إدارة علي سلام أخرجت البلدية من أزمتها المالية في فترة الجبهة والميزانية التي أسقطت تزيد ب (40%) عن آخر ميزانية لبلدية الجبهة*
لفت انتباهي الخبر حول التصويت على ميزانية بلدية الناصرة، وإسقاطها بأكثرية صوت واحد، قرأته وأعدت القراءة بمحاولة لفهم ما يدور في عقول أعضاء الجبهة والمشتاقين للعودة إلى أحضانها من قائمة شباب التغيير. تذكرت وأنا أقرأ تعليلاتهم المضحكة الشبيهة ببرامج الطعام التلفزيونية، حيث يعد الطباخون مأكولات شهية، لكن المشاهدين لا يملكون وسيلة لتذوقها، واذا قمنا بإعدادها حسب ما شاهدناه بالتلفاز سنحصل على "خبيصة" لا تؤكل فنندم حين لا ينفع الندم.
علمتنا الحياة ان نحكم عقولنا بين المرغوب والممكن، بين الواقع والخيال. تجاوز هذا المنطق يدل دلالة لا تفسر على وجهين على أحد أمرين، اما الغباء بعدم التمييز بين المرغوب والممكن، او ان منطق التخريب هو المحرك وبكلتا الحالتين النتيجة واحدة.. استمرار نهج التخريب على مدينة الناصرة ومكانتها ومواطنيها!!
لا نقاش ان رغبتنا أكبر من حجم الميزانية التي طرحت على المجلس البلدي، لكن هناك واقع لا يمكن تجاوزه بكلمات جميلة وخطابات رنانة مليئة بكلام لا تغطية له، أشبه بعرض أزياء لصبايا ساحرات الجمال، يلفتن الانتباه لجمال أجسادهن أكثر من قطع القماش التي تكاد لا تغطي إلا عوراتهن.
عارضو الأزياء، اقصد المعارضين للميزانية بكلمات ظاهرها جميل ولامع ، وباطنها خبيث ومقامر على مصير مدينة الناصرة، يكشفون أمرا سيدينهم سياسيا ويزيل الأقنعة الكاذبة عن نواياهم الحقيقة. وكما قال رئيس بلدية الناصرة السيد علي سلام محذرا بعقلانية يجب الإصغاء لها، بان "إسقاطهم للميزانية سيقود إلىحل البلدية وتعيين لجنة معينة لإدارتها مع إبقاء رئيس البلدية كرئيس اللجنة المعينة" – أي رئيس بلدية بدون "عارضي الأزياء" من الجبهة وشركائها!!
هل هذا ما يشدون رحاهم اليه؟ هذه هي سياستهم "الوطنية الطبقية" كما عفنا من ترديدهم لشعاراتهم الفارغة من المضمون؟!
حل المجلس البلدي نتيجة تصرفاتهم يعني ان يذهبوا للبيت بخفي حنين. وان تواصل البلدية برئاسة علي سلام نفسه، إدارة شؤون المدينة بدون عروض أزيائهم الفاضحة.
تعالوا نكشف الوقائع.
قبل كل شيء اقر بأن أحلامنا جميعا ان تحصل الناصرة على أضعاف هذه الميزانية، ليت الميزانيات تقر بالرغبات الشخصية.
لا بد من التذكير أولا بما قاله رئيس البلدية علي سلام: " ان هذه الميزانية تجيء بعد أن خرجت البلدية من الأزمة المالية، لأعوام 2013-2014 ( أي البلدية التي كانت برئاسة الجبهة)"، وأضاف سلام "استطعنا في ميزانية 2015 -2016 على التوالي أن تكون هنالك عودة إلى المسار الصحيح، أي تقليص العجز وتعزيز مستوى الخدمات للجمهور وسنستمر في ذلك بالسنوات القادمة ، ميزانية البلدية تعكس مدى الرغبة في تقديم الأفضل للمواطنين وما يميزها أن بها زيادة ما يقارب 40 مليون شيكل عن الميزانية السابقة، تقسم على النحو التالي: 17 مليون شيكل في مجال التربية والتعليم و7 مليون في قسم الرفاه الاجتماعي و2 مليون في الثقافة والرياضة والشباب والباقي في نواحي عديدة وتكون الميزانية قد بلغت 362 مليون شيكل".
للتوضيح: ميزانية آخر بلدية بإدارة الجبهة كانت(258) مليون شيكل. أول ميزانية أقرت بعد انتخاب علي سلام كانت (300) مليون شيكل. ميزانية عام 2015 كانت (332) مليون شيكل، الميزانية المقترحة اليوم تبلغ (362) مليون شيكل، أي بزيادة تقارب (40%) عن ميزانية آخر بلدية في عهد الجبهة. الميزانية الحالية تشمل زيادة كبيرة جدا في مجالات حيوية هامة ، مثل التربية والتعليم ، الرفاه الاجتماعي، الثقافة و الرياضة والشباب، فهل تصويتكم يا معارضين يعني إسقاط هذه الخدمات الحيوية؟
هل تملكون مصباح علاء الدين للحصول على ما ترغبه نفوسنا كلنا من ميزانيات؟
لا احد يرفض القول ان الناصرة تستحق أكثر.. وتستحق أكثر مما تظنون. تستحق أكثر من مجرد أقوالكم التهريجية. تستحق تضافر الجهود أولا من اجل تعزيز مكانتها في طليعة الجماهير العربية في إسرائيل. تستحق تفاعل كل القوى العقلانية من اجل تنفيذ المشاريع الحيوية التي تقوم إدارة علي سلام بتنفيذها. وأهم ما تستحقه ليس تحريض رئيس لجنة المتابعة العربية السيد محمد بركة بقوله ان"الناصرة تستحق أكثر من ذلك؟"(القصد انه لا يريد علي سلام رئيسا للبلدية) وقال انه يريد إقامة "قائمة مشتركة لانتخابات بلدية الناصرة". متناسيا انه ممثل لجنة المتابعة العربية التي تشمل الناصرة وبلديتها أيضا، وهو ليس ممثلا للحزب الشيوعي في منصبه. ويبدو واضحا ان تصويت أعضاء البلدية من الجبهة كان استمرارا لمواقف محمد بركة.. الذي يجب ان يستقيل من رئاسة لجنة المتابعة او نعتبر اللجنة منصة جديدة للحزب الشيوعي ولا قيمة لها تحت قيادته!!
علي سلام سيواصل إدارته للبلدية ومشاريع التطوير.. ان كان كرئيس منتخب او كرئيس لجنة معينة. الكرة في ملعبكم، وأنتم تتحملون المسؤولية الكاملة عن حل المجلس البلدي. يبدو واضحا بدون رتوش ان ذلك هو هدفكم. بإمكانكم مواصلة عروض الأزياء السياسية الفاضحة لحزبكم.. لكن تأكدوا ان المجلس القادم سيكون بأكثرية أعضائه أيضا من قوى لا تملكون ان تحركوها كدمى مسرح.