قصة من المجموعة القصصية " القاتل المجهول" تثير أهتمام الباحثين-هادي زاهر
2015-10-27 14:19:06
 قصة من المجموعة القصصية " القاتل المجهول" تثير أهتمام الباحثين
 
تلقى الكاتب والاديب هادي زاهر رسالة مفاجئة بمضمونها حيث ارسلها محاضر في جامعة "يال" الامريكيه وفيها يعرب عن اهتمامه البالغ بقصة "الفخ" من المجموعة القصصيه "القاتل المجهول". وانه يطلب منه الموافقه على اصدارها ضمن كتاب يزمع المحاضر نشره قريباً. اليكم نص الرسالة:" إلى المبدع هادي زاهر 
بعد إقراء السلام وتوجيه أطيب التحايا إليك سيدي، أتقدم بتعريف نفسي لكسر 
حاجز الاستغراب وإشباع فضولك نحو مخاطبك الذي يحمل أسم « Jonas ELBOUSTY 
» وبصفتي أستاذا باحث ومحاضر بجامعة « YALE » الأمريكية أتقدم إليك 
بانحناءة تقدير وإجلال لأعمالك القيمة وخاصة عمل "الفخ" الذي لشدة 
إعجابي به قد أدرجته في كتابي المنتظر نشره قريبا ,لذا فإني أتوجه إليك 
بطلب خاص لمنحي حق نشر قصتك لإغناء مقصدي من تحرير الكتاب وهو » : 
تدريس أوجه التعبير بأدبيات اللغة العربية لغير الناطقين بها 
وكلي يقين برغبتك اللامتناهية في نشر العلم والمعرفة وتقديرك 
اللامشهود في غيرك لروح التشارك والعطاء. 
في انتظار ردك سيد هادي أتوجه إليك بأخلص وأزكى المتمنيات. 
الأستاذ الباحث 
 
Jonas ELBOUSTY
قصة "الفخ"
 
بدا الغضب واضحا في قسمات وجه "عزرا" مسؤول المخابرات وهو يقول في توبيخ لم يخل من حدة!
تعلمين جيدا ان مهمة كهذه من صميم عملك... وإذا فشلت فان ذلك سوف يؤثر على مستقبلك في العمل ولا تنسَي انك تتقاضين أجرا مضاعفا عن عملك. نكست "افيفا" رأسها وهي تقول بصوت أسيف:
- لقد بذلت قصارى جهدي ولكن دون جدوى...
كانت قيادة المخابرات قد خلصت في إحدى جلساتها الاسبوعية إلى نتيجة مفادها " إن قيادة الجيش تبدي الكثير من التهاون وإتاحتها الفرصة لعدد من الضباط الاغيار التقدم في رتبهم العسكرية، مما مهد الطريق أمام احد هؤلاء الضباط الوصول غالى القيادة العليا". إلا أن قيادة الجيش رفضت التهمة مدعية بأنها إنما فعلت ذلك من اجل ذر الرماد في العيون أمام الوسائل الإعلامية التي لا تفتأ تلصق تهمة العنصرية بهم...ولم يكن هذا التبرير مقنعا لقيادة المخابرات لأنهم يرون بان ذلك قد أفسح المجال أمام الاغيار للاطلاع على أدق التفاصيل السرية في امن الدولة وبالتالي قد يصبح من حقهم المشاركة في تقرير سياسة الدولة العليا وعليه فانه إذا لم يتم استدراك الأمر فقد يستطيعون بعد حين ان يفعلوا ما تفعله جاليتنا الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، وغزر وجهة النظر هذه مسؤول آخر عندما قال: "الاغيار هم نوع من أنواع المرتزقة، ولا أمان للمرتزقة أينما كانوا، لان موقفهم أصلا ينبع من مصالحهم الخاصة، فإذا شعروا أن مصلحتهم تقتضي الانحياز الى الطرف الآخر فسينتقلون إليه. وهنا قد تحدث كارثة لأنهم عرفوا من أين تؤكل الكتف. لذلك يجب التعامل معهم بحذر دائما للحد من تطلعاتهم وطموحهم، وعلينا ان نوجه إليهم صفعة بين الفينة والأخرى لكي لا يشمخوا بأنوفهم".
وبعد نقاش طويل رأوا أن الحل الأمثل هو العمل على إحالتهم إلى التقاعد المبكر بتقديم مغريات مادية وأدبية للمتقاعدين منهم، مما يجعل الأمر وكأنه قد تم بناء على رغباتهم. فالمادة رغم حاجتنا إليها، إلا أنها أهون الشرور. وبهذا الشكل نصطاد عصفورين بحجر واحد، التخلص منهم من جهة وإسكات وسائل الإعلام من جهة ثانية، إلا أن عددا منهم رفض العرض بما يشتمل عليه من إغراءات. وهنا كان لا بد من التحرك بسرعة للضرب تحت الحزام دون ان يترك ذلك آثارا سلبية، وعليه فقد تم تحديد عدد من الضباط ليكونوا كبش فداء، وكان على أولهم الضابط "حليم".
وبسرعة صدرت الأوامر إلى "افيفا" للعمل على إيقاعه بالفخ.. ولكي تكون قريبة منه تم نقلها إلى المعسكر الذي يشرف عليه لتكون تحت إمرته، حتى تتمكن من البدء بتنفيذ الخطة بما عرف عنها من قدرة ومهارة. فقد كانت تقوم بكل ما يتطلب منها بصدر رحب ويساعدها في ذلك خفة ظل وجمال آسر ورغبة مجنونة منها للتفوق.
وفي اليوم الأول لتسلمها عملها في المعسكر. وفي الوقت الذي بدأت فيه بتهيئة نفسها لتنفيذ الخطة بدأ الضباط والجنود في المعسكر يدورون من حولها، تدفعهم رغبة محمومة للظفر بها. وإذا كان هذا أرضى غرورها، إلا انه حمّلها أعباء أكثر.. انها لا تخفي سعادتها بذلك، ولكن ما العمل وهي في مهمة محددة، "حليم" هو الهدف، ولا احد غيره، وبدأت أخبار نشاطها ودأبها على العمل تصل إليه بشتى الطرق. فقرر اختيارها لتكون سكرتيرته الخاصة، فكانت سعادتها بذلك لا توصف.. ها هوذا اول الغيث... فالخطوة الاولى من الخطة قد نجحت وما أن دخلت مكتبه حتى بدأت بالخطوة الثانية فورا حتى لا تضيع الوقت.. بدأت تستعرض أمامه جسدها الثائر، فهذه الابتسامة الصافية، والصدر المفتوح والملابس الضيقة التي تكشف عن ساقين ملفوفين.. وحركات الإغراء التي تجيدها فأخذت لا تترك فرصة دون ملامسة جسده أو تمرير خديها المتوردين أمام شفتيه. إلا أن حليم لم يأبه لذلك كله. فلم يبد عليه أية تأثير أو تأثر.. وعندما أخبرت بذلك عزرا، رد عليها بعصبية:
- إن جمالك كفيل بتحريك الموتى، أم انك فقدت المواهب التي منحها لك الله.. كنت تحركين الأصنام، وها انت الآن عاجزة عن تحريك جسد من دم ولحم.. أنا لا افهم هذا..
فقالت افيفا بصوت بدا فيه شيء من الانهزام الممزوج بالغيظ:
انني اطلب مشورتك.. إنني اعرف بأنك ملك هذه الألعاب... أشر عليّ؟ لقد استعملت جميع وسائل الإغراء فلم يتحرك... تصنعت السقوط عن الكرسي أثناء إخراج احد الملفات عن الرفوف العالية.. وارتميت في أحضانه، فكانت ردة فعله ان قال لي بشيء من التوبيخ: ألا تأخذين حذرك؟ احرصي على نفسك يا ابنتي..
هز عزرا رأسه وقلب شفتيه وهو يقول:
- غريب هذا الرجل الذي وقف لنا كالماء في الحلْق.
ألا يمكن أن يكون لديه عجز جنسي؟ لقد اغتنمت فرصة شكره لي على المجهود الذي أقوم به وما كان مني إلا أن شكرته بقبلة على شفتيه.. لقد كدت أرهص شفتيه بين شفتي فكانت ردة فعله الوحيدة بان قال لي: "أنا أحب أن أقدم الثناء للعاملين معي عندما أرى انهم مخلصون في عملهم" لقد أغاظني تصرفه كثيرا.
فندّت ابتسامة من عيني عزرا اقل أن يجود بها وهو يقول:
- ما دمت قد بدأت تشعرين بالغيظ منه فان هذا مؤشر جيد لاستنهاض همتك... واحب أن أؤكد.. ان كل التقارير الموجودة لدينا تشير بانه سليم وانه لا يعاني من أي عجز.. لكن هناك فكرة.. لم لا تدعينه إلى منزلك وهناك نستطيع أن نحصل له على بعض الصور التي تعرفين كيف تكون...
- "المصيبة ان المعسكر كله يجري خلفي" علي أن اخترع مناسبة لدعوته الى المنزل.. سوف ادعُ الامر لوقته..
- انت حرة في تصرفاتك معه. ولكن ما يهمني فقط هو النتائج.. ولكن مهلا.. أعلم بأن هناك رحلة استجمامي للضباط وسيكون المبيت فيها في احد الفنادق، وهناك عليك أن تحفظيه جيدا، من رأسه حتى قدميه. فند نزوله إلى بركة السباحة، انتبهي إلى أي علامة فارقة في جسده.. فقد يفيدنا ذلك كثيرا.
- هناك شامة في أسفل ظهره، أشاهدها عندما ينحني ويرتفع قميصه.. انها كبيرة.
- رائع جدا ولكنها ليست بالدليل الكافي. عليك أن تشاهدي علامة في موقع حساس أكثر وهو يسبح. وبعدها ستكون فرصتنا ذهبية بالأدلة الواضحة.. وعندما ترفعين عليه دعوى بتهمة الاغتصاب. ونحن نتكفل بباقي الأمور، سوف نعمل على إذلال كل من حوله. لن ندع معنوياتهم ترتفع ابدأ، خاصة وهم يعتقدون بأنهم قاموا بأعمال بطولية في سبيلنا. في حين انهم مجرد مرتزقة... سوف نشغل الرأي العام بقضية الاغتصاب.. أمور كثيرة يجب ان نشغل الناس عنها. فلا تستخفّي بدورك.. يجب أن تؤمني بمدى أهميتك في هذه العملية.. وأنت سوف تنجحين.. امور كثيرة مرتبطة بمدى نجاحك في هذه العملية. وكلها تصب في مصلحة الدولة، يجب أن لا تغفلي عن ذلك.
وتتنهد افيفا بارتياح/ ثم هزّت رأسها وهي تقول:
إني أعي دوري جيدا. لن اسمح له بان يهزم إرادة الانتصار عندي. ثم غادرت مكتب عزرا وهي تردد لنفسها "سوف تعلم من تكون افيفا يا حليم... سوف ترى إرادة من منا ستنتصر".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق