الصطلحة والعنونة :كميل فياض
2016-04-20 03:21:18
بمعزل عن تطبيق ما يمكن تطبيقه وما يجب تطبيقه من افكار ، على المستوى الأخلاقي والأدبي ..
سيكلوجية الكلمات والافكار والمصطلحات داخلة في علاقاتنا مع الموضوعات التي نتعامل معها بصورة رهيبة .. نحن نقدس الافكار التي نعتبرها يقينية او مبدئية ، لا كمتدينين فقط ، بل نلاحظ هذا في كل المجالات ، هناك مقدسات اجتماعية ، مقدسات فنية ،مقدسات ايديلوجية ، مقدسات علمية ، مقدسات مهنية الخ..
هي في الواقع اصنام اصحابها ، ومن يقفون وراءها على الغالب ، هم يمنحوها ذلك المغزى القداسي ..
اقول كل ما يدخل في نطاق التفكير ، هو في نهاية الأمر (صطلحة) وعنونة ، اذ ان المجردات الروحية والعقلية ، والأشياء الحسية على حد سواء ، لا توجد ولا تأتي الى الوجود بأسماء ونعوت وكنايات ، فهذه مخلوقاتنا نحن البشر ، وسواء ( انزلناها) في صِيَغ مقدسة باسم السماء ، او جئنا بها عادية باسم الوضعية ..
انظر الى السياسيين ومصطلحاتهم ، وانظر الى الشعراء وثوابتهم ، والى معلمي المدارس وقواعدهم ، والى لاعبي كرة القدم وأخلاقياتهم ، الصحفيين الخ ..
اذا خرج احد هؤلاء من اي قطاع عن ثوابت (قومه) استُهجِن ، او استُنكِر ، او كُفِّر ..غير ان ليس كل خروج عن القوم هو صحي ، وغالبًا ما يكون خروج بذات العقلية ومن مجموعة مقدسات الى اخرى من خلق الفكر ..
لترك التفكير الصنمي : لو نظرنا الى وجودنا بدون (صطلحة وعنونة وتحديد) لوجدناه وجوداً حراً غير قابل للتفكير والتمجيل - اي جعله في مجال – وبالتالي غير قابل للتصنيم ، كالهواء والنور والفضاء ..
لننتبه الى ان الجمال من طبيعتنا وليس اشكالاً حسية ننسبها لأنفسنا كجوهرنا .. صورنا الحسية متغيرة وذاهبة ، بينما شعور الحياة والجمال ربما يقوى ويزداد في حركة عكسية ، اي كلما تقدمنا في العمر .. في حالة الكشف الداخلي يحصل التمييز بين الذات والقناع الحسي الذي يلبسه بالطبيعة والاكتساب معاً ، ومعه يأتي الرضى بما يجلبه التغير الطبيعي للوجه وللجسم مع الكِبَر، وينتهي القلق ازاء المصير الجسدي ، اذ ان وجودنا الذاتي ذاته لا يحصل فيه تشويه ولا يلحقه تغيير ، ويظل في عز (شبابه) وجماله وقوته ..
كميل فياض
الصطلحة والعنونة :
بمعزل عن تطبيق ما يمكن تطبيقه وما يجب تطبيقه من افكار ، على المستوى الأخلاقي والأدبي ..
سيكلوجية الكلمات والافكار والمصطلحات داخلة في علاقاتنا مع الموضوعات التي نتعامل معها بصورة رهيبة .. نحن نقدس الافكار التي نعتبرها يقينية او مبدئية ، لا كمتدينين فقط ، بل نلاحظ هذا في كل المجالات ، هناك مقدسات اجتماعية ، مقدسات فنية ،مقدسات ايديلوجية ، مقدسات علمية ، مقدسات مهنية الخ..
هي في الواقع اصنام اصحابها ، ومن يقفون وراءها على الغالب ، هم يمنحوها ذلك المغزى القداسي ..
اقول كل ما يدخل في نطاق التفكير ، هو في نهاية الأمر (صطلحة) وعنونة ، اذ ان المجردات الروحية والعقلية ، والأشياء الحسية على حد سواء ، لا توجد ولا تأتي الى الوجود بأسماء ونعوت وكنايات ، فهذه مخلوقاتنا نحن البشر ، وسواء ( انزلناها) في صِيَغ مقدسة باسم السماء ، او جئنا بها عادية باسم الوضعية ..
انظر الى السياسيين ومصطلحاتهم ، وانظر الى الشعراء وثوابتهم ، والى معلمي المدارس وقواعدهم ، والى لاعبي كرة القدم وأخلاقياتهم ، الصحفيين الخ ..
اذا خرج احد هؤلاء من اي قطاع عن ثوابت (قومه) استُهجِن ، او استُنكِر ، او كُفِّر ..غير ان ليس كل خروج عن القوم هو صحي ، وغالبًا ما يكون خروج بذات العقلية ومن مجموعة مقدسات الى اخرى من خلق الفكر ..
لترك التفكير الصنمي : لو نظرنا الى وجودنا بدون (صطلحة وعنونة وتحديد) لوجدناه وجوداً حراً غير قابل للتفكير والتمجيل - اي جعله في مجال – وبالتالي غير قابل للتصنيم ، كالهواء والنور والفضاء ..
لننتبه الى ان الجمال من طبيعتنا وليس اشكالاً حسية ننسبها لأنفسنا كجوهرنا .. صورنا الحسية متغيرة وذاهبة ، بينما شعور الحياة والجمال ربما يقوى ويزداد في حركة عكسية ، اي كلما تقدمنا في العمر .. في حالة الكشف الداخلي يحصل التمييز بين الذات والقناع الحسي الذي يلبسه بالطبيعة والاكتساب معاً ، ومعه يأتي الرضى بما يجلبه التغير الطبيعي للوجه وللجسم مع الكِبَر، وينتهي القلق ازاء المصير الجسدي ، اذ ان وجودنا الذاتي ذاته لا يحصل فيه تشويه ولا يلحقه تغيير ، ويظل في عز (شبابه) وجماله وقوته ..
كميل فياض
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير