موقف شفاعمرو والنسور لا تنسى محطاتها بقلم : زايد خنيفس
2016-10-24 09:06:21
في وسط الاسبوع جمعتني سهرة خاصة في تلة شرقية تشرف على شفاعمرو تدعى "باب الهوى" وهي اخر نقطة تفصل شفاعمرو عن قرية بير المكسور والحقيقة لا اعرف كلما وصلت لبيت صديقي يونس حجيرات على راس التلة ينتابني شعور غريب فيه مزيج من السعادة والحزن فعلى امتداد الطريق الترابي من محطة الوقود قرب مصانع قضماني حتى تصل التلة تنتشر اراضي الزيتون لاهالي بلدي واشعر بان كل شبر هنا هو ملكي كأبن البلد وفي السهرة بمنتصف الاسبوع قال الجالسين في الدائرة ونحن نطل نحو الجهات بان اراضي شفاعمرو كانت تصل الى محيط منطقة "مجدو" وتعود لعائلتي كركبي وتلحمي ويقال بان عثمان احد ابناء الظاهر الزيداني والذي بنى قلعة شفاعمرو في العهد التركي اختار القلعة ليتمكن من مشاهدة ارضه نحو مرج ابن عامر هذا هو الشموخ الذي نعتز به ومن اجل ذلك مر على شفاعمرو محطات تاريخية من العهود السابقة صنعت في صفحاتها رجالا وتحولت شفاعمرو لعناوين البلاد وكانت مقرها وان مر بها جيوش وفاتحين وطامعين بجمالها وموقعها وطلتها نحو الجهات والبحر. وهذا الاسبوع احزنني عندما عرفت بان وزيرة المساواة الاجتماعية "غيلا غملئيل" المعروفة بمواقفها زارت اتحاد المياه والصرف الصحي وضغط من ضغط على الهواتف وطلب من الوزيرة تمييل ميوله لدار البلدية كما كان الحال مع وزير الداخلية ارية درعي ووزراء اخرون شعرت في الحزن لاننا فقدنا شموخ "المقر" وتحولنا الى ممر واسقاط واجب البرتوكول فعذرا من صفحات الماضي في زمن غياب الرجال وزمن من كان له رؤية في صفحات المستقبل عذرا من داهود تلحمي وجبور جبور وابراهيم نمر حسين والشيخ صالح خنيفس وعائلات لها شجرة خضراء لا تذبل وعذرا لكل شيخ ورجل دين ومن تركوا مواقفا وسطورها في ربوع شفاعمرو.
الحكمة كيف نبقى في سطور التاريخ والمواقف وكيف نبقى المقر لاسراب اطفالنا على الطريق ويونس حجيرات تذبحني جلستك هناك في باب الهوى في الاعالي فهنا النسور لا تنسى محطاتها واذا كانت ارضنا لامست مرج ابن عامر وسلاسل قلعة جدين وكانت راية الاصلاح تعقد من هنا ومقرا للجنة القطرية والمتابعة وعنوان المظلوم والمحتاج ومنارة العرب فخسارة كبرى حالتنا اليوم نستجدي وزيرا على مداخل المدينة ونعتقد بانه المنتظر.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير