رسالةُ ستيڤ بول جوبز (١٩٥٥-٢٠١١) إلى العالَم العربيّ إعداد حسيب شحادة
2016-04-08 17:34:00
 رسالةُ ستيڤ بول  جوبز (١٩٥٥-٢٠١١) إلى العالَم العربيّ
إعداد حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
 
ستيڤ بول جوبز (Steve Paul Jobs، ٢٤ شباط ١٩٥٥ـــ ٥ تشرين أول ٢٠١١) شخصيّة عالميّة في مجال تكنولوجيا الحاسوب الحديثة، آيْ بود وآيْ فون وآي باد. إنّه أعظم رجل في تاريخ المعلوماتية. كان مثلاً المؤسّسَ الرئيسي والمدير التنفيذيّ لشركة أبِل. والداه البيولوجيان غير المتزوجين آنذاك، هما عبد الفتّاح الجندلي السوري وجوان كارول شيبل الألمانية، أما المتبنّيان له فهما بول وكلارا جوبز من أصل أرمني بولندي. سافر ستيڤ إلى الهند في مطلع شبابه واعتنق البوذية وعاش نباتياً طيلةَ حياته. عانى ستيڤ قبل وفاته ببضع سنوات من سرطان نادر في البنكرياس. أُجريت له عمليّة زراعة كَبد في عام ٢٠٠٩، توقُّف التنفّس كان سبب مفارقة ستيڤ للحياة. كبرياء الجندلي منعته من مبادرة الاتّصال بابنه، وانتظر ذلك من ابنه، الذي قال إن والديه “كانا مخزنًا لنطفتي، لا أكثر”. ربطت ستيف علاقة متينة مع شقيقته، منى سيمبسون، الروائية الشهيرة بعد أن كان ابن سبعة وعشرين عامًا، وحرص على الاتصال بوالدته من حين لآخر. يُذكر أن جوبز اختار أخيرًا التفاحة المقضومة رمزًا لشركته لعمله في كرم تفّاح سابقًا، لأن رسم شجرة تفّاح يستظل تحتها إسحاق نيوتن كان سيحتلّ حيّزًا أكبر من المطلوب. تلك التفّاحة المقضومة ترمز إي شجرة المعرفة التي “نتشها” آدم في الجنّة، وهي بألوان قوس قزح. 
 
هذه خلاصة رسالة ستيڤ للعالَم العربي كما وردت في الصحف الإلكترونية. أُعذروني يا أصدقائي العرب على ما سأقول. إنّها الحقيقة والحقيقة صعبة ومرّة. أنا عربيّّ مثلكم فالعروبة عرقيّة، بالدم. الشام واليمن ومصر تنعكس  في وجهي؛ بساطتكم ولُطفكم، أنا مثلكم ولكنّكم لستم مثلي. كلّ واحد منكم عبارة عن نسخة من أبيه وجدّه وعائلته وقبيلته، أمّا أنا فلست أعرف قبيلة أبي ولم أبحث عنها. لم أبحث قط عن الماضي. تركته لكم فأنتم مُغْرمون به وتريدون الرجوع إليه. تركني أبي يتيمًا عند ولادتي بكل قسوة ووحشية.  أشكره على ذلك، لأنه تركني يتيمًا، لقيطًا، مجهولاً بلا ماضٍ وتراث أعود إليه، ولكنّه في الواقع كان أبًا مثاليًا فقد تركني في بلاد الحرية والورود ولم يتركني في البلدان العربية التعيسة. لذلك كان لِزامًا عليّ أن أشقّ طريقي بنفسي. رفعت رأسي وصنعت المستقبل وتراثي الخاصّ وليس أجدادي. ها أنتم وغيركم تتمتّعون بما اخترعت.  إني أعيش للجديد والتجديد والتغيير. يا أسلافي،  لم أتعلّم منكم شيئًا، حاولوا يا عرب أن تتعلّموا منّي شيئًا واحدًا: التعلّق بالماضي لن يغيّر الحاضر ناهيك عن  المستقبل، أُتركوه. إنكم تنظرون نحو الاتّجاه الخاطىء يا أهلي وأجدادي. نعم، أنا عربيّ مثلكم ولكنّني لا أومن بالغيبيات والنفاق والتقديس. إنّي أومن بالعمل والإنجاز والإتقان والتفكير الخلاق. 
إني لا أومن بالماضي بل بالمستقبل. أجدادي العرب سامحوني، قد لا أستطيع تغيير وضعكم إلا أنني غيّرت مستقبل الإنسانية في التعامل مع التقنية على هذا الكوكب وسأستمرّ في التغيير والتطوير لأنني أستثمر وقتي في السير قُدُمًا وليس في تقْبيل أيادي أو أرجل الحُكّام. 
تمنياتي لكم بماضٍ سعيد!!
 
حفيدكُمُ المحبُّ
ستيڤ جوبز
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق