يُسْعِدني أن أسكن في شارع  ياسر عرفات ترجمة: أمين خير الدين
09/03/2017 - 04:21:58 pm

جدعون ليفي

هآرتس 2017/3/8     ترجمة: أمين خير الدين

    كان يسعدني أن اسكن في شارع يحمل اسم ياسر عرفات في رامات ابيب. ومبعث للإلهام أن تسكن في شارع يحمل اسم الحائز على جائزة نوبل للسلام، ومما يبعث على الأمل أن تسكن في شارع  يحمل اسم عدو الماضي والأب المؤسّس للشعب المجاور، الشعب الذي سكن أبناؤه في قرية أقيم على أنقاضها الحي وهو بنفسه حاول إقامة سلام مع إسرائيل.

    وبادرة طيّبة أن يكون شارع على اسم القرية المُدمّرة، الشيخ مؤنس، اسم القرية الذي كان من الممكن أن يكون شهادة شرف رائعة للحي وللدولة، فقط لو كان لدى إسرائيل قليل من الثقة في عدالة وجودها، لأن الفكرة ليست صعبة كثيرا.

 لكنني اسكن في شارع يحمل اسم دبلوماسي إنجليزي، كان مساعدا لملك الهند، روبوس دانيئيل أيزيكس، المركيز الأول من ريدنغ،، ومن المشكوك فيه أن أحدا من سكان الشارع يعرف عما نتكلم ولماذا يستحق هذا الاسم شارعا رئيسيا.

    معظم شوارعنا سُمّيت على اسم رجال صهاينة ورجال دين،هذا مناسب، ولكن لا يناسب أن تسمي شوارع يسكن بها عرب بهكذا أسماء. دوف ممزريتش، سديروت هبشعات، زلمان مايزل،  شبطي يسرائيل، عبودات يسرائيل – كما في شوارع يافا العربية. والسكنى في المدن المختلطة أكثر ألما، الشارع الرئيسي في الرملة يحمل اسم  بنيامين زئيف هرتسل، البلماح، الإيتسل، بيتار ويتسحاك سديه حصلوا على اشوارع، قسم من سكان هذه الشوارع عرب. الوضع في اللد مُشابه: سديروت صاهل بالقرب من الجامع العُمري، إلياهو غولومب، اكسودوس وعلياه ب  بجانب السوق وخان الحلو.

    أسماء عربية تقريبا غير موجودة، والحساسيات لا وجود لها أبدا. الجسر الموصل للناصرة – أه الجسر: سُمّي على اسم رفائيل إيتان، أكثر الذين كرهوا العرب، وهو الذي شبههم بالحشرات السامّة. منذ أُقيم الجسر وتراثه يتردد أمام  أعين السائقين النصراويين الذين يجتازون الجسر، هكذا تُعامل الأقلية في إسرائيل.

   وليس هذا فقط ، قررت بلدية جث قبل شهور أن تطلق اسم رائد قوميتها على أحد شوارعها. وقد عرف عن وجود شارع على اسم عرفات في دولة إسرائيل في وقت  متأخر للأسف، ولكن ليس متأخرا لإثارة  فتنة وسحق أقليّة. صرح رئيس الحكومة أنه لن يوافق أن تكون في الدولة "شوارع على أسماء أعداء إسرائيل". وطُلِب من  وزير الداخلية  أن يتحرّك، وانصاع رئيس البلدية وحُذف الاسم. لا يوجد عرفات. ربما يُسمّى الآن على أسم أليئور أزاريا. قد يكون هذا مضحكا أكثر، لو لم يكن مُفْزِعا، إلغاء، ودهس وخنق كل إحساس بالقومية، فقط لليهود الحق أن يتذكّروا.

      بالعودة إلى الحي الذي أسكنه. فرعه الشمالي، رامات أبيب ج . حي إرهاب، أو على الأصح حي إرهابيين. تقريبا كل أسماء شوارعها على أسماء  مخربين يهود، مفجرو باصات، مهاجمو قطارات وقَتلة بشر، إلياهو حكيم وإلياهو بيت صوري، قتلا اللورد مويان، مئير فاينشتاين، هاجم محطّة قطار، شلومو بن يوسف، هاجم باصا، موشي برزاني فجّر قطارا في مالحه،  يحيئيل درزنر هاجم قطارا في اللد، جميعهم أياديهم مُلطّخة بدم أبرياء. والدّم  الأكثر على يدي رحبعام زئيفي، وعلى اسمه شارع  في المدينة، بالقرب من الميناء.

 كل شعب وله أبطاله، على أيديهم جميعا دم ، على أيدي بعض أبطال الشوارع في أسرائيل دم أكثر مما على يدي ياسر عرفات. كان ينبغي رؤية  الصارخين من اليمين في الكنيست عندما تكلم  أحمد الطيبي، عندما قال إن ياسر عرفات هو "أبو الشعب الفلسطينيّة". بالنسبة لهؤلاء الجهلة لا يوجد شعب ولا أب.، عرفات خالد في ذاكرة شعبه، بشارع في جث وبلا شارع، وستحِنُّ إليه إسرائيل، نتنياهو وأريه درعي  المُرْعبَيْن لن يستطيعا إلغاء ذِكْرَه من جث، ولا حتى من ساحات أشكلون.

2017/3/9

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق