الإرْهاب لا دينَ لهُ!!بقلم:أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
2016-09-20 17:31:20
رُغم كوني أفضّل التّشديد الجدّي دائمًا والتحدّث والبَث في مَواضيع داخليّة تخصّ مُجتمعنا العَرَبي في إسرائيل كوننا نعيش هنا, ولكن الغريزة المَوجودة داخل كل إنسان عربي لا بدّ أن تشدهُ لأن يتكلم عند كل ألم يَراه أو يَفطر قلبه من العالم العربي والإسلامي والغربي حتى فهذه النزعة لا يُمكن التخلص منها حتى لو أردنا ذلك! وَفي النّهاية ما يَحصُل في العالم يَنعكس هُنا أيضًا!
القتل والإرْهاب والإنفجارات المُتكرّرة التي تنتهكُ العالم بأكملهِ رُبما وليسَ العربي فقط, امتدّت في الفترة الأخيرة إلى العالم الإسلامي خاصّة! لتضعَ لمسَة شديدة اللهجَة وَواضحة أن الطائفية هي الهَدَف واستهداف الدّين هو الوَسيلة الفتاكة!
لم أعُد أرى أن الأولويّة العربيّة هي التي باتت مُستهدفة! عَلى العكس بل الهَويّة الدّينية والتي يتمثل بها الإسلام هي التي باتت مُستهدفة عندَ الأغلبية من أعداء الإنسانية في العالم.
إنفجارات بَغداد اليوميّة, الإنفجارات والكارثة السورية, الإنفجارات في لبنان ومصر وليبيا والخليج على حَد سواء لتأتي الإنفجارات في تركيا لتكمل وَتوضح الصّورة أكثر أن هذه الدولة الغير عربية إلا أنها إسلامية, استهداف دينها الإسلامي وَنشر الطائفية بها هُو المقصود ليس أكثر!
الدّين الإسلامي, الدّين الحَنيف وَالعَريق الذي نصَّ عَلى أهم أسس الإنسانية ألا وَهيَ التسامُح والمحبّة في كل آية مِن آيته القرآنية تقريبًا وفي كل حَديث نبويّ صَحيح نُقل عَن الرّسول صلى الله عليه وسلم وَتمثل بأخلاقهِ الحَميدَة وَالنبيلة باتَ وكأنهُ دين لا يَعكس سِماتهُ البَتّه!
يُهاجم وَكأنه دين إرهاب! أو دين فسق! أو دين نفاق! أو دين سلبي بكل المعنى!!
الإرْهاب لا دينَ لهُ! وَمَكانهُ أبدًا ليسَ الدّين الإسْلامي! وَلا أيّ ديانة أخرى حَتى.
قراءة القرآن وَالتاريخ كافية لتوضيح وَتكذيب كلّ تلك الشّبهات الزّائفة!
لا بُدّ مِن وُجود الشّوائب دائمًا في كلّ شَيء وَفي كلّ دين وَفي كلّ طائفة وَفي كلّ مَذهب وَفي كل لغة وَفي كلّ وَطن وَفي كلّ مُجتمع وَفي كلّ شَيء وَلكن هذا لا يَعني أن تُعطى تلكَ الشّوائب صوتا يَفوق صَوت الحَق وَالحَقيقة!!
المُؤسِف في هذهِ القضيّة أن تشويه صورَة الدّين الصَّحيحة غالبًا ما يَنبعُ مِن داخلنا!
التيّارات الإسلاميّة التي استشرَت عَلى نطاق واسع مِن الدّول العربيّة والإسلاميّة عَكسَت صورَة لا تبت للحقيقة بأية صِلة, عَكست صورَة سَلبية وَمُخيفة جدًا لدى الآخر الذي باتَ يَخشانا وَيَخشى ديننا الطاهر!
لا بُدّ أن يكون هُناك مُستفيدين من الموضوع طبعًا دونَ أدنى شك! فالوحدة العَربية وَالدينية لا تروق للكثيرين من الأعداء فيَسعون لتشتيتها كالعادة! وَنحن كالعادة أيضًا نفسحُ المَجال لتشتيتنا من خلال تصديق كل شيء دونَ التعمق بهِ أو الإستفسار البَسيط عنهُ حَتى!!
إذا كانَت هذهِ التيّارات مدعومَة أو لا (بصراحة لا يهمني) تُوثق القتل وَالتفجيرات والزّنا والكره والحقد بأحاديث دينيّة فلنكن على وَعي بفحص الأحاديث إذا كانت صَحيحَة وَيُؤخذ بها أو لا يؤخذ! وإذا كانت تُنسَب للدّين الإسلامي وأخلاقهِ وقرآنهِ بشكل صَحيح أو لا!! قبل أن نَحكم عَلى الدّين بأكلمهِ!
داعِش وَجبهة النصرَة وَغَيرَهم وَغيرَهم مِن التيّارات التي تتأسْلم عَلى حِساب الدّين الإسْلامي! ليسوا سِوى إرهابيّين بكلّ مَعنى الكلمَة يتمسَّكون بأحاديث أو فتاوى تأتي عَلى هَواهُم! وَتعزّز مَزاجهُم وَأفكارهُم ليسَ إلا! فعَدوّهُم الحَقيقي وَالرّئيسي لا يَكمنُ بَينهُم ليتقاتلوا فيما بَينهًم أصْلا!! إعْداماتهم الجَماعيّة وَمَجازرهُم ومذابحهُم وَتفجيراتهُم وقتلهم لإخوانهم المُسلمين وَغير المُسلمين لا تبُت لأخلاقيّات الدّين الإسلامي بأيّة صِلة فلنَعي ذلك وَنفهمهُ جَيّدًا وكفانا مُحارَبَة للدَين بأكلمه!
تَشويه صورَة الدّين الإسلامي الحَنيف هُوَ الهَدَف!! لذلك يَتوجَّب عَلينا إظهار الصّورة الحَقيقيّة كوننا مُسلمين فلنتعامل بديننا وَبما تنصّه عَقيدتنا من إيجابيّات وَجَماليّات وَأخلاقيّات مَع الآخر.
إذا كانَ عَرَبَنا وَمُسلمينا وَمُتأسلمينا يَمشون عَلى هَواهُم في الفتاوى وَتطريف الأفكار الدّينية لتصبحَ عَدوّة نفسَها, ليسَ هُناك عَتب كبير إذاً عَلى الغرب أو اليَهود إذا عادونا!!! فنحنُ قد عادَينا أنفسنا أولاً وَأفسَحنا المَجال لهُم فيما بَعد!!
إن ما يَحصُل في العالم أجَمَع مِن قتل وَإرهاب وَتفجيرات تحتَ أسم الدين يَنعكسُ بصورَة سَلبيّة دونَ شُعور عَلينا هُنا عَلى هذهِ الأرض أيضا مع الأسف بحيثُ أننا أصبَحنا نواجهُ نوع مِن التطرّف الجَدّي اتجاه من يَحملُ الدّيانة الإسلاميّة لا سِيّما العَرَب فيما بَينهم أيضًا للأسف الشّديد!
ختامًا,عِن رِسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوَداع:
"إنّي قد تَرَكتُ فيكُم شَيْئيْن لنْ تَضلّوا بَعدَهُما, كِتابُ الله وَسُنَّتي".
كتاب الله ألا وهو القرآن الكريم أولاً, وَأخلاق الرَّسول ثانيًا وَالقرآن الكريم حَرَّم القتل بغَير ذنب وَأجمَعَ عَلى السَّلام وَالمَحَبَّة وَالأخلاق وَالآداب وَحَمَلَ بَينَ ثناياه الرَّحمَة الدّائمَة وَالغفران والرأفة هذا هُوَ القرآن وَمَن لم يَقرأه فَليَقرأ وَ يَعتَبر!!
لهذا السّبَب ضَلّ الأكثريّة! لا يَأخذون بالقرآن وَأحكامِهِ العادِلة! كُلٌّ يُحَرّم وَيُحَلّل عَلى مَزاجهِ! ليتغير رويدًا رويدًا وجه الإسلام الحقيقي لمَن يَجد مَنفعتهُ بذلك.
كفاكم تيّارات مُشوَّهَة!
هذا ما أدّى إلى تَمزّق وَتشَرذم الوحدَة العَرَبيّة عامّة وَالإسلاميّة خاصّة! بقلم:أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير