زيارة خاصة الى استاذي ومعلمي إبراهيم جبور طوقان... بقلم زايد خنيفس
2016-05-15 15:25:37
زيارة خاصة بتاريخ 17.5.15
الى استاذي ومعلمي إبراهيم جبور طوقان...
من عبلين لعمارة الحاكم العسكري وبصمات الوفاء
بقلم زايد خنيفس
تعرض معلمي واستاذي ابراهيم جبور طوقان مؤخراَ لوعكة صحية والواجب يحتم عليك زيارة المريض لسؤال خاطره، لنرفع سوية ابتهالا الى الله وانبيائه ورسله وملائكته، كي يتجاوز هذه الوعكة. كانت الزيارة يوم الأحد، ورافقني العم ابو حسن يوسف حسن خنيفس اطال الله بعمره، والصديق المحامي مازن البابا وأخي فرج خنيفس، وعلى الباب كلف الاخ مازن وحسب العادات والتقاليد فتح الطريق، وما ان قرع الباب واذ يخرج إلينا الاستاذ ابراهيم طوقان وقد سبقته ابتسامته الى خارج الدار وكان العناق طويلاَ خاصة مع العم ابو حسن، فالعناق الطويل لا يأتي صدفة بل لأشياء كثيرة، كادت الدمعة تذرف من عين العم، الذي لم يصدق بأن استاذي ومعلمي ابراهيم طوقان بهذه المعنويات والصحة، فكان شامخاَ منتصباَ كما عهدناه في ساحة مدرسة الحاكم العسكري.
عندما حضر الى شفاعمرو، قادمَا من عبلين كان يبلغ من العمر 25 عاماَ، فكانت المدرسة الثانوية البلدية الاولى في أعلى منحدر الخندق واوله غرباَ مقابل البحر الازرق امام ناظرك، كانت جلسة عائلية عاد الحديث الى سنوات السبعين والثمانين والتسعين، عندما شغل العم ابو حسن يوسف خنيفس نائباَ لرئيس البلدية ورئيساَ لقسم المعارف وعندما كان رئيس البلدية المرحوم ابراهيم نمر حسين تذكروا كل الاشياء وكيف سافروا الى القدس لمقابلة المسؤولين في وزارة المعارف وتذكروا مواقف الرجال نحو الرجال، واتّفقا بأن الحياة في ذلك الوقت كانت جميلة، لكنها لم تكن نزهة في جواهر الأشياء، كانت المدرسة الثانوية في طفولتها واصعب المراحل هي مراحل البناء وكيف تتخلص من الغرف المستأجرة وكيف تحضر لوازم المدارس وكل المدارس في سيارتك وعندما لم يكن قسم مشتريات ولم يكن اشياء كثيرة وتذكروا كيف تعطلت سيارتهم على مشارف مدينة جنين ومشارف مدينة نابلس، وقاموا بدفعها مئات الامتار ولم تكن مثل اليوم سيارة مكيفة في الهواء البارد، هكذا بنيت ثانوية شفاعمرو الاولى في الشقاء والتعب.
في خلاصة المقدمة استاذي ومديري ومن فرك اذني مرات عديدة الاستاذ ابراهيم طوقان كان اول مدير مدرسة ثانوية اولى وعندما بدأت في غرفها الاولى في بناية الحاكم العسكري واليوم مدرسة صالح سمور الابتدائية ولكي لا ننسى بناية مدرسة "المكتب" من اوائل مدارس شفاعمرو، وهنا تسلم ابراهيم طوقان ربان السفينة وهنا خرّجت المدرسة مئات الطلاب الشفاعمريين الى المعاهد العليا والجامعات في البلاد وكل ارجاء العالم وهنا اصبح لشفاعمرو سفراء علم وأخلاق وتربية في كل عواصم العالم، وانتقلت المدرسة في هجرتها الثانية لبناية المطرانية شرقي شفاعمرو وتكررت المشاهد وحمل الرسالة ولم تكن الرحلة مفروشة بالورد ولم تكن الهجرة من بناية الحاكم العسكري والمكتب نزهة في الطبيعة بل كانت رحلة قاسية ورحلة الاوج الى رحلة السقوط وابراهيم طوقان لم يكن رجلاَ عادياَ بل كان اكثر من ذلك، إذ كان مصنوعا من اشياء اخرى واكثر من ذلك كانت "نظرته" نحو طوابق المدرسة تتجاوز الممرات وتدخل الصفوف ولا ينسى الطالب "نظرته" ولا ينسى عواطفه الجياشة المناسبة من بشر.
اقولها بصراحة ولا احمل حقداّ على احد ولن احمل بأن الاصرار من بطون امهاتهم لم تنصف شفاعمرو ابنها البار ابراهيم طوقان، كما لم تنصف الكثير مِمَن تركوا بصمة من الخير وبصمة خضراء في زوايا الانسانية جلست يوم الاحد تمام الساعة الحادية عشر صباحاَ في بيت استاذي ومديري ابراهيم طوقان ساعة ونصف تقريباَ، وانا خارج من بيته شاهدت على عامود مدخل يؤدي الى بيته، لافتة للقديسة مريم بواردي كتب عليها (القلب المتواضع هو الاناء الذي يحوي الله) وما اروعها جملة وما اعمقها من كلمات وما اروعنا عندما نقول للذي بنى يعطيك الف عافية وما اعمقنا وما اروعنا في اسطر الانسانية وَرَدّ الجميل عندما نحفر مربياَ ومعلماَ ومديراَ في ضمائرنا ومن علمك الاحرف الاولى .. سلامتك يا ابا جبور.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير