هناك كلمات في العربية استحدثت، وأراها ضرورية لتحديد المعنى، منها كلمة (تقييم) بمعنى تقدير أو إعطاء القيمة المستحقة.
هي مستحدثة لأن القاعدة المتبعة توجب أن تكون الكلمة (قوّم) ومصدرها تقويم.
اشترط العرب في الإعلال أن تُقلب الواو ياء بشروط معينة، نحو- مِوْزان- مِيزان، ووزن فيعِل من "ساد" يصبح "سيد"،
واشترطوا أن تقلب الياء واوًا بشروط أخرى، نحو: مُيْنِع- مُونع.
فلم لا يكون قلب الواو ياء أيضًا بسبب التفريق بين معنيين؟
فالتقويم هو التعديل وإزالة العوج، وكذلك هو حساب الزمن، وهو تعيين موقع البلدان.
فللتفريق وللتحديد استحدثوا كلمة (قيّم) ومصدرها تقييم، وذلك لمعنى يقابل evaluation - הערכה
ولا أرى في ذلك غضاضة ما دامت اللغة تتطور، وتتجه لأن "تتحدد" لمعنى واحد.
..
أرى التفريق كذلك بين المعنيين ضروري في (تسويس) و (تسييس)، والثلاثي منهما – ساس يسوس، ولكن وزن فعّل يدعونا للتفريق بين تسويس القمح بسبب قِدمه، وبين تسييس أوضاعنا في هذه الظروف السياسية الملحّة، ففلان هو مُسيَّـس (تصوروا لو قلنا- مسوَّس).
..
ونلاحظ أن (التعويد) يختلف عن (التعييد) في لغتنا اليومية، فكلاهما من الفعل- عاد يعود، وكانت القاعدة توجب أن تكون (عوّد) على وزن فعّل، ولكن الذوق اللغوي فرق بين (عوّد) و (عيَّد)، وبالتالي فالمصدران يختلفان= تعويدك عادة ما، وتعييدك في العيد.
...
أجد كذلك (تسويد) و (تسييد) فالتسويد ندعه للّون، والتسييد للسيادة وللبروز.
و (التزوير) بمعنى الغش والخداع و (التزيير)- وهذه قليلة الاستعمال، وإلا فماذا أقول إذا أردت من جماعة أن يزوروا المرضى؟
..
هل تقبلون معي:
تقييم، وتعييد، وتسييد، وتسييس، ومشتقاتها؟
ما أحظى لغتنا بأن نضيف لها قاعدة في مواضع قلب الواو ياءً وهي للتفريق وللتحديد!
ما رأيكم؟