أين التربية وأين التعليم هادي زاهر
2016-04-09 19:38:27
منذ نعومة أظفارنا، والشعار اياه يدق في جماجمنا وهي ما زالت طرية
" وعلى رأس سلم الاولويات قضية التربية والتعليم"
كل مرشح لرئاسة وعضوية المجلس المحلي في قرانا يرفع نفس الشعار، وما أن يصل حتى يركل هذا الشعار بكلتا رجليه وتغيب المصلحة العامة ومعها الشعار
وكل يبحث عن مصلحته ومصلحة المقربين منه، وتدور الصراعات التافهة وتعيب مصلحة المواطن في خضم هذه الصراعات.
كل الوقت يُخدع الجمهور بالمعلومات غير الصحيحة ويُزيّن الواقع التعيس بأجمل الرخام،
كل ما دق الكوز في الجرة" يقال لنا زورًا وبهتانًا:
"هناك ثورة في قضية التربية والتعليم"
هذا في الوقت الذي نعاني فيه من تجمد قطبي في هذا الموضوع وغيره.
كاتب هذه السطور واكب العملية التربوية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، من خلال لجان الاهالي وبصفته عضوا في البلدية البائدة، ادرج نماذج عينية عايشتها اثناء مواكبتي المذكورة، حين لفت انتباه ادارة المدرسة الاعدادية بان هناك طلاب لا يعرفون الاحرف الانجليزية لفضًا حين يتكون الحرف الواحد باللغة العربية من حرفين باللغة الانجليزية وأدرجت مثلًا على حرفين ال HS الذين يكونان حرف ال " ش " لفضًا باللغة بالعربية. قيل لي أن المذنب هي المدرسة الابتدائية سألت: وهل سينتقل الطلاب إلى المدرسة الثانوية وهناك سيقولون : إن المذنب هي المدرسة الاعدادية إلخ...
مثال اخر خلال اجتماع في المدرسة الثانوية ووقف المدير انذاك: وقال بالحرف الواحد:
"بدنا نهيئهم عشان اكونوا ضباط في الجيش" تصديت له قائلا :
شو عم بتخربط
وهنا انزعج الجميع ولكشني احد زملائي من لجنة الاباء هامسًا بالعبرية " لوو نعيم" وتسأل المدير: هل توجه الحديث لي
قلت: ادرك مع من اتكلم وماذا أقول وهنا بودي أن أسألك: هل مهمتك اعداد الطلاب للالتحاق بالجيش أم ايصالهم إلى المعاهد العليا
رد قائلاً : عشان هيك وعشان هيك على القليلة اللي ما بنجح في المدرسة يكون عندو مستقبل في الجيش.......
جوابي كان واضحًا له: إن رسالتك كمدير هي إيصال التلاميذ إلى المعاهد العليا ليس إلا.
اما بصدد تجربتي كعضو في المجلس البلدي فقد توزعنا على اللجان المختلفة واخترت الانضمام إلى عدة لجان منها لجنة التربية وهناك كانت المهزلة، بالرغم من الواقع التعيس اختارت الوزيرة – التقدمية - ابعيد السامعين البروفيسور " يولي تمير" المدرسة الثانوية كأفضل مدرسة في البلاد وأقيم احتفال بهيج في قاعة " سيراميس" في مدينة شفاعمرو وعملوا زيطة وزنبليطة، شخصيًا قاطعت المهزلة وكتبت ضمن زاويتي الصحفية "الحق يمشي ولو على رمشي " منددًا بهذه المهزلة وقلت أن العملية ما هي إلا مسح جوخ وضحك على الدقون
واليوم بعد طول عمر تظهر هذه الحقيقة جليًا من خلال بحث آخر اجرا] مؤخرًا.
%71 من الحاصلين على شهادة استحقاق في البجروت من الدروز في إسرائيل لا يستوفون شروط القبول للجامعات هذه الحقيقة كانت وما زالت وقد عبر عنها البوفيسور "اميتسيا بارعام" من جامعة حيفا حين قال في محاضرة القاها في الجمعية لدعم الديمقراطية في عسفيا في تاريخ 2002 – 1 – 23 وقد ذكرتها في كتابي " المغلوبون على امرهم " صفحة 109 من خلال مقال جاء تحت عنوان " محطة تجارب"
قال البروفيسور " بارعام :
" إن الطالب اليهودي والطالب المسلم والطالب المسيحي والطالب الدرزي يصلون إلى الجامعة مع نجاح كامل في " البغروت" وجميعهم ينجحون ما عدا الطالب الدرزي الذي خلافًا لكل الطلاب يرسب وإذا كان على الحفة ندفعة كي يدخل وهذا الكلام ليس للإعلام وهنا تكون السنتان الاوائل بمثابة موت بالنسبة له إذا لم يترك"" ترجمة حرفية"
اما الاسباب الأساسية وفقًا للبحث الجديد تتلخص في :
1 - الخدمة الاجبارية التي تنتظر الطالب الدرزي
2 - أمتحانات البسخومتري
وهناك اسباب أخرى نحن نوليها أهمية كبرى، منها:
- البرامج الدراسية المتدنية التي أعدت خصيصًا لأبناء الطائفة الدرزية بنية سيئة تهدف إلى رسم المسار نحو الخدمة الاجبارية.
- التعينات التي تأتي وفقًا للصفقات الانتخابية.
- توريث الادارة، من المدير لاحد الاقرباء، وزارة المعارف تغض الطرف طالما يصب هذا التوريث في مصلحتها وطالما أن الامر يصب في تجهيل الاجيال، وهنا نقول بالرغم من اننا قد نفتح على انفسنا باب جهنم، نقول انه لا يمكن أن ننطلق كما يجب طالما الامر هو كذلك
- تعين المدراء وفقًا لمراكز القوى، توزع لكل عائلة متنفذه لها ادارة احدى المدارس .
وكل هذه الاسباب تأتي من أجل تجهيل الطالب الدرزي كي يسير في مسار الجندية بعد افتقاد مصادر الرزق والرسوب في امتحانات الدخول للمعاهد العليا.
وهنا نقول أن علينا جميعاً ان نرمي بثقلنا من اجل فلذات أكبادنا دعوكم من المحسوبية والمحاباة، دعوكم من العصبية القبلية، وعلى اعضاء المجالس أن يولوا موضوع التربية والتعليم الاهمية القصوى ممارسة، فكفانا ضرائب كلامية وشعارات، هناك من الاعضاء ما هو إلا " تناكة زريعة " والتعبير للسيد علمي ناطور وهذا صحيح وعلى القليلة كونوا داخل هذه التنكة حبقًا، ينشر أريجة في اجوائنا بدلًا من ان تكونوا نبتة الجيفة، يجب أن تكون هناك ثورة فعلية في التربية والتعليم، لا نريد أن ننتظر عقود أخرى وسماع مبررات مللنا من سماعها طوال عمرنا من الطفولة إلى الشيخوخة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير