أجراس نشيدها خجول بقلم: زايد خنيفس
2015-12-18 13:52:40
تزحف بنا الايام نحو نهاية السنة وبزوغ سنة جديدة ومشاعرنا وأجزم بأنها مشاعر الاغلبية الساحقة من الناس في أصقاع الدنيا بأن اجراس الميلاد هذا العام خجولة من نشيد الفرح من مشاهد الدم والقتل التي رسمت وجوه العواصم وتقاسيمها من باريس الى دمشق وبيروت وصنعاء وطرابلس ونيويورك ومدن تحمل اسماء وقرى نائية لم تعد تحمل وجوها بعد ان ضربتها الاعاصير والزلازل واندملت احلام الفقراء في القفار وبعد ان نسيهم حكامهم وتزحف الايام الى نهاية السنة واجراس الميلاد هذه السنة خجولة كطفلة فقدت والديها في قصف عشوائي في غوطة دمشق وادلب وحلب وكوباني تبحث الطفلة عن حضن اخر لا يحمل دفء الوالدين وامام انياب الدول الكبرى في استعمارها الجديد لبلاد حلمت الحرية فوق ارضها وسمائها وحولت هذه الدول سلاحها الفتاك القاتل بكل انواعه إلى محطات تجارب على جسد الانسانية وتحت اسماء اسلحة تخاف من اسمه ورقمه واجراس الميلاد هذا العام كانت مسكينة لا تسمع اصواته، ونشيد حتى في السفوح القريبة امام مجازر الانسان ضد اخيه الانسان وافكار لا غير موجودة في الكتُب السماويّة. تزحف بنا الايام نحو نهاية السنة والقدس تصرخ بوجه العالم فالدم الى ركبتيها بل وصل عنقها ويشد ازرها في بريق مسجد بريقه يلمع في اخر المدى وعلى اسواره الطويلة رسمت احرف الحرية لشعب اراد السلام على ارض السلام .
اجراس الميلاد هذا العام في بلدنا خجولة بنشيدها السعيد وفي وطننا الصغير ومحيطه لا يحمل بشرة وبشارة في رفض تسامح "البعض" نحو اخوانهم واهلهم في مساحة واحدة قدر الله ان يتنفسوا بها وعلى مساحتها بناء امال اجيال صاعدة نحو احلامهم "والمسؤول" في مرتبته غابت عنه نصف البلد واكثر، فخابت الآمال وسقطت الاسوار والوجوه ومدينتي ليست عنواناً انشائيا وبيت شعر قديم وكلمات، تشبه العسل واقراصه ورحيقه بل ان ترى ما لا يراه الاخرين وان تعدل بين مركز ثقافي وجماهيري مع مركز ما زال يضيء بقعته وحرمانه لان الهوية تختلف فإن اجراس الميلاد في بلدي ستكون خجولة من قيادتها التي وقفت مصفرة الوجه في ساحة باب الدير امام فرحة الالاف، التي املت بنشيد اخر للأجراس والحكمة كيف نحلق في بلدنا في السماء على كل الصعد والمرافق ولا نكون نسخة سابقة.
تزحف الايام نحو نهاية السنة وبزوغ سنة جديدة نعرف جدياَ ما فيها وما نريد ونمهل ولا نهمل ابداً حقوقنا وحقنا في البقاء زاوية لأمل اخر لا ترتجف على اسوار حداء الحواكير القديمة ينشد الحب لبلده ويسير نحو ارضه وقوت عمله كل صباح وبلدي تبقى اجراس البشارة وميلاد المحبة والتسامح وان عكرها البعض في حقبة من الزمن فإن وجهها يبقى هو ذاك الوجه القديم فلا نَخاف على بلد جذوره عميقة ونشيده اجراس اخرى لا تشبه اجراسهم!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير