لماذا يذهب أهالي شفاعمرو الى النوم مبكرا ؟ بقلم زايد خنيفس
2016-02-28 07:12:25
مساء يوم الخميس الماضي وفي ساعات المساء وأظن كانت الساعة الثامنة حيث انطلقت سيارتي من حي مرشان وشقت قلب المدينة في الحي القديم القلعة وأخذتني أفكاري نحو حي عصمان شرقي البلد والمسافة تصل الى حوالي ثلاثة كيلو مترات وأكثر ما لفت نظري في هذه النزهة الليلة الهدوء التام الذي غطى البلد من غربها الى شرقها الى جنوبها وشمالها وأبالغ اذا قلت بأنني لم ألتق مع سيارة في الشوارع الرئيسية لكنها كانت تعد على أصابع اليدين فقلت في نفسي وتساءلت لماذا هذا النوم العميق لأهل هذا البلد وحولت الاجتهاد لمعرفة السر لماذا يذهب أهالي شفاعمرو الى نومهم مبكرا؟ أو يغلقون أبواب مداخل بيوتهم بعد الساعة الثامنة وهل هو اتفاق غير مكتوب ام انها صدفة بل أكثر من ذلك تحولت فيها مدينتي الى فندق كبير تدق فيه الأجراس عند النوم وعند الاستيقاظ وأبحرت على مسافة ساعات وأيام قبل أن أرسم هذه الأحرف فوق الصفحة البيضاء وسألت أكثر من مرة لماذا نذهب في هذا البلد مبكرا وتبين لي بأن هنالك أسباب عديدة بعضها كتب على سطح الموج ويمكن مشاهدته بالعين المجرد وهناك أسباب سقطت في قاع البحر تحمل في الواقع سرها ولكي تعرف السر يجب عليك الغوص في اليم الأزرق.
أهل مدينتي يذهبون الى النوم مبكرا قد يكون في اجتهادنا مبالغا وان قلنا يغلقون مداخل بيوتهم مبكرا قد يكون بذلك مبالغة ولكن الحقيقة بأن الهدوء يطغو على البلد مبكرا هو الواقع بعينه والاسباب عديدا ونذكر منها غياب الحركة الثقافية في المراكز والقاعات المعدة لذلك وغياب مراكزا تجارية يتسوق فيها كل حاجيات البيت ونستثني مركزين او ثلاثة لكن الواضح غياب (شفاعمرو مول) فهنا يكون مركز المدينة وشريانها لا ينقصه مواد شرائية وألعاب على أشكالها ودور للسينما كما هو الحال لدى جيرانينا (الكريوت) فلا عندنا كريون ولا شفاعمرو مول ولا مطاعم للعائلات وأولادها فحتى حدائق البلدية تحولت الى مواقف للسيارات ولم يعد أمامنا الى الاستعانة برصيف كريات اتا والتي كانت حدودها وأرضها ملكا لأهالي شفاعمرو أرصفة رياضية تعج حتى في الليل في العائلات وعشاق الرياضة ومدينتي يذهب اهلها للنوم مبكرا ويغلقون مداخل البيت لأنه لا يوجد الا دواراته فرحة من أضاء دائرتها لكنها بقيت حتى بدون سيارات في أول الليل فلا مسابح رياضية ولا ألعاب في حدائقنا المعتمة وأصبحنا نفضل مطاعم الجيران على مطاعمنا فالبحر هناك أزرق لا يشبه بحرنا الذي تجمع في أسفل العين لأن مقاول نسي أصول العمل فتحولت شوارعنا الى حفر وبحيرات.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير