"كلبُ جاري"
تأليف:شريف صعب-أبوسنان
عندما يسقطُ شهبٌ في السماءِ الرابعهْ
يشرعُ كلبُ جاري بالنُّباحْ
قابِعًا...من خلْفِ إبزيمٍ لئيمٍ ظالمٍ
....مكسورَ الجناحْ!
كلما يختالُ قِطٌّ شاردٌ في ساحةِ الحيّ القديمْ
،أو أتاهُ"غنجُ"أُنثى..."سائبهْ"،يصبحُ كالثَمِلْ
وسريعًا... ينفعلْ
ثم يطلقْ صوتَهُ...مثل النواحْ
فهو مجنونٌ سفيهٌ، لا تدانيهِ القططْ
وهو حافظْ درسَهُ،
دائمًا،نفسَ النمطْ!
...كلما صاحَ المُؤَذِّنُ في الصباحْ
"يحيصُ"...كلبُ جاري،ثُمَّ يشرعُ بالنّباحْ
غيرُ دارٍ(ي)أنّ هذا صوتُ تكبيرٍ لربّ الكونِ
...يدعو للفلاحْ،
فيُخيفُ أطفالًا...نيامًا ضرّهم سُهدُ الّليالي!
...أمّا جاري،فهو يفهمُ كلَّ أنواعِ النُّباحْ
وهو،يبقى ساهرًا حتّى الصّباحْ
...يُلقّنُ كلبَهُ
"مقاماتِ الحريري"... وفنونَ الرّقصِ وسرَّ الكبرياءْ
وتقاسيمَ الموسيقى...والرّثاءْ،وأبراجَ السّماءْ!
وهوَ "يحضُنُ" كلبَهُ...
ويَقيهِ البردَ في عزِّ الشّتاءْ!
...والكلبُ يبقى شاخصًا في وجهِهِ
كلّما لقّنهُ أهوالَ الزّمنْ،
وعنِ الدّنيا وآلامِ الوطنْ
...الكلبُ يبقى شاخِصًا،"تائِهًا"في وجهِ جاري...
لا يُبالي،إلّا في غنجةِ أُنثى،
أوعُنقِ فَرخٍ أو جناحٍ أو بشُهبٍ ساقطٍ،
أو أيّ شيئٍ...للتّسالي
وإذا شاهد قِطًا،
ينطلقْ للنّبحِ...
يقطع غفوتي،يُعكّر قهوتي...يَنزع صحوَتي
..فهو في راحةِ بيتي أو ضيوفي أو صيامي أوصلاتي
مثلَ جاري
لا يُبالي،إلّا في كسرةِ خُبزٍ
أو بعَينيِّ...الحواري!!!