وقاحة بلا حدود بقلم الدكتور نجيب صعب – ابو سنان
2016-04-20 07:11:30
 قد يعذرني القراء الأعزاء أذا طرقت باباً من أبواب الصراحة المتناهية التي قلما يقدم على قولها أحد أو مصارحة الناس والأهل والأصدقاء والمواطنين بها لأسباب تعددت وكثرت كلما غصنا في التحدث عنها . 
    الصراحة بدون شك تنطوي على الأصالة , تنطوي على الجرأة , تنطوي على الشعور  بالمسؤولية تجاه المرء نفسه وتجاه كل الناس من أفراد وشرائح المجتمع برمته .  كثيرون يعرفون الحقيقة جيداً وعلى أصولها إلا أنهم لم يأخذوا على عاتقهم قولها . . . لماذا ؟؟ الجواب حقاً لديهم وفقط في داخلهم . 
    وقد يأتيك إنسان أياً كان هذا الإنسان ,موظفاً, ممثلاً لمؤسسة معينة رسمية أو غير رسمية , وربما يكون هذا المرء أو ذاك يتبوأ منصباً اجتماعياً ويتورط في أمر ما ويصبح وحيداً يقبع مع نفسه  يلملم  أوراقه يحسب ,يطرح ويجمع وربما يضرب ليكوّن محصّلة بعيدة كل البعد عن الإنسانية , بعيدة كل البعد عن الإحساس الشخصي والأخوي والاجتماعي , وقد  يتناسى الأمس الذي كان به يتوسل ويستعطف الآخرين قاطعاً العهود على نفسه ويكيل المديح لفلان وعلان النابع من الخبث والتملق , ومن باب الخداع  والتبييت الدنيء  للناس الأبرار الذين لا يستحق أن يجلس وإياهم لأسباب واقعية  سلبية في نفس هذا وذاك من هذه النوعية , وربما يشاء القدر وتوّلد الظروف أموراً أخرى قد  تعريه  على حقيقته بثوبه الأصلي , هذا الثوب الذي ملؤه الوقاحة , فنراه يكفر بكل الوعود , ويتمادى  وبوقاحة متناهية في الإنكار والتوعد والإساءة من خلال موقعه لهؤلاء الأشراف الذين يعتبرون من خيرة الأفراد والمسؤولين   ويلجأ بوقاحة إلى أساليب من خلال موقعه للنيل من هؤلاء الأبرار مالياً اجتماعياً , هذه الوقاحة التي  تخلو من الإحساس الأخوي , هذه الوقاحة تخلو من الضمير , هذه الوقاحة لا تستند إلا على الغش والخداع والكذب والاحتيال , تستند أيضا على التعري من كل حسن اجتماعي وأنساني وربما تدعي أيضا العمل من أجل الصالح العام  مع كل هذا ! ! !
    بربك أيها العنجهي , بربك أيها الإنسان فاقد الضمير , بربك أيها الإنسان الذي بلا إنسانية , والذي في دمك النقمة الفارغة , لأنها لا توجد ولا تولد أمور من هذا النوع إلا إذا استندت على الحقد والكراهية لأنه في كثير من الأحيان تحز في نفوس هؤلاء الناس  كرامة الآخرين لأنهم منها براء , تحز  في نفوسهم الإنجازات والمواقع المشرفة والصفات الخلاقة التي تعتبر نبراساً ودليلاً قاطعاً للتعامل الإنساني للوفاء للإنسانية والأمانة والإخلاص  والتي يفتقر هؤلاء إليها.
    فمهما تصرف أمثال هؤلاء ناكري الجميل ومتبني الوقاحة بلا حدود , ومهما تمسكنوا واحتالوا  ومهما خانوا العهود , واختلقوا الأكاذيب فلا بد من أن يقبعوا وحيدين , بعيدين عن الناس , لا يمكنهم يوماً من الأيام محاسبة الضمير لأنهم بدون ضمير , لا يمكنهم محاسبة النفس لأن نفوسهم محروقة في داخلها , ويعتبرون الوقاحة شعارهم, يعتبرون الوقاحة نفوذاً , الخ  . . . ! ! ! 
   إلى هؤلاء أقول وبكل صراحة لا وألف لا , لا يمكنكم ان تخلّدوا مطلقاً , وما يخّلد هو الذكر الطيّب والعمل الإنساني المجرد من الوقاحة والخبث والكذب لا ما  تقترفون من تفاهات , ومن تصرفات مشينة اجتماعياً وأخلاقياً وأدبياً , فحري بالمرء اياً كان مذهبه أن يكون من خلال موقعه نموذجاً في الإنسانية والصدق والاستقامة لا أن يكون نموذجاً سيئاً سلبياً ملؤه الكذب والنصب والاحتيال والخيانة والغدر, لأنه لا صالح للمجتمع في ذلك .مطلقاً .      
    
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق