طائفة بين "المقاطعة" والتواصل الصريح - زايد خنيفس
2016-04-07 20:48:04
على هامش لقاء الوفد الدرزي مع ابو مازن
طائفة بين "المقاطعة" والتواصل الصريح
استقبل في مطلع الاسبوع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ابو مازن وفدا كبيرا من ابناء الطائفة الدرزية برئاسة النائب السابق زيدان عطشة الذي يرأس مؤسسة العون الدرزي والوفد حسب الصور كان شاملا وجمع رئيس مجلس محلي ابو سنان وكافة اعضاء الجمعية المعروفة للدفاع عن الارض واعضاء من ابناء الطائفة الدرزية والفنان سمير ابو فارس والشاعر راضي مشيلح وعضو الكنيست شكيب شنان وبرز وحسب الصور طبعا النائب السابق طلب الصانع والذي اخذ على ما يبدو الدور السابق لنائب احمد الطيبي واصبح مستشارا للقيادة الفلسطينية ومقربا جدا من المقاطعة، والجولات التي قام بها النائب السابق الصانع لا تأتي من فراغ وان كان فيها رسالة لتعزيز مكانته والعودة الى الكنيست المهم وهذا المشهد لا يكلف الكثير من الاجتهادات، لكن المشهد من وفد بني معروف برئاسة الشيخ زيدان عطشة والشخصيات المشاركة واستبعاد شخصيات في لجنتي التواصل وخاصة الشيخ عوني خنيفس والشيخ علي معدي لم تكن صدفة بل لان هنالك من اراد ان يكون هو الجالس على منصة الشرف وبجانب رئيس السلطة الفلسطينية والمواقف التي اطلقها الشيخ زيدان عطشة ضد الاستيطان وقوى اليمين والاعتراف في القيادة الحكيمة لمحمود عباسي ووصف عطشة الرئيس الفلسطيني في (غاندي العرب) وغيرها من التصريحات الرنانة ومنها التحذير من الاعتداء على الاماكن الاسلامية المقدسة هي في الواقع تنصب في مواقف سياسية واضحة لهذه المجموعة التي اخذت عشرات الصور بجانب القيادة الفلسطينية في "المقاطعة"، رام الله وهذا التناغم الصريح مع مواقف القيادة جاء في الواقع ارسال العديد من الرسائل الداخلية وعلى المستوى الخارجي وخاصة سوريا ولبنان وحتى الاردن وترتيب هذا اللقاء جاء حاجة للطرفين من الوفد برئاسة زيدان عطشة والطرف الفلسطيني برئاسة محمود عباسي وبعض الشخصيات التي اشارات له في اهمية هذا اللقاء وسط جمود في عملية المفاوضات والتي قد تتحرك في الايام والاسابيع القادمة بضغوط دولية خاصة الاوروبية والحقيقة التي يجب ان نقولها في محاولة تحليل مشهد لقاء (المقاطعة) في مطلع الاسبوع في رام الله فأن رسالة واضحة خرجت من تركيبة وفد بني معروف بتركيبته ومواقف بعض رؤسائه ليس من اليوم بل في عودة لسنوات ماضيه فأن لقاء سيدنا الخضر عليه السلام وعندما وقف القيادي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات بتسليم نسخة عن وصية سلطان باشا الاطرش فأن الواقع وقلنا في حينه بأن العنوان هو (وصية سلطان) لكن القراءة العميقة في المشهد كانت رسائل داخلية وخارجية اهمها نجاح القيادة الفلسطينية في الدخول الى المجتمعات والتركيبات للمجتمع الاسرائيلي وخاصة لطائفة يخدم أبناءها في صفوف الجيش الاسرائيلي ويخدمون في اذرعها العسكرية المختلفة وتجنيد المواقف لصالح دفع العملية السياسية وتسليم القيادة الوصية الى الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة ومنع بعض الشخصيات الوطنية الدرزية من الحديث في محضر هذه الموقف الكبير ومنع شخصيات غير مؤيدة بقلوبها للرئاسة الروحية وهذا ليس سرا مثل مجموعة "امناء الطائفة الدرزية" فإن اللقاء الأخير في مقام سيدنا الخضر عليه السلام جعلت بعض الشخصيات تشعر "بإهانة" معينة وبأن هناك من يحاول وضعها تحت جناحيه وهي في الواقع رافضة لهذه الفكرة ليس من لقاء سيدنا الخضر عليه السلام بل قبله بسنوات عديدة وهذه المجموعة المعروفة من بني معروف والتي سميت في حينه (التنظيم) ربما صدمت من قوة الرئاسة الروحية وزعامة الشيخ موفق طريف ومن حوله ورغم محاولة بعض اقطابها التعاون في بعض المواقف خاصة في قضية دروز سوريا مع الرئاسة الروحية رغم معرفتنا تحفظ هذه الشخصيات في هذا الملف بالذات ومنها قضية التبرعات لكنها بقيت على مواقفها المعارضة وفي الواقع بقيت مع فكرة (التنظيم) وتشكيل ما يسمى "ابناء الطائفة الدرزية" وقد هذا الاسبوع نحو "مقاطعة" ابو مازن هي تعبير بأن هذه المجموعة ما زالت تلفظ انفاسها وانها على الساحة بكل العناوين (لجنة دفاع عن الارض وجمعية العون الدرزي ولجنة تواصل واسماء اخرى) والمهم بأن لقاء المقاطعة والذي استهل بقراءة الفاتحة على الشهيد ياسر عرفات وبعدها مشهد من جلس على المنصة مقابل المدعوين فيها دلالات واضحة بأن العنوان كان مع تحريك العملية السلمية وكان ضد التطرف اليمني
وقضية لجنة الدفاع عن الاراضي في شخصياتها البارزة لأبناء بني معروف، الحاضرة لن تجد أجوبتها وحل مشاكلها في مكاتب المقاطعة في رام الله بل في "مقاطعة" حكومة نتانياهو ودائرة الاراضي ولجان التنظيم لكن اختلاط الاوراق أصبح واضحا وتجاهل لجنتي التواصل وفي الحق في التواصل وأخذ صورة تذكارية مع الرئيس يقول الكثير وما دمنا في سياق التحليل وليس الانتقاد.
التواصل وغيره من العناوين السياسة والرسائل عبر كل الاتجاهات أقرأ فيه رسالة واضحة الى مقر رئاسة الروحية حيث ارادت مجموعة المقاطعة (المعروفة) التأكيد بأننا قادرون على تشكيل الوفود وأن نجلس في صدر غرفة الاستقبال الرئاسية ورسالة لقاء سيدنا الخضر سيدفع ثمنه الاخرون وقد يكون العنوان تواصل أبناء الشعب الواحد لكنه في الواقع بداية قطع حبل في منطقة أخرى.
قد يكون صحيا وجود معارضة بناء داخل الاطر الاجتماعية والسياسية في الطائفة الدرزية ولا نتفق على كل قضية وملف لكن الصراحة مطلوبة بين جماعة عدد انفسها لا يسمح لها ان تكون في حدة الانقسام وان يكون عدد لجان تواصلها ولجانها الوطنية فجأة اكثر من عدد انفسها لان نفسها هي الجماعة والطائفة ستهدم جسورها المتينة وتصبح المقاطعة سيدة الدار .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير