حبيبي لازم الواحد يكون مؤمن، اللي بدو يصير معاه حادث بصير معاه وهو نايم في الفراش "
ويحتد النقاش يضيف الأخر قائلًا: ما بصير تدير ظهرك للدبابير وتقول ع الله التدبير " اعقل وتوكل" أن العقل عندنا في القمة!
" تركترون"
تركترون مع موسيقا غير طبيعية تأبى موسيقى أكززته إلا أن تطرب النيام!! إن هذه الموسيقي تعزز شعور صاحب التركترون بالعظمة فلماذا يعترض البعض على ذلك؟!!
سبحان اللي بغير الأحوال
سائق يسير في الاتجاه المعاكس بعد أن شوهوا اليافطة السافلة التي نصبت كي تحد من حرية الحركة السير، وعلاوة على ذلك فان السائق يمسك المقود في يد وهاتفه الجوال في يده الثانية وويل لك إذا اعترضته، فهو قد يسبك وقد يصل به الحد أن يسب الذات الإلوهية لأنه كلما كبر مسبته كلما كان قبضاي أكثر، فهو فحل على أهل
بلده ولكنه سخل في المدينة، حيث يتقيد بالقانون هناك بدقة متناهية.. يزرع الفوضى والخطر في بلده ويسير على المسطرة في المدينة وهكذا فهو سبع هنا وضبع على بعد عدة كيلومترات، سبحان اللي بغير الأحوال.
سائق عاشق
سائق يتحدث مع حبيبته ويومئ بالإشارة الضوئية إلى اليسار وهو (يشقرق) من الضحك ويستدير إلى اليمين وقد يطلق مسبة إذا لفت انتباهه أحد السائقين
وهنالك من يدخل الشارع الرئيسي من شارع فرعي دون أن يمنح حق الأولوية لمن يسير على الشارع الرئيسي.
أجواء رائعة من الحركة تنتشر في شوارعنا، من يقول بأننا نعاني من الجمود، بالعكس تمامًا أن حركاتنا المرورية صاخبة للغاية والحركة بركة، إن الجمود يتواجد في الحركة الفكرية التي لا لزوم لها لان من شأنها أن تقود إلى تعاسة الإنسان وقد قال أبو طيب :
"ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم"
لا لزوم أبدا لان يتعب الإنسان نفسه بالتفكير وها هو الكوميديان الكبير دريد لحام يقول:
" بطن ملان كيف تمام "
قلة حياء العواميد!!
كنا قد نشرنا عن قلة حياء العواميد التي ترفض أن تزيح من أمام سيارات شبابنا؟!! الكثير من هذه العواميد أصبحت مصابة جراء وقاحتها وتحديها لإرادة وعزيمة شبابنا الأشاوس، ولو أخذنا المنطقة الممتدة في بلدي بين "مجمع طربيه" و"مجمع أم الكرمل" واستعرضنا المنطقة المذكورة عمودًا عمودًا، نجد أن أغلبية العواميد هناك مصابة..
مقابل كراج" فريد خرمان" هناك عمود انحنى ذليلاً.. مستاهل.. يليه عمود آخر يبكي بعد أن كسر من أسفل.. الله لا يقيم باطه و,, و.. العمود الذي يليه سقط شهيدًا، وهو ما زال يرقد ممددًا على الأرض.. يا إلهي أي صدمة صدمته فقمعته من براغيه.. قلعته من جذوره واردته قتيلا؟!! نحن كنا نفضل أن لا يقلع أيا من العواميد من الأساس، وإنما أن يبقى مصاباً.. ومنحنيًا ذليلاً ليكون عبرة لغيره من هذه العواميد السافلة التي تتحدانا معتقدة بأنها يمكنها أن تصمد أمام بطولة شبابنا المصرّين على مسابقة الريح.. لم نشاء أن يسقط الشهداء.. كل ما أردناه هو توجيه دروس تأديبية لهذه العواميد كي تجد.. تخلق الآلية للهروب بسرعة البرق من أمام سيارات فلذات أكبادنا .
العمود الذي يليه هو الأخر أصيب إصابة بالغة.. لكن بكاءه الشديد، جاء حزنًا على شقيقه الشهيد.
أما العمود الذي يليه لم يتقوس كالعمود الذي يلي يليه وإنما انحنى ليشكل زاوية منفرجة.. كيف تم ذلك.. إن "تسنامي" لم يصل إلينا.. ولا دخل للعواصف التي لم تصلنا هي الأخرى.. ولا للقدر.. الله لم يشأ ذلك، وإنما جنوننا.. مسلكنا الملتوي هو الذي قفز إلى هناك.. دهك العشب الأخضر والزهور المزروعة بجانب ممر المشاة وقصف العواميد.. بل قسوة رؤوسنا هي التي فعلت ما فعلته واستطاعت أن تثني الحديد.. كل الاحترام لشبابنا الأبطال الصناديد وتبًا لعواميد الحديد.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير