إن حزّت المحزوزية كل عنزة بتلحق قطيعها ! بقلم : موسى طعمة / كفرياسيف
2015-08-11 20:51:24
مقولة في غاية الروعة , يعود مصدرها الى قصة قصيرة جرت أحداثها في القرن الماضي في بلاد الأرز الشامخ . فقد كان الناس منقسمين في جبل لبنان الى حزبين متنافسين : اليزبكي والجنبلاطي .
وكانوا يسمون الحزبية غرضية , فلا يتنازل الرجل عن غرضيته مهما كلّف الأمر.
وبُروى أن امرأة من الحزب اليزبكي كانت عائدة من المطحنة وهي تسوق دابّة عليها عديلة من الطحين , فزلقت الدابّة ووقعت بالعديلة , بحيث اضطرت المرأة أن تفك العديلة عن ظهر الدابة وتنتظر من يساعدها على إعادة تحميلها .
وقدم قادمٌ , وإذا هو برجل من الحزب الجنبلاطي , فدوقرت المرأة وتجاهلته بدافع من غرضيتها. ( أي انتمائها الحزبي كما أسلفنا سابقاً ) . لكن مروءة الرجل أبت عليه أن يتجاهل المرأة في محنتها , فتقدم منها " لا سلام ولا كلام " وأمسك العديلة من جانب واحد وأمسكت المرأة من الجانب الآخر, من دون أن تلامس يده يدها وتعاونا على رفع العديلة الى ظهر الدابة .
وعندما وصلت المرأة الى البيت أخبرت زوجها بما حدث وقالت له أنها كانت تفضّل أن تموت على أن تقبل جميل الرجل , لا سيما أنها وجدت نفسها أخيراً مرغمة على تقديم واجب الشكر له .
فقال لها زوجها : إذن حقّو وصلّو !
ثم صعد الى سطح بيته , حتى أصبح قبالة بيت الرجل وناداه بأعلى صوته : يا بو معروف ...
كل واحد بيعمل بأصلو بس شوف شوف :
إن حزّت المحزوزية كل عنزة بتلحق قطيعها !
أعزائنا وأحبائنا , أبناء رعيّة كفرياسيف الكرام مع حفظ الألقاب , للروم الملكيين الكاثوليك ,لم يكن اختيارنا لهذه القصة الشعبية الطريفة مجرد صدفة عابرة , وإنما لكونها تجسّد بالحقيقة بجوهر مضمونها ورمزيّتها تماثلاً وتطابقاً كاملاً ومتكاملاً مع صميم حالنا وواقعنا المرير على الصعيدين الشخصي والعام في رعيتنا المميّزة والمتميّزة .
لا يخفى عليكم أحبائنا , أن واقعنا في هذه الرّعية يتوشح منذ سنين بسواد ثياب الألم والمعاناة وهو مرير وقاتم ومثير للقلق على جميع الأصعدة , الدينية والدنيوية على حد سواء .
وبدورنا نعي جيداً أنَّ ما آلت اليه الأمور من انتهاكات خارقة ومتتالية لأبسط الحقوق الإنسانية والبديهية يستدعينا جميعاً ويحتّم علينا أن نستفيق من سباتنا عاجلاً ونلملم أشلاءنا ونتعاضد سويّة بقلوب طاهرة نقية لكي ما ننتفض بنفوسنا وعقولنا وننفض غبار الماضي عن واقعنا المؤلم , رافعين رايات المحبة والعطاء بكل تسامح وصفاء .
وبما أن انتماءنا الى هذه الرعيّة متجذّر في أعماق نفوسنا لا بل شامخ بعزّته كأرز لبنان , وصامد في قلوبنا كالجبال التي لا تتزحزح فقد عقدنا العزم وبإيمان ثابت لا يتزعزع على أن نكشف ونوضّح وبكل شفافية بعضاً من الحقائق والأمور التي تخصنا جميعاً كأبناء مخلصين لرعية كريمة وأصيلة !
وبطبيعة الحال لا يسعنا في هذا السياق إلّا أن نتذكّر جيداً أقوال سيدنا ومخلّصنا رب المجد حينما قال لتلاميذه : الحق الحق أقول لكم , سيكون لكم في هذا العالم ضيق واضطهاد شديدين ولكن ثقوا أني قد غلبت العالم وأنا سأكون معكم الى انقضاء الدهر !
نعم أيها الأحبة هذه هي كلمات المعزّي الصالح التي نطق بها ليطمئن تلاميذه وأتباعه آنذاك , ونحن بدورنا اليوم لا زلنا متمسكين بهذه الأقوال الأزلية .
ابناء رعيتنا الأفاضل ..
بما أننا وضعنا نصب أعيننا أن نرفع راية المحبة والأخوّة في رحاب كنيستنا المقدسة ونهتدي بوصايا الله وتعاليمه فقد ارتأينا أن نتجاهل ونتغاضى عن كل أذية أو إساءة صغيرة كانت أم كبيرة ألحقت بنا عن قصد أو عن غير قصد . وذلك لأننا ببساطة تامة لسنا من عميان القلوب والبصائر ولا من أصحاب العقول المتحجرة والتي كانت ولا تزال تغوص في أعماق عصر الظلام وكأنها " صاحبة الشأن " بلا منازع في عالم متوحد , ومتقوقع ودامس الظلام تسيّره وتقوده شريعة الغاب المقيتة .
وهنا أتذكر جيداً مقولة حكيمة تًنسب الى جدّي رحمه الله والذي قال : من لا يتغاضى عن مساوئ وشرور الناس يموت ويفنى من الدنيا بلا صاحب .
نعم أيها الأخوة , يشهد الله على كلامنا , أن آخر ما نبتغيه هو أن نُدين الآخرين فحاشى وكلّا . وذلك لأننا ندرك جيداً لا بل نؤمن بأن الله وحده عزّ وجل هو الديّان العادل والوحيد الذي يجازينا بحكمه العادل ودون محاباة في يوم الدينونة الرهيب , وذلك وفقاً لأعمالنا وأقوالنا على مختلف أصنافها , المرئية , المسموعة والمكتوبة على حد سواء !
ونحن بدورنا نعي جيداً أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد .. أليس كذلك ؟!
وقد شهدت كنيستنا في الآونة الأخيرة نشاطات وفعاليات عديدة , بادرت اليها وأشرفت على تنفيذها بكل أمانة وإخلاص . مجموعة مصغّرة أو نخبة من ابناء رعيتنا والحق يقال أنهم من أصحاب المقامات والمراتب رفيعة المستوى .
وكانت باكورة هذه النشاطات , الإعداد والتحضير للمناولة الأولى أو الإحتفالية كما يشاء البعض تسميتها . والتي خرجت الى حيّز التنفيذ قبل مدة قصيرة بمباركة ومشاركة سيادة المطران جورج بقعوني كليّ الوقار والذي أعرب وبكل صدق وأمانه أنه عاد بعدها مسروراً لا بل مغبوطاً من كل ما لمس وشاهد وسمع في هذا العمل المميز بتواضعه وشفافيته ومصداقيته المثيرة للإعجاب والتقدير .
ولكن كما تعلمون أن لله في خلقه شؤون ! إذ للأسف الشديد وعوضاً عن الشكر لله والأمتنان والتقدير , أرتأت بعض الذئاب والتي طالما لبست ثياب الحمل الوديع , أن تكشّر عن أنيابها وتهاجم وبكل شراسة .. خراف القطيع الوديعة !
فيا لهول ما شاهدنا وسمعنا أثناء القداس الإلهي الخاص بهذه المناسبة ! وتحديداً ما كُتب في الآونة الأخيرة من كلمات وتفوهات غريبة ومستهجنة تبعد عن جوهر إيماننا وعقيدتنا كبعد السماء عن الأرض . وقد تعرضت هذه المجموعة والتي خُوّلت من قِبل سيادة المطران نفسه وتجاسرت وأشرفت على إنجاز هذا النشاط الى وابل من سهام الإنتقاد والتهكم اللاذع ! وذلك من قبل أفراد ربما والله أعلم لأنهم لم يشاركوا فعلياً بالإعداد لهذا العمل بالذات أو لأنهم لم يضعوا بصمتهم وختمهم بما أنهم ( بحسب اعتقادهم بالطبع ! ) أصحاب الشأن والحل والربط والذين يتربعون على عرش المعرفة المطلقة والخبرة الحصرية في شؤون اللاهوت والمتملكين لخبايا الأمور الليترجية الكنسية . ! أليس كذلك ؟ وليفهم من يفهم !!!
أعزائنا الكرام , لا يخفى عليكم أن معظم كنائسنا ورعايانا في أبرشيتنا الغالية تنعم بنشاطات وفعاليات متعددة وأن لكل كنيسة موقعها الخاص وطابعها المتميّز !
وفي هذا السياق , دعونا وبكل سرور أن نتطرق الى موضوع التميّز الذي أمّن الله به على كنيستنا والحمد لله على عطاياه لنا على الدوام .
بداية ً نزف لكم أيها الأحبة بشرى ابتداء حملة فريدة من نوعها وغير مسبوقة لتوزيع الألقاب والمناصب الكنسية على اختلاف أنواعها ومصادرها ! وهي حملة حديثة ( أو ربما مستحدثة ! ) ومستمرة دون هوادة حتى نفاذ المخزون !
ولذلك نهيب بكم أعزائنا جميعاً أن تتوافدوا وتقدموا الإستمارات الخاصة بالأمر الى " أصحاب الشأن " أو أعضاء اللجنة المكلّفة ( والله وحده يدري من كلفها ! ) وذلك من أجل نيل الالقاب لمن يستحقها بالطبع ووفقاً للدستور فقط !
مع العلم أن بعض الألقاب " المرموقة " ورفيعة المستوى قد تمّ توزيعها ونفذت من المخزون العام !
وما من سبب جليّ ظاهر للعيان سوى أنها وعلى ما يبدو قد أُعدّت مسبقاً وحصرياً لنخبة مميزة من الأنفار الأفاضل والذين أثبتوا استحقاقهم وجدارتهم لنيلها دونما عناء !
وها نحن نعرضها عليكم كالتالي :
• المرتل الأول للكنيسة ! ( دون منازع ٍ يهدّد كيانه ! )
• شيخ المرتلين ! ( ربما بإيحاءٍ من قصة شيخ البحر ! )
• عميد الحضور ! ( وهو حضور غفير على الدوام والحمد لله ! )
مؤسسي الكنيسة متعددي الأجيال ( ثاني وثالت والخ ! ) ناهيك عن المزيد من الألقاب التي حظي بها بالطبع مَن اصطفاهم الله بقدرته الإلهية .
ولكن لا بأس أيها الأحبة ونقولها بالعامية من باب التأكيد ( لا تهكلوا الهمّ ! ) . فالمخزون وافر والحصاد كثير , ومع ذلك فإنه بتوجب علينا أن ننوّه الى أنّ ما تبقّى لنا ولكم من مخزون الالقاب هو من الأنواع التي تقل جودة وفخراً عن ما ذُكر سابقاً وكل ذلك بحسب تصنيف الدستور !
وها نحن نستعرضها بكل أمانة وشفافية :
• الدخلاء ( ربما المقصود هم الغرباء والله أعلم ! والذين يشترط عليهم أن ينالوا تأشيرة دخول خاصة للكنيسة ! ) .
• الجهلاء ( ربما ممن يفتقرون الى أدنى الخبرات في الأمور الليترجية واللاهوتية وأصول
الخدمة الكنسيّة ! ) .
• الأزهار الموسمية ( وفقاً لفصول السنة الأربعة ! )
• أتربة الوادي ( ونقيضها حجارة الوادي ! )
• الخائن , والمحرّض , وضعيف النفس أو المريض. ( ربما المقصود يهوذا الإسخريوطي ! )
فالغلة وفيرة والحمد لله ويذكرنا بالمثل القائل : ( من كل وادٍ عصا ! )
والآن اسمحوا لي أيها الأحباء أن أزف لكم خبراً عاجلاً نُشر مؤخراً في أحد المواقع
( وسنتحدث بإسهاب وبالتفاصيل لاحقاً عن هذا الموقع ) ومفاد الخبر أنه تمّت إضافة لقب جديد هو " قارئ الرسالة " ولهذا اللقب قصته الواقعية الخاصة به ! . وقد أُطلق على إبنٍ لرعيتنا وإن كان ذلك أثناء مناسبة أو حدث أليم مُحزن .. ومفاد القصة أن هذا الشخص تجاسر واقدم على أخذ كتاب الرسائل وقرأ الرسالة الخاصة بالحدث وهو مراسيم جنازة لأحد أقاربه ومن عائلته بالتحديد ! وعلى ما يبدو فإن هذا الشخص لم يكن بكامل وعيه ِ وإدراكهِ ولم يدري أن فعلته هذه تعتبر نكراء ووقاحة ما بعدها وقاحة , وأن ذلك يشكل خرقاً فاضحاً لدستور وقوانين هذه الكنيسة بالذات !
مع العلم أيها الأعزاء أن هذا الشخص اعتاد على مرّ السنين أن يقرأ هذه الرسالة وغيرها من الرسائل في كافة المناسبات والصلوات . وفي كنائس عديدة ويشهد له القاصي والداني بحسن أدائه وترتيله للرسائل جمعاء !
إلّا أن كل ذلك لم يشفع له ( ولله في خلقه شؤون ! ) فإذا به يتعرض الى نقدٍ لاذع وحملة توبيخ وتأديب جراء ما اقدم عليه من خطوة أو فعله قبيحة وغير مسبوقة !
فكيف له أن يتعدّى على قدس الأقداس , ومن أين له هذا التطاول على الخطوط الحمراء , وكيف أقدم على تجاوزها بكل وقاحة وازدراء !
والأنكى من ذلك أنه قام بفعلته هذه دونما استشارة أو نيل البركة من أصحاب الشأن والذين يخطون الأعراف والقوانين وفقاً لمشيئتهم الخاصة بهم . أي بما معناه " أصحاب الحل والربط في الكنيسة " !
وإذا كان الأمر حقيقة كذلك ليكن الله بعونه وليغفر له ويسامحه على خطيّته هذه !
وعلاوة على ذلك يسرّنا أن نوضح لكم أنه فيما يختص بشأن الترتيل والألحان في كنيستنا فحدّث ولا حرج !
أما ما يزيدنا تمّيزاً في هذا السياق هو ظاهرة استحداث أو ابتكار الألحان البيزنطية ! فبالإضافة الى الألحان البيزنطية الثمانية المألوفة لنا والمتّبعة في كنائسنا تنفرد كنيستنا وتتميّز بلحن جديد أي بما معناه اللحن التاسع وهو لحن فريد من نوعه ومتعدد الإستعمال خلال الصلوات وحصرياً في ترتيل وقراءة الرسائل ولا سيما إن كان قارؤها ينعم بخامة صوت مخملية وخارقة .
والآن وما دمنا أيها الكرام قد تطرّقنا الى موضوع التميّز سابقاً فإنه لا بد لنا أن نوفي هذا الشأن حقه كما يجب . لذلك أرتأينا أن نستعرض وإياكم مقتطفات مختارة من مميزات كنيستنا الغالية !
• خلافاً لباقي الكنائس في بلدتنا الحبيبة وفي غيرها , يوجد في كنيستنا صندوقان للتقادم , الأول أمامي , والآخر خلفي . والتساؤل هنا : ما الحاجة الى إثنان ؟ هل يعود ذلك الى ازدحام جمهور المصلين ؟ أم أن هناك خلفية أخرى خفيّة ومجهولة ؟!! فبكل الأحوال يعتبر ذلك أمراً غير طبيعياً ويثير الشكوك في نفوسنا , أليس كذلك ؟!!
• تعاني كنيستنا ورعيّتنا من ظاهرة شحّة الفعاليات والنشاطات على مختلف أنواعها وذلك
مقارنة مع سائر الكنائس والرعايا في بلدتنا بالتحديد وهذا ما نلمسه حقاً على أرض الواقع !
• تعدد الكهنة الذين خدموا في هذه الكنيسة وظاهرة تغيّرهم وتبديلهم المزمنة على مر السنين , ونحن بدورنا نتساءل ببساطة : هل هي نعمة أم نقمة ؟ ونترك الإجابة لحضراتكم وفهمكم
• كافٍ يا أحبائنا . ( ولا بدّ هنا أن ننوّه أن غالبيتهم خدموا ) كجنود للإحتياط ! )
• ظاهرة الإحتكار وفرض الهيمنة ووضع الخطوط الحمراء من قبل بعض الأنفار وذلك بحسب أهوائهم او خبرتهم كما يدّعون !
• ظاهرة نزوح العديد من أبناء الرعية عن كنيستنا ولجوئهم الى كنائس أخرى في بلدتنا ,
وذلك يطال أيضاً أقرب المقربين الى من يدّعون الملكية المطلقة على الكنيسة وخدمتها !
• نزعة التملك وغريزة الإستحواذ على الخدمة الكنسية . وتساؤلنا في هذا السياق عمّا إذا كان للعامل الوراثي تأثيراً مباشراً على هذا المجال !
• التشدّق والتفاخر المزمن بعلاقات مع جهات خارجه عن نطاق إلإطار الكنسي ولا يربطها بالكنيسة روابط فعلية من شأنها أن تعود بالفائدة على مصالح الكنيسة وواقعها . إّلا إذا
( والعلم عند الله! ) تعلّق الأمر بنيل المكاسب الشخصية والمصالح الذاتية لمن يدعم ويسعى
الى هذا النهج !
• وجود مرجعية أصيلة ونادرة الوجود في سائر كنائسنا الشقيقة وهي مخوّلة ( ولا ندري من
خوّلها ! ) أن تحلل أو بالمقابل أن تحرّم المسموحات والممنوعات من شتّى أصناف التصرفات وذلك على هواها وتنص القوانين بحسب معاييرها ودستورها الخاص الذي إن دلّ على شيئ
فإنه يدل على عمق الإيمان وتجذره في النفوس والأجساد حتى النخاع ! وهذه المرجعية
بالحقيقة ما هي إلّا العين الساهرة على مصالح هذه الرّعية وهي التي تقف بالمرصاد لكل
محاولة لإلحاق الأذية فيها .
وهي لا تدّخر جهداً لصون كنيستنا وحفظ كيانها وكذلك تكون على الدوام على أهبة الإستعداد والتيقّظ وتُتيح وتستخدم كافة الوسائل المتوفرة لديها , وكل هذا يتمحور في تفعيل موقع هام يفترض أنه قد صُمّم خصّيصاً لطرح القضايا والشؤون ذات الصلة الدينية المتعلقة برعيتنا الغالية .
ولكن الأمر الغريب أن حقيقة هذا الموقع لا يزال يكتنفها الغموض , نظراً لقلة الزائرين سوى بعض الأفراد فقط .
وعلاوة على ذلك فإنه أقرب ما يكون الى حقيقة كونه موقعاً للتأديب وسبل التهذيب لأبناء الرعية كافة وبالأخص الجهلاء منهم على وجه التحديد .
ولعل أكثر ما يلفت الأنظار عند تصفّح هذا الموقع هو كثرة وتعدد الالقاب المشبوهة والألفاظ البديئة والمحتقرة وها نحن نعرض عليكم بعضاً منها :
على سبيل المثال :
• بونا والقهوة ( مع حذف الألف من كلمة ابونا ) وليفهم من يفهم سبب الحذف هذا ! )
• مريم المصرية ! ( وقصتها معروفة بلا شك ! )
• شاري الذمم والقطيع ( ولا ندري إن كان بالجملة أو بالمفرق ! ) أو كيف تمّ الشراء بالنقد
أم بشيكات بلا رصيد !!! .
وأخيراً وليس آخراً تتردّد عادةً في هذا الموقع عبارة تلخّص أقوال الكاتب وكتاباته :
" القافلة تسير والكلاب تنبح " !
فحبذا لو فهمنا ولو لمرة واحدة من تكون هذه القافلة ومن المقصود بالكلاب ؟ !!!
ولكن مما لا شك فيه أن القافلة تسير دونما توقف على الدوام ! ولا يفوتنا أن نعلمكم أنه علاوة على الأخبار والشؤون ذات الصلة الدينية فإننا نقرأ ونتتبّع أيضاً أخباراً عاجلة وإن كانت من الأمور الدنيوية لا بل الرسمية , فعلى سبيل المثال تعرض في هذا الموقع صوراً حصرية توثّق مشاركة البعض ( من أصحاب العلاقات العامة ! ) في حفل لتخريج ضباط ٍ في سلك الشرطة ! وذلك لما يحمل هذا الخبر في طيّاته من معانٍ ومؤشراتٍ لتواجد التواصل والتعاون ما بين المؤسسات الرسمية وكنيستنا المقدسة .
والأنكى من ذلك نشاهد صوراً لبعض الأفراد مع ممثلي الجمهور وأصحاب المناصب الفخرية كالوزراء وغيرهم . مع التأكيد على الروابط المتينة التي تجمعها مع هذه الشخصيات البارزة وعظيمة الشأن . أليس هذه مدعاة للفخر والإعتزاز أيها الكرام ؟ ونترك الإجابة لحضراتكم !
ونحن بدورنا ما علينا إلّا أن نطمئن على حالنا وأحوالنا ويستوجب علينا أن أن نقنع بأن الدنيا لا تزال بخير وهذا ما نبتغيه جميعاً أليس كذلك يا أحبائي ؟ !!!
كما ولا يجوز لنا أن نشكّك ولو لبرهة في صدق النوايا وطهارة القلوب لأصحاب هذه العلاقات , لأنه وكما يبدو فإن للكاتب في هذا الموقع " قرص في كل عرس " .
وفي هذا السياق لا بد أن نتذكّر المثل الشعبي القائل : " الخبر اليقين عند المعلم شاهين " ! وآخر يقول :
إن فرغت جيوبو , كثرت عيوبو !
والآن اسمحوا لي أحبائي أن أسرد لكم قصة شعبية من بلاد الأرز الشامخ , فيها من الرموز ما يتطابق جيداً مع واقع أحوالنا في هذه الرعية الكريمة ! وبالذات مع ما يتحفنا به هذا الموقع من أخبار شيقة ! والقصة تقول :
كان لأحد القضاة جحش ( ابن أتان ! ) يطلقه على سجيته فيسرح وبمرح في البساتين والكروم والحقول , ويعبث فيها فساداً . وبدأ التذمر وكثر الهمس والغمز , ثم عمّ الإستياء , وراح الناس يتشاكون همومهم في ما بينهم , ولا يتجاسر أحد منهم على إعلان الإحتجاج , فالقاضي هو القاضي , والجحش هو جحش , والمثل يقول : كلب المير مير ( والمقصود أمير ! ) فلا حول ولا قوة إلاّ .... وعندما بلغت الحالة حداً لا يطاق , تنادى جماعة من أصحاب الأملاك وقالوا : الى متى هذا السكوت ؟ عن تصرفات الجحش يجب أن نعرض الأمر على القاضي مهما كانت النتيجة !
فشكّلوا وفداً من كبار القوم , وطلبوا مقابلة القاضي ومثلوا بين يديه .
وكان من جملة أعضاء الوفد , شيخ تعوّد مقابلة الحكام وتمرّس بولوج أبواب الكلام , فحيّا وقال : إنّ المثول في حضرتكم , أيها السيد الكريم , شرف عظيمٌ ونحن إنّما جئنا الآن نطلب رضاكم ونسأل خاطركم ونعرض لديكم موضوعاً يهمّنا ويهمّكم ..
فتريث الشيخ قليلاً , على أمل أن يتناول حبل الكلام أحد أعضاء الوفد , وعندما أحجموا , تابع كلامه وقال : بما أنّكم يا فضيلة القاضي مسؤولون عن أمن البلاد وراحة العباد , لذلك سيعرض لكم الآن هؤلاء الرفاق ما جئنا من أجله . وتوقف الشيخ قليلاً , ليفسح المجال لمن أراد الكلام , وعندما صمتوا جميعاً اضاف :
إننا جئنا نلفت نظر فضيلتكم الى موضوع الجحش ! لأن الجحش لا يجوز أن يبقى على هذه الحالة ! والتفت الشيخ الى من كان حوله وقال :
تفضلوا يا إخوان وقدّموا لفضيلته ما اتفقنا عليه بشأن الجحش !
فوجموا جميعاً فاستطرد الشيخ :
وقد لاحظنا , يا فضيلة القاضي , أن جحشكم الميمون يقوم بألعاب بلهوانية جريئة ويتمطّى بحركات " بريئة " تبهج النواظر وتشرح الخواطر ! ولا سيما متى فَنْعصَ وشهق ونهق وشرد بين الكروم والبساتين , فتجري وراءه الأنظار ... وتقلق الأفكار ...
وسكت الشيخ قليلاً , لعل أحد الحاضرين يتجرأ على متابعة الكلام .
فقال القاضي : ولماذا تقلق الأفكار ؟ !!
فاستدرك الشيخ عندئذٍ وقال :
" خوفاً من أن يصيب الجحش أي مكروه , لا سمح الله وأضاف : والذي اتفقت عليه كلمتنا و وبالتالي , هو أن جحشكم المذكور وخلافاً لسائر أبناء الحمير , لا يصدر عنه أي أذى . مهما كرَّ وفرَّ بين الحدائق والبيادر. حتى قال الناس :
" جحش القاضس ما بيآذي " !
ولذلك جئنا الآن نقترح عليكم أن تجلبوا جحشاً آخر يكون رفيقاً مؤنساً لجحشكم هذا , فيعمُّ بذلك سرورنا ويزداد حبورنا , وقد قررنا أن نتبرع لكم بثمن الجحش الجديد !
وفكَّ الرجل كمره ُ وتناول منه ما تيسّر وضعه في طربوشه وحملهُ وطاف به على أعضاء الوفد , فدفع كل واحد منهم ما كان معه من نقود .
وعندما خرجوا سألوا الشيخ : وماذا نقول الآن لزوجاتنا وأولادنا ؟
قال الشيخ : قولوا لهم :
أن جحش الآضي ( القاضي ) , ما بيآذي !
فجرت عبارته قولاً مأثوراُ .
فإلى هنا نهاية هذه القصة وتتابع حديثها أيها الأحبة واعذروني إذا ما أطلت عليكم بالحديث , فإن الله شاهد على كلامي , فإني لم أبادر الى هذا الحديث إلّا من باب القصد الحسن وصدق النوايا لا غير . إني لست بصدد أن أعيّر أحداً أو أدينهُ فذلك متروكاً لقدرة الله العلي وحده .
أعزائي أبناء رعيتنا الأفاضل :
في ختام هذه المقالة يطيب لي أن أذكّر الجميع بأحد الأبيات التي تُتلى على مسامع المؤمنين وتحديداً في رتبة مدائح العذراء مريم والتي تقام كل يوم جمعة من ايام الأسبوع في زمن الصوم الأربعين المقدس .
ومفاد البيت أننا نطلب شفاعة العذراء الطاهرة لتبعد عن الكنيسة الإنشقاق!
وها نحن نتساءل اليوم وبكل صدقٍ : اين نحن اليوم جميعاً من هذا المطلب ؟ وكيف بمقدورنا أن نسعى الى تحقيقه على أرض الواقع ؟
في الوقت ذاته الذي يسعى فيه البعض الى تحقيق وإنجاز عكس ذلك تماماً ؟ !!
وذلك حينما يسلكون طرق الشر والظلام بأقوال وأفعال قبيحة لا تمتُّ الى صلب إيماننا بأي صلة . لا من قريب ولا من بعيد !
ونقولها بصريح العبارة ومن باب التذكير فقط ! أن من أمنَّ الله عليه بنعمة خدمة الكنيسة , يتوجب عليه أن يثمّن ذلك كثيراً ويحمد الله ويشكره على الدوام , ويدأب على تجنيد المزيد والمزيد من خدّام هيكل الرب , وذلك عن طريق أفعال وأقوال مسالمة وطاهرة ومقرّبة للقلوب ! وكما هو معلوم , أن خدمة الكنيسة لا تنطوي بالضرورة على تحميل ٍ للجميل أو التّغنّي بها ليلاً ونهاراً ! وليس بالضرورة على من يخدم كنيسة أن يذكّر الآخرين بذلك أو أن يتقوقع مع راية الخدمة وكأنه محاصَر داخل حصن منيع !
ودعونا ايها الإخوة نتذكّر أن الراعي الصالح يرعى ويصون خرافه جميعاً دون تمييز ولا يفرق بينها أو يصنّفها الى مجموعات متعددة ويقول : هذه الخراف أصلية وتلك ليست كذلك !
ونعلم جميعاً أن كل مؤمن يدخل الى رحاب الكنيسة وتحت سقف خيمتها , يزيدها قوة وثباتاً ومتانةً ,لأن الكنيسة بناء واحد تكوّنهُ جماعة المؤمنين , وكل فرد فيها يعتبر بمثابة حجر الزاوية الذي يسند البنيان ويقوّيهِ .
كما أن المؤمنين قاطبة يكونون في حضرة هيكل الرب وقدس القداس سواسية كأسنان المشط .
أليس هكذا أيها الأحبة ؟
وإذا ما قلنا أو فعلنا عكس ذلك , فكيف لنا أن نسلك في طريق الخلاص ؟
وآن الآوان أن نتّقي الله ونكرمه ونطيع مشيئته بكل خشوع وسجود !
فعندما ننظر من حولنا وفي جوارنا في هذه الأزمنة العصيبة بالذات ونرى بأم أعيننا ما يدور من ملاحقات واضطهادات وذبح ونحر للأعناق , لا يسعنا إلّا أن نعود الى ذواتنا ونتيقّظ وندرك أن كل ذلك يحتّم علينا أن نتسلّح بسلاح البِر والتقوى , وننكر الإثم واباطيل الشيطان , ونعمل سويّة بلا كلل ٍ أو مللٍ على نشر رسالة المحبة والإيمان بالخلاص , ولا ننهمك بسائر الأمور الدنيوية الفانية تافهة المضمون والجوهر .
ونعمل بموجب المثل الشعبي القائل :
لوّث خنجرك ولا تلوّث لسانك ! "
وحقيقةً فإن المطلوب منا ليس بالأمر المستحيل , إذا ما طهّرنا القلوب وصفّينا النوايا .
لأننا إذا ما أردنا أن نقف أمام هيكل الرب وفي حضرته المقدسة الرهيبة فما علينا إلّا أن نحني هاماتنا أمام عزة الله وقدرتهِ ونضع مصيرنا بين يديه الطاهرتين .
حينئذٍ أيها الأحبة , نسير بخطىً ثابتة وسويّةً على درب المسيح الفادي ونحفظ وصاياه لا بل نعمل بموجبها على الدوام وخاصة ما أوصى به تلاميذه قبل أن يفارقهم حينما قال :
" أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم ! "
عندئذ ٍ نحظى جميعاً ودون استثناء بملكوت الله وننعم بنعمة الروح القدس .
آمـيـــــــــــــــــــــــــــــــــن !
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير