نظرة في الحرب الأخيرة الممهّدة لظهورعالم جديد !!! منير فرّو
2015-10-25 06:15:35
جبل مجيدو ـ هرمجدون انفجار نووي
منير فرّو
لقد كثرت الروايات عن هذه الحرب الدامية المهولة، التي فيها تشترك كل البشرية من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، مما يتسبب في ضيق وبلاء شامل لجميع الأمم،
فحسب النبوءات هذه الحرب ستدور رحاها حول مدينة القدس، المقدسة لدى الجميع، مما جعل الجميع يعتقد بان السيطرة عليها يعتبر وعدا الهيا، وتقريب لظهور المسيح المنتظر، أو المهدي المنتظر، الذي هو واحد عند الجميع، ولكن بسبب الاختلاف عليه وعلى علامة مجيئه ومن سيختار؟
لان كل ملة تعتقد أنها الأمة المختارة، وأن المسيح سوف يكون في نصرتها،مع أن المسيح في الإنجيل يقول : "ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات"،
فاليهود ما زالوا ينتظرون الظهور الأول للمسيح، وينكرون بأن يسوع الناصري " المسيا" هو المسيح المذكور عندهم في التوراة،
بينما ينتظر النصارى الظهور الثاني للمسيح ليحل لهم الأمثال ويكشف أمر الرب علانية، ويقضي بين الأحياء والأموات،
وكذلك يؤمن المسلمون بظهور المسيح عيسى بن مريم مرة ثانية في آخر الزمان ويقتل الدجال،
والشيعة الاثناعشرية الجعفرية يعتقدون بعودة المسيح عيسى بن مريم –ع-،وبظهور المهدي المنتظر أو القائم المنتظر عجّل الله فرجه الشريف كما يقولون (عج)،
فباعتقاد الجميع لن تكون للمسيح أو القائم المنتظر ولادة جديدة، بل ظهور جديد وعودة جديدة، لأن عيسى –ع- لم يمت بل طلع إلى السماء، وسوف ينزل منها بمجد الله، والقائم المنتظر حاضر وموجود بين الناس، ولكنه مغيّب ومحجوب عن أعينهم، وهناك من يكاتبه ويراسله من أئمة الشيعة، والزمان هو الذي يحتم ظهوره، وذلك عندما تمتليء الأرض جورا وظلما، وهو الضيق الذي ستشهده البشرية في آخر الزمان، فيأتي ليملأها قسطا وعدلا،
وعليه ستشهد البشرية جمعاء حربا ضروسا، وصراعا مريرا ، وقد اتفقت جميع الديانات على أن هذه الحرب سوف تكون في فلسطين حتى غوطة دمشق، وستجري الدماء كالسيول،ويسميها اليهود والنصارى(الإنجيليون من أتباع البروتستانت) حسب نبوءاتهم بـ "هارمجدون ". وقد جاء ذكرها في العهد الجديد في سفر الرؤيا للقديس يوحنا: "وجمعت جيوش العالم كلها، في مكان يدعي هارمجدون"، وقد اسماها الساسة الأميركيون الأنكلوسكسون، ، الافنجاليون، الصهيو مسيحيون، بـ "شرق أوسط جديد"، وعملوا من أجل الإسراع بها متجاوزين كل الحدود والمعقول، ومستخدمين إسرائيل "قميص عثمان "،
كما جاءت أيضا: "وهي أرواح شيطانية تصنع المعجزات، وتذهب إلى الأرض كلها لتجمعهم للحرب في اليوم العظيم، يوم الله القدير"، و"هار" كلمة عبرية معناه تل، ومجدون تعني مجيدو، وبالعربية مجد ، يعني " تل المجد أو العلى"، وهي إحدى أشهر المدن الكنعانية العربية في فلسطين، عبر عصور التاريخ القديم، ومجدون أو مجيدو تبعد 55 ميلا عن شمال تل أبيب و20 ميلا جنوب شرق حيفا و15 ميلا من شاطيء البحر المتوسط، وقد ذكرت مجدو في المخطوطات الفرعونية زمن امنحوتب الثالث(1402-1364 ق . م)، والد أخناتون(1364 –1347 ق . م )
وتقع هذه المدينة التاريخية في شمال فلسطين، في الجهة الغربية من مدينة "جنين"، وهذا التل يقع على الطريق الذي يخترق جبل الكرمل، حيث جبل المحرقة ووادي كيشون "النهر المقطع"، حيث وقعت فيها معجزة سيدنا أليا النبي –ع- مع عبدة البعل، ،
ويتحكم بمدخل سهل مرج ابن عامر في الشمال ، ويُسيطر على الفتحة الإستراتيجية للممر، الذي يؤدي من السهل الساحلي ، إلى مرج ابن عامر، ويُشرف على الطريق المؤدية من مصر إلى سوريا، وهذا الموقع المُميز، أكسب المدينة مكانة مهمة عبر عصور التاريخ، حيث كان مسرحاً للعديد من المعارك الحربية في فلسطين،
وأما المسلمون فيسمونها الملحمة الكبرى أو العظمى، وهي باعتقاد الجميع حرب يأجوج ومأجوج، ويعتقدون بأنهم أقوام مفسدون في الأرض، ويأجوج باللغة الصينية تعني سكان "قارة أسيا"، ومأجوج "سكان قارة الخيل"،
اليهود يعتقدون بان المسيح سوف ينزل من السماء، ويقود جيوشهم ويحققون النصر على أعدائهم الغير يهود، لان اليهود ينكرون كل الديانات التي أتت بعد التوراة ويعتبرونها شعوبا كافرة، فهم في نظرهم شعب الله المختار، ويتخذ القدس عاصمة لمملكته، ويعيد بناء الهيكل على الصيغة اليهودية، ويحكم بالشريعتين المكتوبة التوراة والشفوية التلمود، وبذلك يحكم اليهود العالم،
أما النصارى فيعتقدون بأنها ستكون حربا أممية شعوبية، تقع في نهاية العالم، وينزل في آخرها عيسى–ع-، وتكون بين أتباع المسيح وبين أمم الكفر كلهم، وهي عبارة عن معركة فاصلة بين قوى الخير وقوى الشر، حيث تكون الغلبة لقوى الخير يعنى النصارى أتباع المسيح،وسيملكون الأرض لمدة ألف سنة( الألفية السعيدة الميلينيوم )، حيث سـيعم الأمن والسـلام والهدوء
لقد فسّر الغرب قوى الشر بروسيا والصين وإيران والدول الإسلامية، لأن هذه البلاد تعتبر مسكن يأجوج ومأجوج الذين سيفسدون في الأرض، وينبغي محاربتهم، فأصحاب الإنجيل يؤمنون بالعهد القديم التوراة والعهد الجديد الإنجيل الذي يحتاج إلى مجيء ثان للمسيح ليكشف رموزاته ، ولكن لا يعترفون بالرسالة المحمدية أي الإسلام، لذلك ما زالوا يؤمنون بأن الشعوب التي تسكن البلاد العربية مخالفة للمسيح ويجب تنصيرهم أو حتى محاربتهم،
وقوى الخير الغرب وعلى رأسهم أميركا، وكان بوش الابن قد صرّح بعد كارثة التوأمين عام 2001، بأنها حرب صليبية بين قوى الشر( الإسلاميين الأصوليين ) وقوى الخير(الإنجيليين) ، مما جدّد الحملة على الشرق بحجة الإرهاب الإسلامي، وعلى رأسهم جماعة القاعدة السنية وإيران الشيعية، يتبع...يتبع...يتبع...
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير