عِندما تتغلب العُنصريّة عَلى الإنسانيّة!
مَطالب, بَل حُقوق أقرّها وَكفلها يومًا القانون الدّولي للمُعتقلين, إلا أنّ انعِدام الإنسانيّة عَلى أرضنا, انتزعَتها مِن أيدي الأسرى الأمنيين وَجعلتها حلمًا يُحاربون لأجله بأجسادهم وَرَمقهم حَتى يتم تحقيقه.
الأسرى المُضربين عَن الطعام دَخلوا شهرَهم الأول.
بَعيدًا جدًا عَن السّياسَة, إنهُ مَوقف إنساني بَحت.
نبذة طبيّة (إنسانية) بَسيطة للإضراب عَن الطعام:
العَقل السّليم في الجسم السّليم, حيثُ أنّ الجسم يَحتاج إلى جَميع الفيتامينات لكي يَستطيع الصّمود وإلا فإنه سَوف يتضرّر وَيبدأ بالانهيار رُويدًا رُويدًا إضافة إلى العَقل الذي لم يَعُد يكمن في جسم سَليم أصلا.
عدَم دُخول البروتينات, الدّهنيات, الكربوهيدرات وَجَميع الفيتامينات الضّروريّة وَاللازمة إلى جسم الإنسان سوفَ يُؤدي إلى تآكل الجسم عَلى مَدار فترة الإضراب.
عندَ الامتناع عَن تناول الطعام , فإنّ هذا يُؤدي إلى اختلال كافة العمَليات الحيويّة في جسم الإنسان, وَاختلال مُعظم العمليّات الحيويّة مؤخرًا.
عَدَم حُصول الجسم على الكميّات اللازمة مِن البروتينات والمَواد الأخرى مِن الأغذية يؤدي إلى الإصابة بفقر الدّم, وَيَجب التنويه إلى أنّ الإصابة بفقر الدّم تؤثر بشكل مُباشر وَسَلبي عَلى عَضلة القلب.
ناهيكَ, عَن الضّعف العام, آلام الرأس, اهتزاز في الأطراف أحيانًا, وَفقد الوَعي والإغماء.
هذا بالضّبط بَل وَأكثر ما يَمر بهِ المُضربون عَن الطعام, هذا هو حال أسرانا في السّجون.
مَوت بَطيء بكلّ ما للكلمة مِن مَعنى, فكلّ مَن يُقدم عَلى الإضراب عَن الطعام يَخوض مَعركة حقيقية يَكون فيها عرضة للمَوت في أية لحظة منذ الأسبوع الأول مِن بدء الإضراب, وَلكنه قبل ذلك يكون قد ذاق حسرَة الظلم والقهر والجوع.
مَطالب الأسرى الإنسانية (وَهيَ أبسط حُقوقهم):
التخفيف مِن العَزل الانفرادي.
مُشاهدة التلفاز وَقنوات تنتمي لهَويتهم الفلسطينيّة.
تكثيف زيارات الأهل وَتحسين شُروط مُقابلتهم, السّماح لرؤيتهم واحتضانهم عَلى الأقل!
توفير هَواتف للتواصل الإنساني مَع الأهل وَالأصدقاء.
تَوفير فرصة التّعليم لمَن أرادَ ذلك.
إدخال الكتُب وَالصّحف الثقافية لكسر عُزلتهم في السّجون.
توفير العِلاج المُناسب للأسرى مِن مَبدأ وَمَطلب إنساني وَليس سِياسي أبدا!!
إذا نظرنا إلى هذهِ المَطالب وَالتي يبدو تحقيقها سهلاً لرأينا حَجم المُعاناة التي يُعاني مِنها الأسرى مِن عَدَم توفر أبسط الحُقوق الإنسانية لهم.
إن أكثر الأطباء يَرفضون فكرة إطعام الأسرى بالإكراه وَهذا يدلّ عَلى رُقيهم الإنساني وَتضامنهم العَلني, لذلكَ يَجب عَلى كل ذا مَنصب مُؤثر أن يأخذ عَلى عاتقهِ مَسؤولية التضامُن مَعهُم للضّغط عَلى هذهِ السّياسَة العُنصريّة لتحقيق الهَدَف الإنساني للأسرى وَهُوَ البقاء عَلى قيد الحَياة عَلى الأقل!
عِندَما تتغلب العُنصريّة عَلى الحِسّ الإنساني دونَ رادِع وَعَلى مَرأى الجَميع بَل يُرافق تِلكَ العَنجَهيّة صَمت دُوليّ مُخزٍ دونَ مُساندَة حَقيقيّة, فلا بُدّ مِن صُمود داخِليّ بلا نِهايَة!
بقلم: أزهارأبوالخير- شَعبان.عَكّا