الراي الحر | 137 مليون خائن فقط .. بقلم: كميل فياض

السبت 28.09.2024

الرئيسية >> الراي الحر

(اضف تعقيب)

137 مليون خائن فقط .. بقلم: كميل فياض

2015-08-23 09:01:44

137 مليون خائن فقط ..

لست ملاكاً ولا انهد الى الملائكية والألوهة حاضرة في اعماقي ، كما هي في كل شيء ..

ومن هناك من تلك الأعماق افهم مسألة الجنس بصورة تختلف عما يفهما المنحل والقواد والمنحرف ، وهم المجتمع البشري اليوم ..

وليس بالضرورة ان يكون العمل في هذه المهنة القديمة قدم الوجود البشري تقليديًا وداخل اماكن خاصة ، فكل من ينشر هذه ( الثقافة ) او يسكت عنها هو شريك في القوادة والخيانة ..

لست ملاكاً ولكني حساس تجاه شروري ، واقف من جرف نفسي موقف المستقرف الرافض المتوحد المتمرد ، واصارع الامواج بين غالبٍ ومغلوب وكاسر ومكسور ، وقد ملكتُ الخبرة والمراس في خوض بحار الوهم والحس والشك ، ومن هناك من تلك الأبعاد اطرح ما اطرح ..

فأقرأ ناقداً اجتماعيًا هنا وشيخًا دينيًا هناك وواعظًا مؤسساتيًا هنالك ، وقد التهمتهم جميعًا نار الجحيم ،

وهم يتكررون في نداءاتهم للخلاص من الجحيم ، دون ان يسلطوا ضوء احتراقهم الى ما هم فيه ..

متجاهلين اسطع الحقائق التي يعيشون فيها ،هم ومن ينتقدون ويعظون ..

وكلنا شهداء على كيفية (تطورنا) من تطبيع الى تطبيع مع نار الجحيم ، وكل مرة يكون فيها هذا التصرف او ذاك (عيب ، غريب ، دخيل ، مخالف للعرف والتقليد ، مناهض للأخلاق وقاتل للأديان )

لا يلبث ان يصبح عادي للبعض ثم عادي جداً للجميع .. متى كان يمكن ان يدخل في عقل ان يُمنح – مثلاً – مدمنو المخدرات والكحول مخصصات تأمين ! ومن خطر على باله ان يُعطى المنحرفون عن الطبيعة السوية ، من مثليين ومثليات ، حقوق ومستحقات اجتماعية واقتصادية ..! حتى بات ان يصبح رؤساء دول العالم من هؤلاء ، فيُدخلون في حساباتهم السياسية والحربية انحرافاتهم ، امراً جائزاً وممكناً ، بل طبيعيًا جداً ..

ولا نزال عمومًا نتحدث في السياسة وفي الاقتصاد وفي الفلك وفي الأدب وفي الفلسفة والفن والطبيخ وفي كل شيء ، لكننا لا نتحدث عن النار التي نحترق فيها نحن وابنائنا بصورة كافية وبلغة واضحة ..

تلك النار الالكترونية السحرية الشيطانية ،التي كانت تسكن في بعض الأماكن الخاصة ، وفي بعض المحطات الخاصة ، وفي بعض الأشرطة المهربة ، قبل ان تتفشى وتنتشر وتسكن كل بيت وكل جيب ، وقد قدمها لنا الغرب بكل كرم وسخاء واريحية في اعجب واخبث خلطة ، بعد ان انحل بدوره من كل معاقده وانفلت من كل روادعه ومعاقله ..

وما "الفياغرا" وانواع المنشطات المختلفة للذكور والاناث ، الا اعراض من اعراض هذه العولمة التي لا زال يُغدق بها الغرب على الشرق ، ومن حيث لانزال نستقبلها بذارعين مفتوحين ، وفي تصاعد لولبي من تطبيع خطير الى تطبيع اخطر ..

وماذا بعد هل من مَبلغ لفسوق الارض اكثر !!!

قال 137 مليون خائن في العالم ، و170 الف في ( أرض الحليب والعسل) فقط .. طيِّب ماذا يعني تحريم (الفرح) والفقوس والكوكا كولا وما شابه ، الى جانب هذا الوهج الجنسي المنتشر في كل مكان ، كحرائق في غابات كلفورنيا ..! الأكيد الواضح في هذا الزمن ، هو هذا التنويم (المغناجنسي) او المغناطيزي الجماعي ، وهذا اليأس من الاصلاح ، وهذا الاستسلام للقدر المحتوم ، بعد ان خرج كل شيء من اليد ..

كميل فياض

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع