كانوا هنا يتجولون بين رؤى الشّمس، وغمار البيادر-شهربان معدي
2016-05-15 11:10:25
كانوا هنا يتجولون بين رؤى الشّمس، وغمار البيادر
يتمرغون كحجل صنّين، في سماء الشرق، ومع رفوف الدَرّجِ، يتنقلون ... بين "وطن النجوم" و"جارة الوادي" ...
كانوا هنا، ومروا على جديل هذه الأرض، نسجوا من زهر الشوق وقصص الحصاد، حُلما يشغل البال...
وبأنامل الطهر الخضراء، غزلوا مناديل الأثير ...
على دروب الصبر مشوا، وفي عين الشمس تجولوا، من عين قانا، حتى ضفاف نهر الأردن ...
قرعوا كل البيوت، وأتقنوا جميع اللغات ...
ووزعوا مواثيق المحبة، وأهدوها لمن يحمل نوايا حسنة، ويقين أبيض، كالذهب الخالص ...
كانوا هنا، يحملون رسائلهم المغلفة بالخجل الشفيف، وحاولوا بناء عالم جديد، "مدينة فاضلة" وسع الكون ...
ولكنهم صُدموا بحياة نرجسية، تدور بشكل لولبي منذ زمن جلجماش، حتى هذه اللحظة ...
للشرق نزحوا، ليتركوا جُرحا مفتوحا منذ ألف عام ...
يتأرجح بين الشك واليقين، في عالم أصابه التخمة في كل شيء ...
هل نحن بحاجة لأيوب جديد لنختبر صبرنا!
أم "أليوت" جديد يكتب "قصيدة طويلة" عن أرضنا اليباب!
أم طوفان غريب، يُغرق كل خطايانا!
هل سيعود نواطير الثّلج؟ هل سيعود من عصروا دموعهم من أجلنا، منذ آلاف السنين؟
ربما سيعودون عندما يعلن قابيل، عن توبته ...
وعندما تضمد تدمر " عروس الصّحراء "جراحها ...
وتعود حلوة الدار، تلوّح بمنديلها ...
سيعودون يوما ما ...
عندما تصبح زينة الطاولات، والآيفون الجديد
آخر همّنا ... نعم سيعودون ...
عندما نستعيد التوازن الذي أضعناه، بين الدنيا والآخرة ...
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير