موقف
"الحضانة امانة"
بقلم زايد خنيفس
اقشعرت ابدان آلاف الشفاعمريين وغيرهم، عندما شاهدوا المشاهد القاسية التي ظهرت في شريط مصور لاحدى الحضانات في المدينة وفي الواقع استلمت الاشرطة من احد الأهالي، عندما كنت أستجم خارج البلاد، وهنا توقفت فرحتي وسعادتي وكل من كان حولي للمنظر القاسي جدا وعندما كانت احدى المساعدات تتعامل بخشونة مع طفل داخل سريره تحاول فرض الهدوء والنوم عليه والواقع انا لا اعرف تفاصيل شهادات هذه المساعدة ولا اعرفها حتى اليوم واعتقد باننا لسنا في سياق قطع ارزاق احد فمن يعتدي على لقمة الاخرين يحرم الله كل الدهر وباعتقادنا وقعن المساعدات في اخطاء ولن نستعين بكلمة اصعب لان هؤلاء بشرا مثلنا ولا نملك صلاحية وفرمان الغاء الاخرين من الوجود ولاننا على ثقة بان هؤلاء المساعدات ربما لهن اطفال وربما في الطريق واكثر من ذلك نحن بشر وامامنا مخلوق صغير لا حول ولا قوة له ولا يملك قدرة الدفاع عن نفسه والصراخ والاحتجاج بل يملك دموعا ناعمة تذرف على وجنتيه الصغيرتين الناعمتين ويملك ابا واما وربا يحميه من غدر الاخرين تابعت عن بعد هذا الملف الخطير ومع الجهات الرسمية ليس من باب الوشاية بل من باب ان يعرف كل واحد بان الحضانة "امانة" ومن يؤمنك على روح فانت المسؤول بعد الله جل جلاله ومن وضع بك الثقة فعليك ان تحمل هذه الثقة على اهدابك وضميرك الحي ومحاولات بعضهم اخراج ابطال من هذه القصة فاننا ان نكون مثل هؤلاء ابدا بل وظيفتنا واحدة الضغط على الجرح ليطمئن الجرح لوجعه من الخاصرة ولكل الانحاء وبطلنا في هذه القصة واحد هو الطفل الملاك النائم والواجب يحتم علينا ان نكون بمستوى المسؤوليات واتخاذ القرارات وليس "مسح الجوخ" ودفع الوسخ تحت السجاد الناعم لانه لن يسعف مجتمعا ومؤسسة تبحث عن قيمة خدماتها ورسالتها والطفل ليس عدد ورأس بل روح وامانة واغلى من ذلك.