يأتي أوَل نيسان على المُجتمع الّلطيف هذا كلّ سنةٍ بشكل جديد وحلّةٍ جديدة ، كأنّنا طوال ألأيام صادقين ويأتي هذا اليوم لنكذب فيه ، ونحن  أعلم بعلّتهم أنّ هناك أشخاص يتحلّون بالكذب في بلعومهم السّخيف مثلِه كمثل شُرب كأس الماء يومياً.. تشعر وكأنهم لا يستطيعون تمضية أوقاتهم إلّا إذا عاشوا معك كذبة ما..ويبقون على عهدهم فيما قالوه..ولكنّ ألكاذب ينسى ما قاله ولو بعد حين ، فالإنسان الصادق مهما سألته ومتى تحدثت معه تجد كلامه أثناء الحديث كما كان سابقاً بدون زيادةٍ أو نقصان .. كصفاء القلوب والنيّة السليمة ألتي يتحلى بها البعض يقعون لسخافة عقولهم وسذاجة قلوبهم ضحيّة أعمال كاذبة وربّما أقوالٍ كاذبة .. كقصةِ حُبٍّ تدوم لسنوات طويلة مبنيّةُ على الصدق والاخلاص بين الطرفين ولكن لقصر حبله تنكشف القصة فيما بعد بأن أحد الطرفين لا علاقةَ لهُ بالصدق هذا ولا يعرف ما معنى كلمة ألإخلاص !

حالةٌ بشعة مثيرة لعدم ألأمان بمن حولنا ، تجعلنا أكثر إنتباه وأن لا نصدق كلّ ما يُقال ، للكاذب مصلحةٌ يوَدّ استغلال طيبة القلوبِ كيّ يتغلّب عليهم لسوءِ نيّتهِ وانعدامِ أخلاقه..

ولكن كشخصٍ عاديّ في هذا المجتمع لا تستطيع أن تخفّف من حدّة كذبهم فأحياناً وربمّا دائماً ، ألطبع يغلب ألتطبّع .. وتجدهُ يمضي ويمشي من كذبةٍ إلى أخرى دون الشعور حتى برفّة عينٍ .. فكما أنتَ تأكل وجبة الغذاء يومياً ، هناكَ من يكذب يومياً.

ولكِن ، " تَستطيع أن تخدع كُل النّاس بعضَ الوَقت ، أو بَعض ألنّاس كُل الوَقت ، ولكنّك لا تَستطيع أن تخدع كُلّ النّاس كلّ الوقت " ..

لذا مهما عبثتَ في قلوبهم كلّهم أو بعضهم لنْ يدوم ما فعلت طويلاً ، فاليوم سُرعانَ ما تنْكَشف الحقائق..

فلا تُتعب لِسانك في الكلام كثيراً وخُذ بعضك وأمشي بعيداً فنتيجةُ كلامك هذا يؤدّي لخراب العقول والقلوب وربّما لضحيّةٍ كانَ ذنْبها  أنّها كانت صادقة ، وكأن جريمةُ اليَومِ هي الصِدقُ وَ الصادِق!!

يا عزيزي ، دعْ علاقتك مع الجميع سطحيّة ، لا تأتمِن لأحد ، عِش كما أنت دون نفاقٍ أو تصنّع دون ألكذب والغش بمن حولك .. فإن بقيَ ألإنسانُ كاذباً سيُعاقب نفسه إن كذب ، " فعقابُ الكاذب ليسَ بأن لا يُصدّقه أحد ، لكن بأنّه لن يُصدّقَ أحد " !

فما أخبارُك يا أولّ نيسان ؟ أبربّك أَيحتاجُ العالم يوماً واحداً ليكذبَ فيه ، وهوَ كلّ أيّامهِ بمثابَةِ أولَ نيسان!

وَإن صدق الكاذب يوماً ..لا يُصدّق ، حتّى لوْ قالَ صدقاَ !!!