الراي الحر | سوف يأتي دوركم يا دروزالتاريخ لا يكذب: إسرائيل وداعش وجهان لعملة واحدة بقلم هادي زاهر

الاحد 17.11.2024

الرئيسية >> الراي الحر

(اضف تعقيب)

سوف يأتي دوركم يا دروزالتاريخ لا يكذب: إسرائيل وداعش وجهان لعملة واحدة بقلم هادي زاهر

2016-09-14 09:39:32

يصور الإعلام الإسرائيلي الأفعال التي تقوم بها حركة داعش الإرهابية التكفيرية بأنها أفعال إجرامية وهي فعلًا كذالك، ولكن ذلك يذكرني بالمثل الشعبي القائل" لو الجمل شاف حردبتو كان وقع وتكسرت رقبتو".

أوجه شبه كثيرة تجمع بين الحركتين، الحركة الصهيونية و " داعش" طبعًا الإنسان البسيط يكتفي بما تزوده به وسائل الإعلام في بلاده ولا ينظر للأحداث بشمولية ليستخلص العبر الصحيحة، ولو شاهدنا المعارك الأخيرة بين جيش النظام السوري وجبهة النصرة نجد بان جيش النظام يلاحق جبهة النصرة التي تهرب إلى داخل الشريط الحدودي في الجولان المحتل وهنا تقوم إسرائيل بقصف مواقع الجيش السوري وقد قام وزير الطاقة "سيلفان شالوم" وهو من أصل تونسي بزيارة جرحى من "المعارضة السورية المسلحة" في مستشفى « بوريا » في طبريا، وشد على أياديهم وتحدث معهم بالعربية، السؤال هو:

لماذا تقوم إسرائيل بحمايتهم وكنا قد شاهدنا كيف يقوم أحد جنود هذه جبهة ببقر بطن أحد الجنود السوريين ونزع قلبه وأكله أمام شاشات التلفاز!! هؤلاء هم أحباء إسرائيل التي تعالجهم في مستشفياتها.

قبل فترة زرت أحد الأقرباء من الجولان السوري المحتل في مستشفى صفد وكان الجيش يحيط بالمستشفى وعندما سألنا عن السبب قيل لنا أن دفعة من المصابين من جبهة النصرة سنصل بعد دقائق وعندما وصلوا محملين أدركوا ومن خلال اللباس والفوطة التي تعتمرها النساء بان المتواجدين ينتمون إلى الطائفة الدرزية وهنا صرخ أحد الإرهابيين من على سريره المجرور بأعلى صوته:

"سوف يأتي دوركم يا دروز"

بعض الشباب حاولوا الاقتراب منه إلا أن قوى الأمن صدتهم وتم توقيف "3" شبان من بيت حن ومن الجولان،ثم تم إطلاق سراحهم بعد أن أودعوا المصابين داخل غرف لا تفتح إلا بالكرت والأرقام السرية.

اما بالنسبة ل "داعش" التي تحارب كل من هو ليس مسلمًا على طريقتها وذلك برًا فقط وهي تميز بين الكبار والصغار على الأقل، في حين إن إسرائيل تقتل حتى أطفالها.. ذبحوا أطفال اليهود القادمين من اليمن لان شكلهم لم يعجب؟!! ورموهم في البحر بالقرب من "طنطوره" طعامًا للأسماك، كما نسفوا باصا محملا بالتلاميذ اليهود كي يتهموا الأردن ويشنوا هجوما عليها لتوسيع حدودهم وهي تعادي على كل من هو ليس صهيونيا وكان ذلك منذ قيام الدولة ففي دير ياسين مثلًا يعترف " رعنان كوهين" بان الصهيونية نسفت البيوت على أصحابها وإنهم قتلوا بدم بارد 254 شهيدًا في المجزرة، ويقول الجنرال " مئير بعيل" " اخرجوا 25 رجلًا من بيوتهم وحملوهم على سيارة شحن وفي نهاية اليوم ذبحوهم" كان أطفال صف البستان عائدين إلى بيوتهم " سأل أحد الضباط ماذا سنفعل بالأطفال فأجابه جنرال: "وماذا سيكون موقف الأطفال عندما يكبرون وقد شاهدوا كيف قتلنا أبائهم.. "احصدوهم" ؟!! و"احصدوهم" هذه كانت تتكرر باستمرار فها هو الجنرال "شدمي" يأمر جنوده بعد أن أمر أهالي " كفر قاسم "بالانتظام في صف واحد عند عودتهم من قطف الزيتون ب" احصدوهم " وقد تسلل آنذاك طيب الذكر توفيق طوبي وفضح المجزرة كان لا بد من إدانة الجنرال " شدمي " بعد أن علمت وسائل الإعلام بالمذبحة ، وهنا الأحجية بماذا غُرم الجنرال "شدمي" بعد إدانته؟

الحقيقة أغرب من الخيال، وقد تكون أحجية، بماذا غُرم "شدمي؟

غُّرم بقرش واحد ؟!!! وأتذكر قول شاعرنا الكبير سميح القاسم طيب الله ثراه عندما قال في إحدى قصائده:

"ما غاب "شدمي" والزمان شهيد

في كل يوم سافل يتشدم"

إلى أن يقول:

فليسمع السفاح صوت قتيله

ولتسمع الدنيا، وتصغ الأنجم

يا جبهة السفاح لا تتشامخي

نعل الشهيد أعز منك وأكرم

ودم الشهيد رسالة نبوية

صلوا على روح الشهيد وسلموا

وهم قبل ذلك وبعد يحصدون الأطفال، إسرائيل تقوم فأفعال إجرامية ضد جيرانها جوًا وبرًا وبحرًا، تلقي بقنابلها على الشيب والشبان بدون تفرقة، لا بل هي تقتل الأطفال مع سبق الإصرار، "وشهد شاهد من أهله" كتب الرئيس الأمريكي السابق النازي جورج بوش" في مذكراته بان إسرائيل لا تستطيع أن تصمد في حرب طويلة وان كانت قوية، لذلك تقوم بقتل الأطفال كي تستدعي الضغط عليها لوقف الحرب؟!! كلام، بل اعتراف غريب لم نكن نتوقعه، أتذكر أن صديقي الدكتور باسم أسدي قال لي أثناء الحرب على لبنان بان إسرائيل في وضع حربي محرج جدًا لذلك ستقوم بقصف ملجأ في الأيام القريبة القادمة فقلت له دعك من هذه الشكوك وكان في نفس الليلة قصف ملجأ " قاناً" وهناك من أهل القوم من يعترف بالحقيقة في حين أن هناك من العرب الاذلاء من يبرر جرائم إسرائيل؟!!

. صحيفة هآرتس كتبت في افتتاحيتها 2014- 9- 1 "إن على إسرائيل إلغاء الحصار المفروض على غزة وفتح المعابر بين إسرائيل وغزة لان الحصار ينبت العنف"

وهم يتوقعون ما ستفرزه جرائمهم وها هي وزيرة ( العدل) تقول بأنها تخشى انتشار العنف بعد الحرب.

رئيس الدولة "روبي ريبلين " قال: "نحن على فوهة بركان من العنصرية، والقيادة السياسية تستغل الديمقراطية للتحريض على العرب"

طبعًا نحن نرى كيف تجري عملية تجيّش، بل توحيّش المجتمع الإسرائيلي بواسطة رفع اليافطات من قبل البلديات والتي تشد على أيادي الجنود وتدعوهم إلى القتال والعودة بسلام؟َ!!

أتذكر أنني حاصرت في طفولتي قطًة داخلت غرفتي أغلقت الباب وأخذت أطاردها وعندما أيقنت بأنها لا تستطيع الخروج من الغرفة تبدلت الأدوار وأخذت تهاجمني.. 8 سنوات يحاصر شعبنا وسط صمت عالمي وعربي وإسلامي مخجل.. صمت يعبر عن ذل وانحطاط على صعيد البشرية ككل.. بعض الصهاينة عبروا عن مدى انزعاجهم في لحظة حوار قصيرة مع الضمير.. في لحظة ضعف.. أو بعد حدوث مأساة ذاتية..

يتسحاك فرنكنتل الذي قتل ابنه قال: نحن نخنق أهالي غزة وابني قال لي إنه لو كان فلسطينيا لقتل أكبر عدد من الجنود.

وزير الحرب السابق " أهود براك:" قد قال في مقابلة صحفية أجراها معه الصحفي " جدعون ليفي في آذار 1998:

"لو كنت فلسطينياً في سن الرشد، لوجدت أنه من المنطقي في نهاية المطاف الانضمام لإحدى المنظمات الإرهابية التي تحارب إسرائيل"

وكان قد تظاهرت مجموعة مكونة من اليهود، المقيمين في الولايات المتحدة الأميركية، أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، ضد الحرب وكتب المتظاهرون بالشموع "نحن آسفون"، وحملوا أوراقا مكتوب عليها "العرب، واليهود يرفضون أن يصبحوا أعداء"، و"إذا لم يكن الآن فمتى؟"، و"موتهم فشل لنا" كما قاموا بلصق أوراق تحمل أسماء ضحايا الحرب على غزة، على أرضية الحديقة المقابلة لمبنى الأمم المتحدة، التي شهدت المظاهرة، وأجهش بعض المشاركين اليهود بالبكاء أثناء التظاهرة، عندما عرضت قصصا لبعض ضحايا الحرب على غزة،( تسعون أسرة أبيدت عن بكرة أبيها) وشاركت اليهودية الأميركية "نعومي بروسل" (72 عاما)، في المظاهرة، وهي ترتدي قميصا مكتوب عليه بالعربية، والإنجليزية، والعبرية "لن نصمت"، وقالت وعيناها تتغرغران بالدموع: "أنا حزينة جدا، يموت هناك أناس أبرياء، وأنا غير قادرة على فعل أي شيء لإيقاف هذا".

أما حركة"يهود ضد الإبادة الجماعية" فقد أحضرت كومة من الدمى المخضّبة بالدماء، والمقطوعة الأوصال تلتهمها نيران أشعلت في إناء حديدي كبير قبالة متحف "ياد فاشيم" لذكرى ضحايا المحرقة اليهودية.. كما تظاهرت الحركة أمام الكنيست ومحكمة (العدل) العليا، ووزارة الحربية الإسرائيلية. وقامت بالاحتجاج أمام مبنى السفارة المصرية في تل أبيب للمطالبة بفتح معبر رفح بين غزة ومصر وسرعان ما لقيت صدى لدى يهود العالم الرافضين للحرب للعدوان أمام السفارات الإسرائيلية في لندن وسان فرانسيسكو وستوكهولم وكوبنهاغن ومدريد.

و”ياد فاشيم” هي مؤسّسة إسرائيلية رسمية تأسّست العام 1953، بموجب قرار الكنيست الإسرائيلي، كمركز أبحاث في أحداث "الهولوكوست" أو المحرقة اليهودية، أي إبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

أما حركة "يهود ضد الإبادة الجماعية " التي تأسست عام 2006، قامت بتعليق يافطات على حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي، كتب عليها "الأمن، أملنا جميعا" في إشارة إلى نفس الشعارات التي كانت منتشرة في معسكرات الاعتقال والإبادة خلال النظام النازي وقالت ناشطة في الحركة، تدعى "نيتا جولان""نحن نحاول أن نبيّن أنّ هذا هو نفس أساليب الدعاية أو البروباغاندا” التي استعملتها النازية، ويرمي الناشطون اليهود المناهضون للإبادة الجماعية إلى التصدّي للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ السابع من الشهر الماضي، والتي تسببت في سقوط أكثر من ألفي قتيل أغلبيتهم من المدنيين، وأضافت "نيتا:

"أن الإسرائيليون مصابون بالعمى إزاء معاناة الفلسطينيين، لا يسعنا أن ننقل إليهم الصور الحقيقية للأطفال المشوّهين، المتفحّمين، المصابين أو المقتولين، لأنّه من المستحيل نشرها في الصحف، فهي صور بشعة جدًا"

واعتبر ناجون من محرقة النازية أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وقالوا في بيان وقعه 327 شخصًا من الناجين من المحرقة وعائلاتهم من الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل إن «جريمة إبادة شعب تحدث والعالم صامت».

"من فمك أدينك" إسرائيل ارتكبت جرائم تخطت حدود الفاشية وهي على غير استعداد أن تجنح للسلام إلا إذا فرضته عليها الولايات المتحدة هذا ما قالته "داليا فولسوف" ابنة " يتسحاق رابين "عندما تولت نيابة وزير الحرب وهو نفسه ما قاله البروفسور " بن عامي" عندما كان وزيرًا للخارجية.

ونعود إلى المقارنة بين داعش وإسرائيل، لا نريد أن نقول بان ما ارتكبته " داعش" من جرائم قد يكون نقطة من بحر مما ارتكبته إسرائيل عبر تاريخها، ولكننا نستطيع أن نجزم بان إسرائيل و"داعش" وجهان لعملة واحدة فعلًا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع