عذراء البحر بقلم:معين أبو عبيد
2015-12-10 17:42:02
كان الوقت ما بين العصر والغروب، والشمس الدّافئة ما تزال ساخنة بوهجها، سكوتها كان مغموسًا بعصائر الحزن وقليل من الفرح المصطنع، وخيوط النّور تتلألأ على وجنتيها الوردّيتين وشعرها الأسود.
عيناها تحدّق في الأفق الهزيل، وتتبع السحب، وهي تصرخ وتصرخ بدون صوت لعلّ صراخها يلاقي آذانًا صاغية.
تجلس على الشاطئ المهجور، والبحر صامت فيه خشوع، تعشق الزبد والرمل والقواقع ورائحة الصخور وحبّات الماء تداعب بأناملها رماله الساحرة،ترسم لوحةمبهمة، فتأتي الموجات وتمحوها بكلّ وقاحة وشراسة،فتردّ بابتسامه عريضة على محيّاها،تتأمّل بحنيّة عمليّة الجزر وحبّات الرمل وبقايا الأصدافالمنجرفة.
تشمّع لسانها في سقف حلقها، وتعاركت الأحاسيس في جوفها، تسكب فيض ذكرياتها في بحر النسيان، تهبّ ريح مجنونة، فتنسدل أهداب عينيها وتغفو، وتبقى النجوم تحرسها.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق