يخلف على الاعراس بقلم زايد خنيفس
2016-08-08 17:42:57
البلدية او سلطة المحلية في اي مكان وظيفتها المبادرة الى اقامة المشاريع المختلفة، في كل المجالات التعليمية والثقافية والصناعية والتجارية، وأن تسعى لإقامة مساكنا وأن توزّع قسائما للأزواج الشابة وأن تنفّذ مشاريعا رياضية وترفيهية، وأن تشجع المبادرات الذاتية لرجال الاعمال واصحاب رؤوس الأموال ووظيفة البلدية والسلطة المحلية الحصول على استشارة مهنية من مختصين في كل مجال من اجل تحقيق هذه المشاريع والسلطة والبلدية تخطط لسنوات طويلة وبناء على الزيادة الطبيعية لسكانها ومن اجل ذلك هناك تخطيط وخرائط هيكلية ولجنة تنظيم وقسم للهندسة والتطوير وهذه المشاريع المتنوعة تحتاج طبعا لميزانيات، والعناوين واضحة وهي المكاتب الحكومية واقناع المسؤولين بحيوية واهداف المشروع ولكل شيء في هذه الدولة وجد له عنوانا والمطلوب فقط المبادرة والتخطيط والعمل على التنفيذ ولكن للاسف الشديد البلدية والسلطة المحلية وتعمل عادة في مساحة ردة الفعل فلا ينظف في بلدنا على سبيل المثال والاقسام الخاصة تشهد على ذلك الا اذا كان هناك مناسبة في احد الاحياء فاما يكون عرسا او بيت عزاء وتنطلق الهواتف والمكالمات الهاتفية بتنظيف محيط وساحات العرس لانه غير ملائم حضور الضيوف لمشاهدة اوساخ الحارة وساحاتها وتبدء مكنسة البلدية ومنذ ساعات الصباح الباكرة بحملة التنظيف، لانه اصلا لم تكن الحارة نظيفة واشتاقت الشوارع لمكنسة البلدية الخضراء، التي تزور الطبيب كل اسبوع واكثر من ذلك والمسلسل لا ينتهي هنا وتتواصل الاتصالات عبر الهواتف الخلوية المتنوعة لمدير القسم والموظفين والمتنفذين والى الدوائر الصغيرة والطاولة المستديرة حيث ليس من اللائق حضور المدعوين العرس والساحة مغطاة بالغبار الكثيف وعندها يبحث اهل العرس عن ضيوفه ومشروع فتح الشارع المجمد في الثلاجات منذ سنوات يجد حلا على الفور وبدون تخطيط مسبق ترى المقاول في الساحة خيّالا مع كامل عدته وعتاده وخلال ساعات يتحول الابيض الى اسود وهذا هو حالنا في بلدنا لا تخطيط ولا مبادرة ويخلف على الاعراس ويخلف (علي المتوفّي) لان من بعده ستقوم المشاريع ويدب النشاط وينظف الشارع من القذرات وتحضر الرافعة والحقيقة يحق للمواطن شارعا والبلدية لا تسدي له اي معروف ابدا ويحق للمواطن فتح شارع بتخطيط وميزانية مسبقة والواقع ليس هكذا نبني مدينة تتعكز على عصا قديمة ونحن في عصر التخطيط والتنفيذ.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير