"عدوية" نصر الدين مالها نوارة... زايد خنيفس
2016-03-14 23:04:23
 عشيّة عيد الأم
 
"عدوية" نصر الدين مالها نوارة... 
 
"الى روح ابنة عمتي عدوية نصر الدين "
 
زايد خنيفس
 
هنالك مشاهد تبقى مطبوعة في أذهاننا، خاصة في جيل الطفولة وتبقى في الواقع محفورة في الذاكرة وقد يكون ذلك مقطعا لأغنية او جولة بحرية او رحلة في القطار او ساحة اللعب في الزقاق القديم في الحارة او طريق ضيق بين الصبار والوادي الشتوي مشاهد تبقى مطبوعة في الذاكرة ولا يمكن محيها ابدا بكبسة او بممحاة وأعرج في قلمي على هذا المرج من الافكار وعشية عيد الام واسبوع يوم المرأة تتوقف أنت الذي تجيد طبع الكلمات والافكار على الصفحات البيضاء وهنا الفكرة الجميلة تعود فيك الصور الى سنوات وأيام الخوالي تذكرت فيها ابنة عمتي وقريبتي عدوية عناد نصرالدين من دالية الكرمل التي انتقلت الى جوار ربها قبل اكثر من شهر وبعد ان اصيبت بنوبة قلبية مفاجئة دون سابق انذار وقبل ان تودع اقرب المقربين لها وتودع ابنائها وعائلتها الصغيرة وتودع عريشة الدوالي على مدخل دارها وقد هزت وفاتها المفاجأة بلدها وكل من عرفها وعرف اهلها في الكرمل والجليل وكانت جنازتها المهيبة شاهدة على هذا الحب الكبير، التي شارك فيها الالاف وشهد لها الشيوخ الأفاضل. 
عدوية ابنة عمتي أذكرها في عرس أختي جواهر وعندما كنت صغيرا أمسكت من فرحتها ابريق الماء البلاستيكي واخذت تغني و(تدربك) في ليوان والدي رحمه الله فصاح من صاح لإسكاتها فكانت عدوية وفي اوائل حياتها تحب الفرح ولا تفارق وجهها الضحكة فلم تسعها الدنيا من فرحها وروح النكتة.. جريئة واعتزت بأهلها وعائلتها وبلدها واقرباؤها في شفاعمرو وبحثت خلال هذه السنوات عن سترة بيتها، تخبز الرغيف فكان ينافسها في ضحكتها وعرفت معاني الواجب والطريق الى قلب الله وأنبيائه والى قلب كل الناس تتسلّق كالدالية على قلوبهم ومشاعرهم والعبرة ليست بيوم المرأة والعبرة ليست بيوم الام بل العبرة في قصة قصيرة أقولها وأكتبها لأول مرة فقبل وفاتها بأسبوع هاتفت المرحومة أختي وبعد ان علمت بأن ابن عمها في شفاعمرو مريضا وهناك خطر مباشر على حياته وكان الجو عاصفا فقالت عدوية لأختي: "أطلبي من ابن عمي المريض أن يؤجل موته إلى ما بعد العاصفة لأننا سنتغلّب في هذا الطقس اذا مات) والعبرة شاءت الاقدار ان ترحل عدوية الى جوار ربها قبل ابن عمي الذي ما زال حيا والذي نبتهل الى الله أن يحفظه والعبرة كبيرة وعدوية نصرالدين ام رامي ابنت عمتي تبقى ضحكتها اكبر من مساحة سلاسل الدوالي لأنها عرفت كيف تضم أهلها وبلدها دالية الكرمل والسفوح المقابلة حتى شفاعمرو واذا عدت الى مشاهد الطفولة والتي طبعت على جدران ذاكرتي لا أنسى عندما تزوجت ابنة جارنا في شفاعمرو من عائلة هزيمة وشاءت الاقدار أن يكون اسم العروس "عدية" واذكر عندما غنت لها النساء (عدية شفاعمرو مالها نوارة) وعدية بلدي كان عريسها من دالية الكرمل وتوفيت بعد سنوات في عز شبابها وبقيت في ذاكرتي أغنية النساء الفاضلات اللواتي بكين عليها وهي تخرج من دار أهلها الى دار عريسها وهكذا هي عدوية دالية الكرمل لنقول لها: (عدوية دالية الكرمل مالها نوارة) سلام عليك ايتها الام الفاضلة أم رامي التي عرفت واجبها اتجاه والديها ومجتمعها كل عام وأنت بخير حيث أنت الان !! نشتاق لك مثل اشتياقنا وعنادك للحياة عنادنا اذكرك بيوم الام ويوم الندى فأنت تبقين ابنة الرجال.
 
  
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق