متى ستجرؤ وتتحمّل المسؤولية !؟ بقلم : سهى أعمر طه
2015-11-02 11:57:40
يقول الشافعيّ :
نعيبُ زماننا والعيبُ فينا وما لزماننا عيبُ سوانا
ونهجو ذو الزمانِ بغيرِ ذنبٍ ولو نطقَ الزمانُ لهجانا
نحنُ صُنّاع هذا الزمان ، ونحنُ روّاده
إن كانَ جيّدا ، فمنّا .وإن كانَ رديئا فمن أفعالنا ومن سوء تخطيطنا للأمور وتفكيرنا الغير قويم .
ولو نطقَ الزمان لهجانا ، نعم هجانا لأنّه ليسَ مسؤول عما تقترفه أيدينا .
كعادة البشر ، نتخلّى جميعنا عن مسؤولياتنا ، ولا نملك الجرأة للاعتراف بأخطائنا ، ولا يسعنا حينها إلّا إلقاء اللوم على الزمان وعلى الظروف التي جرّتنا لما نحنُ فيه اليوم
باتت المادة تحكُمنا ، هي سلاحنا وهدفنا .غابت ضمائرنا وأصابها الوهن والضعف ، لم نعُد نملكُ أدنى سيطرة على توجيه تصرفاتنا .
فقدنا بوصلتنا الداخليّة ، أصبحنا نتخبّط هنا وهناك .
تبعنا مصلحتنا الشخصيّة وتجاهلنا المصلحة العامةالتي بوسعها أن ترقى بنا لتجعلنا من أرقى الشعوب وأخيَرُها .
سادَ العنف بأشكاله ،وباتَ الأمان حلم بعيد نحلم به ولا نراه في واقعنا .
أصبحت أرواح البشر حرمة تُنتهَك دون أدنى تردّد .
لم يعُد هدف واحد يجمعنا ، ولهذا تشتتنا ولم تعد المحبة تقربنا .
طالما بقينا نضع الزمان شمّاعة نعلّق عليه عيوبنا وأخطائنا ، لَن يحدث التغيير .ولكن ، في اللحظة التي ينظر كل واحد منّا فيها ، إلى داخله ونفسه ، وينظر ويراقب بكل موضوعيّة تصرفاته ويتحمّل المسؤوليّة التامة عليها ، سنلحظ الفرق ونصل الى ما كان عليه أباؤنا وأجدادنا والى المبادئ والقيم التي كانوا يتحلّونَ بها والتي كانت السبب في السعادة وراحة البال التي كانوا ينعمون بها .
لنرتقِ بفكرنا وأعمالنا ، فالقاع مزدحم ولا يحتمل المزيد !!.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير