ما بين رحيل وإقبال بقلم: عبور درويش
2016-01-01 14:13:43
ما بين رحيل وإقبال
أيتها الآتية منذ ساعات
ما عادت جيوب الروح قادرة على حمل المآسي
ولا بقيت في المقل عبرات ...
رفقا بنا...
رفقا بقلوب أنهكها طول انتظار ...
رفقا بأرواح شلت أجفانها ترقبًا لفرح آت ...
كوني بردًا وسلامًا...
كوني قليلة النكبات ...
كوني بعكس التوقعات ...
كوني خفيفة الظل ..
كوني كغيمة مباركة
تداعب جبين السنابل بالطل...
أبعدي عن حاضرنا المهانة والذل....
أزيحي البؤس المعشش بين تجاعيد العمر....
كُفي أعاصيرك ...كُفي الدمار
كُفي سفك الدماء ..كُفي الحصار
هزي إلينا بجذع يسقط خيرًا
أعطنا كفاف يومنا
لا نطلب بعده شيئًا..
عابسة كانت بوجهنا تلك الراحلة
نفثت سمومها وهي مغادرة...
بكرة وعشية
كانت تلطم أخدود الحياة
جعلت ربيعنا دموي النسمات
أججت فينا عشق الممات
فصرنا أشياء على هامش الحياة
مكدسة كانت باللؤم
جبلت ترابنا بالدم
زينته بالقهر والهم
سكبته في أواني الصمت
ورفعت بعده نخب الحياة
تلك الساقطة من رزنامة الزمن
سلبت فرح العذارى
مزجت الدنس بالطهارة
تركت شيبا وشبابا
يعدون الخطى فوق الجمرات
مسحت عن حاضرنا
العزة والوقار
سلمت للغريب مفاتيح الدار
ونكّست علم الكرامة
بكل افتخار
هذه الباقية بين الصفحات
اتسمت بالحقد والغدر
أزاحت عنا وشاح الستر
فبتنا عراة ,بتنا حفاة
دثرينا أيتها المقبلة
فقدنا جلدنا البشري
فقدنا وجهة الأمر
تشابكت في دواخلنا
خيوط الخير والشر
أيتها الحاضنة وريقات الغد
هل بالمحبة تعمدت
هلا بعض طمأنينة جلبت
أعطنا حفنة أمل
بللي جفاف القلوب
بقليل من الأمن
بقليل من الحب
وبقليل من الود!
عبور درويش
عبور درويش
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير