شابت لحاهم وعقل ما جاهم بقلم د.نجيب صعب ابو سنان
2016-04-06 09:56:39
 لغة الضاد تزخر بالأمثال والمقولات التي تنم بدون ريب عن عمل معين كان قد حصل
 في خضم الحياة اليومية , منه ما كان ايجابياً ومنه ما كان سلبياً, وعلى هذا الأساس في نظري 
قيلت الأمثال وترددها الألسن في الحياة من حين إلى حين, نعم نردّد هذه المقولات والأمثال بغية 
الاتعاظ بها وربما تقييم أمرها في حياتنا اليومية من قبل هذا وذاك.
    ولا غرابة في الأمر انّ الكثيرين يتعظون بمثلٍ معين ويقوِمّون نهجهم وسلوكهم اليومي ليس 
فقط داخل الأسرة الواحدة وإنما في اتصالاتهم مع الآخرين من أصدقاء وغير أصدقاء بغية إظهار تقديرهم للأمور من جديد.
    ومن ناحية أخرى ندرك جيداً انّ الكثيرين أيضا من بني البشر ممن لا يتعظون من هذا المثل
 أو ذاك وحتى لا يعيرون اهتماماً لهذه المقولة أو تلك ونراهم يعودون على الأخطاء دون اتخاذ أية عبرة لو قرأوا أو سمعوا هنا وهناك , وإذا تعمقنا أكثر في نواحي المجتمع وثناياه  بدون جهد حتماً
نراقب ونعرف عن قرب أنّ الأغلبية الساحقة من الناس قلما تدرك الأمور وتعمل على تقييم تصرفاتهم من جراء تقييم عملهم في أمر معين  وخاصةً إذا كان هذا العمل سلبياً , فنرى هذا النفر من الناس لم يستخلص العبر من نتائج عمله والتي ربما قد تكون سلبية  بالنسبة إليه أو بالنسبية لذويه وربما لأصدقائه أو غيرهم لأنّ الأمور على حد تعبيره ايجابية , فإذا استمر هذا النفر من الناس على هذا النهج لا بدّ إلا وسيصل إلى طريق لا تؤدي إلى ايجابيات وقد تولّد له ولذويه على المدى الأبعد ما لا تحمد عقباه ليس بفضل أو بتدخل إي كان وإنما من صنع ذاته هو .
    وكذلك يمكننا أن نفقه في محيطنا أنّ الكثيرين أيضا هم أصحاب وذوي إدراك إنساني وعقلاني مدروس يقيِمّون أعمالهم وما قد تتمخض عنها ويعملون جاهدين وبمسؤولية ذاتية على استخلاص العمل من هذا النهج أو ذاك وتراهم يجرون بعضاً من التغيير, أو التقييم الايجابي الذي يستند على تجربة ذاتية, فقد تقودهم إلى الأفضل والأحسن من خلال استنتاجاتهم حيث تكون النتيجة عندها على الوجه الأفضل , وقد يتخذون من هذا التقييم  نهجاً خاصاً نهجاً اجتماعياً قد يؤثر  على الآخرين .
      أما الذين" شابت لحاهم وعقل ما جاهم " استمروا رغم الأخطاء ورغم التصرفات غير المدروسة, ورغم استهتارهم بالآخرين من خلال الاستخفاف في الأمور والانا القاتل المتأصل في نفوسهم, يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد الأخرى, نراهم بدون شك مثابرين في نهجهم المذكور حتى يصلون إلى هدف وغاية هذا المثل وأنّ عقل ما جاهم إما لأنهم لا يريدون العدول عن نهجهم السلبي وإما انّ أمورهم قد غاصوا فيها ولا يمكنهم أن يتراجعوا عنها , وإما لأهداف غير نظيفة يتابعون هذا النهج السلبي رغم ما يصادفون إذا صحّ القول من انتقادات ذاتية أو من ذويهم ومن أصدقائهم , إلا أنهم يستخفون بها , وربما يسخرون منها إلى نهاية حياتهم , والعقل عندهم  لم يستغل كما يجب وقد يقبعون هكذا حتى لم تبق شعرة واحدة سوداء في لحاهم .
   وعليه تستوجب توجيهات بناءة في هذا السياق للفرد من هذا النوع أو المجموعة كي تخيم 
في صفوف المجتمع الواحد روح العمل الايجابي ونبذ السلبيات بغية تنشئة جيل يعي ما يعرف
 ويعي ما حوله وما له وما عليه في سبيل الإنسانية الحقّة وجلي النفوس من الضغائن واستبدالها                                    بالايجابيات والروح الطيبة البناءة لما فيه خير الفرد , الأسرة , والمجتمع إنشاء الله , ولم ينتفعوا من شيء في العمر الطويل عقلاً وفهماً .
      وفي النهاية عزيزتي القارئة عزيزي القارئ لا بدّ من التشديد بأنّ الأمر لا يقصد لأي كان 
وإنما استعراضاً لأمور حياتية ينبغي أن نعطيها حقّها بغية الوصول إلى الأفضل, وهنا تطرح نفسها تساؤلات عديدة في هذا المضمار مثلاً: أيحق للمرء ألّا يحاسب نفسه ؟ وهل يتوجب على الإنسان أن يبقى على نفس المنوال طيلة حياته ؟
 ولماذا نرى بأم أعيننا الاعوجاج ولا نحرك ساكناً حتى ولو مسّنا نحن ؟؟ ولماذا يتبع البعض المثل     
" من شبّ على شيء شاب عليه " حتى ولو كان على خطأ ؟؟ ولماذا لا نستخلص العبر من الأخطاء أو التصرفات التي ربما تضر بالآخرين ؟؟   
   ولماذا نرى بأم أعيننا أيضاً الالتواءات السياسية والاجتماعية وحتى في العائلة الواحدة ونتجاهل
 ذلك ؟؟؟  وألا يحتّم علينا قول الصراحة ومواجهة الانتقاد الموضوعي في الوقت المناسب لمن يستحق ذلك !!! 
   هذه التساؤلات وغيرها الكثير لم يذكر هنا تتطلب الاهتمام ليعطي كل منّا جوابه هو عليها ربما نحقق معاً بعضاً من التحسن في حياة المجتمع ! ! ! 
 
       
    
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق