العمل الأمين والعمل الأخر..... بقلم : د.نجيب صعب/ابوسنان
2016-05-18 19:34:12
كل مهمة في خضم المرحله الحياتيه لها مقوماتها , اهميتها , فوائدها وربما مضارها في بعض الأحيان , وبدون شك هذه المهمة او الوظيفة قد تُسند الى المرء إما عن طريق تعيين في مؤسسة جماهيرية , خاصة أو عامة , وإما أن يحصل عليها الانسان عن طريقه أخرى ديمقراطيه أو خوض عطاء كما يتفق لدى المسؤولين .
    وقد تكون لهذه المهمة مضاعفات متنوعة ومختلفة , تكون في بعض الأحيان ايجابية أو سلبية لا سمح الله , وفي كثير من الأحيان نرى ونرقب خلال تفاعلنا مع الحياة وفي الشؤون الاجتماعية من قريب ومن بعيد , ان تطبيق هذه المهمة بشكل أمين وصادق يمكن ان يتعلق على الغالب بنفس شخص هذه المهمة وكيفية تعامله معها ومن خلال القيام بها .
    فعلى سبيل المثال , كثيرة هي الامور والمهام التي يستغلها الكثيرون في أماكن عملهم تحت غطاء الشهادة والمؤهلات وهذا جيد فقط اذا كانت الامور تُنَفَّذ بأمان , أما اذا نفدت من منطلق العلاقات الشخصيه بين صاحب هذه المهمة والآخرين ليس بأمان وإنما لغايات في نفس يعقوب  فهذه كارثة اجتماعية وأكثر ما يظهر ذلك في حقل الصحافه مثلاً : فإذا تفحصنا الأمر فبدون عناء نرى عن قرب أن انسان درس هندسة أو محاماة أو مُخَمّن أراضي أو أي موضوع كان , فجأة انضم إلى عمل جديد بعيداً كل البعد عن مهمته التي كان قد وعدَ نفسه بها , فكيف يمكن للمهندس او للمحامي أن يعمل صحفِّياً مراسلاً أو محرراً ويتبوأ مسؤولية يظن انه متمرس بها , ويتصرّف كأنه متفوق في المراسله في الصحافه او في التحرير والحقيقة الواقعه  بعيده كل البعد عن تأديته لهذه الرسالة التي تعتبر في نظري سامية .
    فحضرة المحترم يربط كثيراً في عملة بالعلاقات والروابط بينه وبين نفر من الناس أما زمالة دراسية , وأما زمالة اخرى أو علاقة معينّة , ويفضل هذا الصديق أو هذا الكاتب أو الصحفي عن الآخرين ليس لأنه أفضل , وإنما يرتبط ذلك  بالعلاقة ألخاصة ان كانت شخصيه أو حزبيه أو فئوية , ففي مثل هذه الظروف قد تُفسد المبادئ  ويكون العمل غير موضوعياً وقد يؤدي ذلك الى خلل في تأدية الرسالة بشكل صحيح والنتيجة تكون سلبيه بشكل قاطع , وكثيرة هي الظواهر المشابهة والخارجة عن حقل الصحافة أيضاً.
    فمن الافضل للحياة الاجتماعية والعمل السليم في أية مهمة أو مهنة معينة أن يعمل فيها من درس لها , أو من تخصص لها ولا تكون الامور على الاهواء ويظن المرء عندها أنه على ظهور خيله كما يُقال , علماً بأنه عاجز في بعض الأحيان عن تأدية مهمته على الوجه الحسن , 
وأنّ تَصَرُّف من هذا النوع يعتبر في نظري ونظر الكثيرين أمر بحاجة إلى إعادة النظر من جديد , ومحاسبة  النفس على ذلك ,  حيث أن الأمر ربما يضر من ناحية مهنية واجتماعية بالشخص نفسه,
أو في مكان عمله ,  الأمر الذي لا يرغب فيه هو نفسه رغم أنه يقوم به, وكذلك لا يرضى به المسئولون عنه في أطار العمل  والأمثلة  أعزائي القراء لا حصر لها في حياتنا اليوميه , فكثيرون يتقلدون مهمات لا تمت لتخصصهم بصلة وهذه اصبحت في الأيام الحاضرة موضة حيث انه في هذه الظروف المصلحة العامه أو المرجوة من العمل تتباكى كثيراً لهضم حقها !!!! يا حرام  !
    وعليه أود أن أكون واضحاً ومفهوماً , فالكتابة في هذا السياق انما للإصلاح وليس الغاية منها الانتقاد او المس بالمرة بأي كان , فعلينا جميعاً من أجل الأمانه في العمل , ومن أجل الصدق في تنفيذ الرسالة الاجتماعية والمهنية أن يعمل كل منا في نطاق تخصصه وإمكانياته ومقدرته ومؤهلاته التى يمكن ان يتفوق بها ويصدق , عندها تكون تأدية المهمة أمينه وبدون ريب نتائجها كذلك , الأمر الذي ينطوي على اصلاح الاحوال في مجال العمل  لأن ذلك ينعكس بالإيجاب على كل نهج في حياتنا انشاء الله على امل ان تلقى هذه الملاحظات اذاناً صاغية  لما فيه خير المجتمع .
 
 
 
 
 
 
    
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق