الراي الحر | ما هي محركاتنا :كميل فياض | موقع المدار الاول في الشمال

الاحد 17.11.2024

الرئيسية >> الراي الحر

(اضف تعقيب)

ما هي محركاتنا :كميل فياض

2016-04-05 22:24:43

من نحن وماذا ؟ ما هو مصدر التجزئة والخلاف ، ومن ثم الاقصاء الصراع والعنف ؟

ما هي العنصرية ..؟ ما هو الدين ..؟ كيف تتشكل هوياتنا الفردية والجماعية ؟

هل نحن فقط أرواح او طاقات حية خالدة بسيطة غير منقسمة ، تعود الى مطلق يتعدى الاجساد والاشكال والصفات .. هل نحن كأجساد عبارة عن مجرد بروتينات ودهون واحماض والياف ومعادن الخ ..

لو سألت جسدك عن دينه وعرقه وطبقته ومذهبه وسياسته ، لما اجاب فهو لا يملك وعياً بوجوده ، وهو مجرد الة مركبة من عناصر ترابية ومن غذاء وماء ..

اذن ما هي العقائد والفلسفات والمذاهب التي تفرقنا وتزرع الشقاق والصراع بيننا ؟

على الارجح هي افكار ومفاهيم ، اذا ركزنا تأملنا فيها لمعرفة ماهيتها وحقيقتها ، لوجدنا انها مجموعات واسراب من رموز مجردة ، لا حياة فيها ايضا ، لا تملك وعياً بذاتها ، بينما الوعي خاصية ذاتية سكونية مطلقة خلفها ، وهو واحد ازاء الكل .. نحن نسجل افكارنا على ورق ، او على ما يحفظها لتوثيقها وتمكينها ، لأنها خفية وسريعة الزوال والاختفاء والنسيان ، كأمواج في بحر ..

عندما تتكون من خلال اقترانها بالصور الحسية ، يصبح لها فاعلية وقوة وواقعية .. وتدخل الاشكال والالوان والاحجام الحسية في تشكيل الافكار والمفاهيم بصور اولية تأسيسية ، عليها يتكون مفهوم العرق ، اللون ،والجنس ،ومع هذه التقسيمات (العدمية) تنشأ فيما بعد الطبقات من خلال النشاط الاجتماعي والاكتسابات المادية والثقافية ، وهي مصدر من مصادر الخلق الديني والمذهبي اخيراً ..

اذن الفكر هو مصدر التجزئة والتقسيم ، فاذا تجاوزناه وجدنا وجودنا واحداً خلفه ..

هذا صحيح من ناحية الماهية الوجودية ، لكن النذالة من اين تأتي ؟ هل هي مجرد فكرة .. الشجاعة ، الكرم ، الخوف الخ .. لا يمكن ان تكون هذه الصفات مجرد افكار ، فهي مع الافكار تكوِّن انماطاً وطرائق في الفهم والمقارنة والتمييز والتفضيل ، وعليها تُبنى العادات والاخلاقيات .. لكن اين تتكون الصفات النفسية والذهنية ؟ هل لها اصل في مكونات وعناصر الخلايا الجسدية ، ام هي نتيجة مصادفات ومكتسبات سلوكية ؟ فاختلاف المذاهب والمفاهيم والخيارات اذن ، ليس اختلافاً محض نظري هبائي عَرَضي ، بل لا بد ان يكون له اسس اخرى ، فما هي هذه الأسس ، هل هي البيئة ؟ ام الشياطين والملائكة والغيوب والنجوم والرجوم ؟

ذلك ما لم يحسمه علم الانسان حتى الآن .. والمقلق في هذا الامر ان صفات البشر المعروفة تاريخياً وواقعياً ، ستكون دائماً مصدراً لأنواع صراعات اخرى فيما لو استطاعوا تغيير بعض طبيعة مفاهيمهم - مثلا – من دينية الى علمانية ، من شعوبية الى اممية ، ومن اممية الى كوكبية الى كونية الخ .. سوف ينتقل الانسان مع وجود تلك الصفات الى اشكال اخرى من الصراع ، طالما لا تتغير هذه الصفات جذرياً ، وربما هذا هو التحدي العلمي اليوم في مجال البحث الجيني وما اسمي بالهندسة الوراثية ، التي تُعنى بفك شيفرات (الدي ان اي) لإعادة تركيبها بما يخدم الانسان والانسانية ..

كميل فياض

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع