قمة التسامح والعفو في قمة الجليل بقلم – مالك صلالحه – بيت جن
2016-04-24 05:33:08
ما انبل القلب الذي يسامح عند الغضب وما انبل الانسان الذي يعفو عند وقوع المصيبة وقلبه يعتصر الما وعيناه  ملآى بالدموع..ولنا قدوة حسنة بسيدنا يسوع عليه السلام  حين قال من ضربك على خدك الايمن فادر له الايسر ..فهل هناك انبل من ذلك الانسان الذي يفقد اعز الناس عليه كفلذة كبده ..ويتمالك نفسه ويلمم جراحه ويكفكف دموعه ويرد الغاية الى الله مسامحا صابرا على ما حل به رادا ذلك الى قضاء الله والى القدر متبعا ما جاء في القران الكريم  على لسانه تعالى– 
وبشر الصابرين الذين اذا اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون ..اولائك عليه صلوات من ربهم ورحمة واةلائك هم المهتدون...وانما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب ..حيث قيل –ان الله مع الصابرين اذا صبروا.
وقد اعجبني ما جاء في احدى المقالات للكاتبة بانا ضمراوي في موقع موضوع حيث كتبت  ان:
" التَّسامح يعتبر التّسامح أحد المبادئ الإنسانية، وما نعنيه هنا هو مبدأ التّسامح الإنساني، كما أنّ التّسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا، وهو أيضاً التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأيّ سببٍ قد حدث في الماضي، وهو رغبة قويّة في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا النّاس بدلاً من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحداً منهم. والتّسامح أيضاً هو الشّعور بالرّحمة، والتّعاطف، والحنان، وكلّ هذا موجود في قلوبنا، ومهمٌّ لنا ولهذا العالم من حولنا. والتسامح أيضاً أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأيّ شخصٍ أمامك. وبالتسامح تستطيع أن تعلم بأن جميع البشر يخطئون، ولا بأس بأن يخطئ الإنسان. والتسامح في اللغة معناه أيضاً التّساهل؛ فبالتّسامح تكون لك نصف السعاده، وبالتّسامح تطلب من الخالق أن يسامحك ويغفر لك. وبالتسامح تسامح أقرب الناس إليك؛ والديك وأبناءك وكل من أخطأ بحقك، كما أنّ التّسامح ليس بالأمر السّهل إلّا لمن يصل إليه فيسعد، ونعني بالتّسامح أيضاً أن تطلب السّماح من نفسك أوّلاً ومن الآخرين "
وهذاما كان في بيت  جن بلد التسامح والمحبة البلد الذ ضرب خيرة الامثال في الصبر والتسامح فاصبح مثالا يحتذى به في كافة انحاء البلاد وفي كل مكان وصل اليه ذكره اضافة الى كونه مثالا في الكرم وحسن الضيافة ومثالا يحتذى في الحفاظ على الكرامة والشجاعة والذود عن الارض والعرض كما حدث في انتفاضة الزابود سنة 1987 التي قادها رئيس المجلس المحلي وعضو البرلمان السابق  انذاك المغفور له ابو فيصل شفيق اسعد والتي تجلت فيها وحدة اهل البلد باسمى معانيها متغاضين متسامحين ومترفعين عن كل المشاعر والاحاسيس السلبية والحساسيات التي كان تعكر صفو النسيج الاجتماعي ..مؤمنين بصدق قضيتهم وعاملين بوصية صدق اللسان وحفظ الاخوان ..
وهذا ما كان من الاخ الشاب الفاضل امل غانم وعائلته الكريمة حين دهس ابنه في عمر الزهور  (ريان ) والذي لم يتعدى الثاني سنوات على يد صديق ابنائه الشاب أيال يزيد اسعد ..الذي سارعت الشرطة لاعتقاله على ذمة التحقيق حيث ابى  ان يوارى ابنه الثرى قبل ان يخرج الشاب من المعتقل ..حيث نزل بنفسه مع والد القاتل واخرجه ليحضر مراسم الدفن ويكون الى جانبه وعائلته مع افراد اسرة القاتل لتصطف العائلتان جنبا الى جنب للمشاركة في المراسم وتقبل التعازي ..حيث اثار الموقف المشاعر وترقرقت الدموع لروعة الشمهد خاصة عندما سمعت الجماهير كلمة العائلتين في مثل هذا الموقف الرهيب والجلل ..ليبرهن اهالي بيت جن طينتهم معدنهم الاصيل وليبقوا مدرسة في الناقب والعادات والتقاليد العربية  والمعروفية الاصيلة التي تعود وتركتز الى ثقتهم وايمانهم باركان مذهبهم الشريف ..وبان الله اعطى والله اخذ ..
وانني امل ان يكون ما حدث عبرة لمن يعتبر واناشد الاهالي بالتركيز والتشديد على تربة اولادهم حسن السلوك والسياقة الحذرة والصبر والتاني –اذ ان في العجلة الندامة وفي التاني السلامة ..كما اناشد المجلس المحلي ان يسارع في ضبط وتنظيم امور السير في البلد التي باتت لا تطاق وان يقطع دابر ظاهرة التسيب والازعاج في الشوارع ليلا ونهارا من قبل سائقي التركترونيم  والدراجات النارية والسياقة بدون رخص والسرعة المفرطة وان يعمل عل فتح فرع دائم للشرطة لتقوم بضبط الامور ..اذ ان ظاهرة التسيب في الشوارع خاصة ايقاف السيارات بجانب الشوارع وتركها لايام  وسفرهم للعمل اضافة الى السيارات المعطوبة والمتروكة التي مضى على رميها في الشبجانب الشارع اشهرا ان لم يكن سنينا ..والحد من ظاهرة البناء على حساب الرصيف والشارع ..والزام كل صاحب سيارة بالعمل على بناء موقف خاص لسيارته في ارضه ..اذ ان الرصيف هو للمشاة وليس لليارات والشارع للسيارات السائرة وليس موقفا دائما لهم ..
والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا نتصرف في خارج البلد وخاصة في المدن والمستوطنات اليهودية حسب قوانين السير وفي حالة رجوعنا للقرية نتناسى كل قوانين ومبادىء السير القانونية ..اواننا  نحسب حساب فقط للمخالفة والغرامة وليس للقيم السلوكية ..كما اطالب مدراء المدارس بالمطالبة بارجاع حصص تعليم انظة وسلوكيات السير التي كانت متبعة قبل سنوات ..اذ ان التربية هي خير سبيل لقطع دابر هذه الظاهرة السلبية ..
وامل ان يكون هذا الحادث خاتمة لمثل هذه الحوادث المؤسفة وان تبقى بيت جن كعهدها نوارة ومنارة للمثل والقيم والعادات  والتقاليد الاصيلة والحسنة ولكثر الله من امثال الاخ امل راجيا من المولى ان يتغمد الفقيد ومن سبقه بواسع رحمته وان يلهم االاهل الصبر والسلوان وان يتبقى بلدنا بلد التسامح والمحبة والكرم والنخوة والشجاعة .
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق