كاتدرائية مدينة "ميلانو" في شمال ايطاليا الاخضر هي ثاني كنيسة في العالم من حيث المساحة وبداخلها اجمل اللوحات الفنية وطال خمس مئة سنة حتى الانتهاء من بناء هذا الصرح الابداعي ليشكل بيتا من بيوت الله والمؤمنين وعندما وصلت ساحة الكنيسة قبل اسبوعين كانت الامطار تهطل بغزارة في هذه المدينة الجميلة والتي تنتشر فيها اجمل مجمعات الملابس فهنا البداية والعلامة الفارقة وفي الساحة الماطرة التي انتشر فيها الحمام الباحث عن حبات طعامه يحاول مواجهة حبات المطر وقف الناس في طابور طويل يحملون "مظلات" فوق رؤوسهم من اجل الدخول للكنيسة الجميلة وهم الوافدون من بقاع العالم والعودة مع صور اخرى في العالم الصغير الباحث عن اسراره المفقودة في حياة تعرف التحدي وبقاء الصور في البوم الرحلات نحو المجهول.
وفي بلدنا والعودة السريعة الى اتجاهاتها التي لا شيء هنا يتحرك ويتغير غير لون الشارع ومن الاسود للأسود الباهت والسوق القديم ما زال قديما ولا يعرف التجديد ولا يعرف من يعيد له دقات قلبه القديمة والحركة السياحية نائمة في قصرها المجهول والسائح يبحث عن مؤسسة واشخاص يحدثونه عن مدينة جيلها 4000 سنة وعن مغر بيزنطية وقلعة لظاهر كانت النواطير تقف على سطوحها لترى سنابل مرج ابن عامر وبئر العين الذي اختفى تحت عناوين التجارة ولم يبق عين ولا عيون وعين عافية ينتظر مشروع النهوض وهنا نام تحت الظلال الفاتح عمر ابن العاص واستيقظ نحو رحيله والواقع تاريخ مدينة يهرب من بين عيوننا واهدابنا ولا شيء يتحرك نحو السماء والعلياء وكل شيء نائم في قيلولة الظهيرة فلا مشاريع تنصب بخدمة الانسان الجديد ونعيش يومنا ولا نفكر في غدنا ولا نعرف مثل غيرنا تخطيط المدينة للمرحلة القادمة والعودة لسطورها الماضية الجميلة وكنيسة "ميلانو" تستقبل الوافدين من كل الجهات ونحن لا نعرف استقبال سائح واحد تاه حتى في الطريق .
شعوب العالم تعرف سجلها من تاريخ حضارتها ورسم كنائسها وقصورها ومسارحها وابداعها ومفكروها وفلاسفتها وعودة الى الاف السنين والشعوب تلامس الحضارة تحترم ماضيها وشرفة "روميو وجوليت" في قلب مدينة "فورنا" وتضحيات عاشقين تمردا على طقوس عادات بالية ونحن هنا في مدينة لا تعرف اتجاه البوصلة وتخطيط مستقبل ابنائنا والذين تاهوا في عقدنا الشخصية والكبرياء الفارغ من مضمونه فمن الجميل شق شارع جديد وبناء ارصفه له ومن الجميل حمرت النظافة لكن الاجمل ان يذوب في شخصيتنا كل هذه المسالك لتتحول الى منهج واسلوب واجمل ما في قمة السماء كيف نخطط مدينة للأجيال القادمة ولا نعيش في قيلولة الظهيرة والمعركة الحقيقية هي كيف نشق الغيوم للأجيال القادمة وقيادة البلد والبلدية ليست نزهة ولا محطة عادية بل تحويل المستحيل لواقع اخر.