لم تكُن تعلَم ما به ! سهى طه
2015-12-11 14:08:22
كانَ صندوقا مغلقا يقبعُ في زاوية غرفتها .رافقها سنة وراء سنة حتى بلغت سنواتها العشرين !.
لم يُشغلها وجوده كثيرا ، تعاملت مع حضوره على أنّه أمر مفروغ منه .
كانَ يتغيّر أحيانا مكانه بين زوايا الغرفة وجوانبها ، لكن في جميع مواقعه كان حاضرا .
كانت تهتم لئلا تعلوه الغبار ، وألا يعبث به أحد من زوّار غرفتها ، فهيَ لا تعلَم إن كان يتبع لملكيّتها ، ورغم هذا فوجوده بقربها كل هذه السنوات ومرافقته لمراحل عمرها منحها هذا الحقّ بالمحافظة عليه . 
كانت تشعر بتقارب خاص بينها وبينه ، فقد شهد العديد من المواقف المؤثرة في حياتها ، سمع ضحكتها العالية ، وشاهد دموعها ، راقَب حيرتها وتفهّم شكواها .
لم تأبه كثيرا لشكله الخارجيّ ، فقد لا يكون مصنوعا من أفخر أنواع الخشب مثل الصنوبر أو السنديان ، ولا مدهونا باللون الاحمر الخمريّ لكنه كان مميّزا وقريبا ، ربّما بحُكم العادة على وجوده وربّما بسبب المشاركة والقرب التي منحها إياها !.
لم تكُن تعلم إن كانَ يخفي داخله أسرارا من الماضي البعيد أو يحجب فرحا سيأتيها قريب .
لم تحاول الاستفسار عن محتوياته ، كانت تثق به ولا تقلق من خفاياه . فقد أثبتت لها الأيام أن بعض المعرفة أحيانا قد تؤذي .
ولهذا كانت تُغمض عينيها ليلا وتنام دون أيّ هاجس يؤرقها بسبب وجوده واحتضان الظلمة لهما معا في نفس الغرفة .
لا تعلم إن كانت فعلا مستعدّة للكشف عما يخبئه ، إن لم يكن أصلا فارغا !!، لكنّه أصبَح يثير لديه مؤخرا حُب الفضول فيما قد يحويه !..
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق