عهد جديد - بقلم الدكتور محمد حسن ألشغري – كفرياسيف
أسفرت الانتخابات الرئاسية في فرنسا والتي جرت يوم الاحد من هذا الأسبوع 7-05-2017 وهي الجولة الثانية التي تنافس فيها المرشحان ايمانوئيل كارمون وماري لوبان اللذان حصلا على اكبر عدد من أصوات الناخبين بعد الجولة الأولى التي جرت في 23 من الشهر الماضي نيسان، التنافس كان شديد وفي نهاية المطاف فاز ايمانوئيل كارمون بالرئاسة وتجاوز نسبة%65 وهذه نسبة عالية جدا لمرشح جديد وليس من وراءه أي حزب ويعتبر من الشخصيات المعتدلة واشغل في الماضي منصب وزير ويبلغ من العمر 39 عاما وهو أصغر رئيس جمهورية منتخب في تاريخ فرنسا ومتزوج من معلمته التي تكبره ب-25 سنة ولا أولاد له منها،وياتي فوزه لان معظم الفرنسيين تكاثفوا وراءه منهم من أراد التغيير والتجربة لهذا المرشح ومنهم من أراد لجم مرشحة اليمين لوبان والتي حصلت على نسبة كبيرة من أصحاب حق الاقتراع نحو%35 وهذه نسبة كبيرة جدا ومقلقة لان والدها والذي نافس في الانتخابات على رئاسة الجمهورية في الماضي حصل على %18 ويعتبر حصول ماري على هذه النسبة أمر بحاجة الى إعادة النظر في هذه الزيادة، أي أن اليمين واليمين المتطرف ازدادت قوته وبحاجة الى لجَم وتفكير لان الخاسرة صرحت بانها لم تخسر، بل ضاعفت من نسبة وعدد المؤيدين لسياستها وبرنامجها الانتخابي الذي طرحته في حملتها الانتخابية على الناخب الفرنسي واهم ما جاء فيه محاربة الهجرة والمهاجرين واللاجئين الذين قدموا الى فرنسا من الدول العربية وخاصة من الجمهورية العربية السورية والعراق وليبيا ومن أماكن أخرى وهي تعادي هؤلاء بشتى الطرق، كما انها ضد المسلمين وفقط نريد ان نذَكرها بان الذين وصلوا الى فرنسا من ألجزائر وتونس والمغرب ودول المغرب العربي هم من المواطنين الذين استعمرت فرنسا بلادهم وكانوا تحت وطأة ألاحتلال الفرنسي لمدة طويلة واستغلت فرنسا ثرواتهم واستعبدتهم ونذَكرها بالمليون شهيد من الجزائر وبغيرهم وبامثالهم من دول المغرب العربي ومن حقهم العيش في فرنسا عيشة رغيدة متساوون في الحقوق مثلهم مثل أي مواطن فرنسي آخر فكم بالحري عندما يكون الحديث عن ألذين ولدوا في فرنسا لجزائريين أو تونسيين أو غيرهم!؟ هؤلاء مثلهم مثل الذين وصلوا الى بريطانيا من الهند أو الباكستان أو من دول أخرى استعمرتها بريطانيا في الماضي ويمتلكون الجنسية البريطانية بصورة أوتوماتيكية ومن حقهم العيش في بريطانيا بموجب القوانين وألاعراف الدولية لان الدولة التي استعمرت من واجبها بل ملقى على عاتقها تقبَل هؤلاء المواطنين من الدول المستعمرة.
مبروك للرئيس الجديد المنتخب للجمهورية الفرنسية كارمون ونأمل أن لا يخيَب آمال وطموحات الناخب الفرنسي في عدة قضايا وأهمها الوحدة والامن والأمان والتشغيل وفرص العمل والاقتصاد والبقاء في الاتحاد الأوروبي لان لبقاء فرنسا أهمية كبرى بعد أن قررت بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وتعتبر فرنسا دولة هامة في الاتحاد الأوروبي ولها ثقلها ووزنها ألاممي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في مجموعة دول ألاتحاد وان استطاع الرئيس المنتخب ماكرون من تنفيذ برنامجه الانتخابي وسياسته التي يريد تطبيقها ويحصل على دعم البرلمان على الأقل الحصول على نحو 289 صوتا وهي ألاغلبية المطلوبة لتمرير أي قرار يريده لانه لا يوجد حزب من وراء رئيس الجمهورية وأن انتخابات ستجري الشهر المقبل للمجلس التشريعي ، والناخب الفرنسي الذي أيَده سينتظر بصبر كبير الى تحقيق ما يصبو اليه من دعمه وتاييده للرئيس المنتخب كارمون الذي سيسعى الى التعاون مع رؤساء من الاتحاد الأوروبي ومن غيرهم للتعاون معهم خصوصا من ميركيل ألمانيا وتريز بريطانيا وكلاهما هنئاه وبحرارة وتمنوا له كل خير وتوفيق ،وكذا بوتين الرئيس الروسي وترامب الرئيس الأمريكي وطبعا نتنياهو الذي يأمل بان لا يؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية قبل الانتهاء من المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وان لا تستمر فرنسا في التصويت الى جانب فلسطين في منظمة اليونسكو.
لقد هنأ الرؤساء العرب الرئيس الفرنسي المنتخب ونحن نتمنى أن يسعى الى الضغط على إسرائيل لتحقيق إقامة دولة فلسطين وتحقيق ألاماني لهذا الشعب مسلوب الحقوق ومداس ألاماني والتطلعات ، لفرنسا دور هام في المنظمة ألاممية ولها تاثير كبير فيها وبامكانها عمل الكثير لنصرة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه وتحقيق أمانيه وربما سيكون عهد جديد في كيفية محاربة الظواهر السلبية في المجتمع واعمال الإرهاب التي تقض أفكار واحلام كل من يفكر فيها!!ونامل من ماكرون أن يسهم في تغيير وجهة السياسة الحكومية المعادية لنا كمواطنين عرب فلسطينيين في هذه البلاد وكل ما دقَ الكوز بالجرة يشرعون لك قانونا معاديا حتى اصبحنا بنظرهم ضيوفا في هذه البلاد ولغتنا العربية أصبحت لا مكانة لها بعد أن كانت لغة رسمية معتبرة وربما سيمنعون عنا التحدث بها حتى في بيوتنا ويتوجب على القوى النَيرة من أبناء الشعب اليهودي التصدي لهذه القوانين التي تمَس بنا كأقلية عرقية لان التمييز ضدنا سينعكس على غيرنا ويجب علينا تذكير اليهود بان يؤثروا على الحكومة لكي تغيَر من نظرتها وافكارها تجاه المواطنين العرب في هذه الديار نحن شعب هذه البلاد وهذه بلادنا ووطننا وليس لنا وطن سواه ، نحن ألاصليون حقنا في المساواة كغيرنا من المواطنين اليهود لا تمييز ولا سياسة اضطهاد وعنصرية في بلد الديموقراطية.؟؟؟!!