طوبى لِكُلّ مَن تبَرَّع بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
2016-04-25 07:38:10
ما أروَع أن تكون في بداية كِتابة مَقال أو ما شابه مِن نقد مُعيّن يَخصّ مُجتمعنا العَربي حَتّى تأتيك صورًا جَميلة مُعبّرة عن مَدى الإنسانيّة التي لازالت مَوجودة عند البَعض في هذا المُجتمع لتغيّر مَسار كِتابتك إلى ما هُوَ أجمَل وَأنقى.
صُور ومَشاهد تسرّ الخاطر من جهَة ودُعاء يَفطر القلب من جهَة أخرى!
الطفل (يوسف بَدارنه) الذي ناشدَ الجُمهور العَربي بالتبرّع لهُ بصفائح دَم ليُكمل علاجهُ لم يَخب ظنّه في مُجتمعهِ وأبناء جلدتهِ حَيث هَبَّ أبناء وَبنات مُجتمعنا مِن كلّ حَدب وَصَوب مِن مُختلف الأعمار مِن سَخنين وَخارجها مُعلنين التبرّع وهذا ما فعلوا حَقا.
طوبى لِكلّ مَن تبرَّع, وَطوبى لكلّ مَن أرادَ ذلكَ وَلم يَستطِع!
مَنظر يُثلج الصَّدر صَراحة ويَطرد تلكَ الأفكار السّوداء التي تُحيط بمُجتمعنا وَلو لفترَة قصيرَة ليُعطينا فرصَة نعيشُ فيها لحظة مِن الوَفاء وَالإخلاص وَمَحَبّة الآخر وَالتعاون وَالتمتّع بالقاسِم المُشترك فيما بَيننا.
تجنَّدت سَخنين والمَنطقة لإنقاذ يوسف وهذا خيرُ دَليل عَلى أنهُ شَعب مِعطاء بكلّ ما للكلمة مِن مَعنى إلا أنه يُريد مَن يستحق العَطاء لأجلهِ! ويَحتاج إلى مَن يَمدّ لهُ اليَد الصّافية ليُنير دربهُ الصَّحيح وَالمَسار السّليم وَالواضِح ليَخطو خطواتهِ بثبات وَعَزيمَة أكثر.
أثبتت تلكَ الوَقفة الجَماعيّة الحَقيقيّة أنّ الرّوابط الإجتماعيّة في مُجتمعنا لا زالت في سُلم الأهميّات!
وأكدّت لنا أننا عِندما نَعزم عَلى شيء فإنّنا نَستطيع! وعندما نُقرّر فإنّنا نفعل! وعندما نفعل فإنّنا نَخرج بنَتائج مُذهلة لا مَحالة! لذلكَ يَتبقى عَلينا أخذ القرارات المَصيريّة الصّحيحَة عَلى مَحمَل الجدّ والبدء بتنفيذها وتنظيف مُجتمعنا مِن جَميع الشّوائِب التي تُحيط به.
نبقى عَلى أمل في مِثل هذهِ الإنجازات الكريمَة والتّجنيدات القويّة داخِل مُجتمعنا على صَعيد باقي الأطر وَالقضايا المُهمّة أيضًا.
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير