قبضَ مالهم وقبض على زمام أمرهم
راضي كريني
في السعوديّة، غضب ترامب وتدفّق الدم إلى يديه؛ فصارتا أكثر قدرة على قبض المال والذهب و... والساعات الثمينة، والسيوف الصليلة، ذات الرنّات "العربيّة"، والقعقعة الوهابيّة، واشتدّ عود وعضلات أيادي الوفد المرافق لترامب، ووسائل النقل السعوديّة، لتحمل الهدايا والغنائم والعباءات، و... فتسارعت دقّات وضربات وخفقان قلوب و... إيفانكا - الابنة والرئيسة القادمة/الواعدة، بعد أن درّبها الأمير "مقرن" على كيفيّة شرب القهوة العربيّة على أصولها - وميلانيا المتقبّلة لمزحات ولمداعبات الملك سلمان، ووزير الخارجية ريكس تيليرسون، ووزير التجارة ويلبر لويس روس، ومساعد الرئيس وكبير الموظفين راينس بريبس، والصهر والنسيب الشريف، ومساعد الرئيس، وكبير المستشارين جاريد كوشنر؛ ولم تهدأ ثورة القلوب إلّا بعد تدخّل بنيامين نتنياهو، وبعد أن منحهم بركته؛ فساعدهم على جمع ما لديهم مِن فائض سلاح، ونثروه على دروب المملكة، فارتفع الأدرينالين، وولّد الطاقة القويّة في سواعد المرتزقة والإرهابيّين، الكافية لإبادة إيران، واليمن، وسوريّة، ولبنان، و"الحبل عالجرار".
لا مكان، ولا موافقة، ولا ... على تحدّي أرسطو، في ديار تحالف بني سعود وترامب؛ فهم يمكن أن يغضبوا مِن أيّ شخص، وفي كلّ وقت، وبالقدر الذي يريدونه، وبأيّ شكل، وبالأسلوب السُنّيّ المستساغ والمستطاب و... وفشر أرسطو! و... ولترتعد فرائص اليمن وسوريّة وإيران و...، والشيعة، والمنظّمتَين الإرهابيّتين: حماس (بعد الوثيقة والاعتراف)، وحزب الله، و... وليندفع دمهم البارد إلى سيقانهم، وليفرّوا هاربين، أو ليتجمّدوا تحت الأرض، أو باختصار ليختفوا عن وجهَي؛ الرئيس ترامب، والملك سلمان، وليتركوا المنطقة لأصحابها، بدون انفعالات، وبدون يقظة، وبدون استعداد، وبدون استجابة، وبدون تركيز وانتباه لأخطار ماثلة وظاهرة، أو مطموسة وخافية!
أعتقد أنّ التحقيقات والظروف والاتّهامات غير الطبيعيّة المحيطة بالرئيس ترامب تدفعه إلى التصرّف بسلوكيّات غير مسبوقة. خصوصًا وقد باتت الاتّهامات بالتلاعب بنتائج الانتخابات تتّسم بالخطورة، وتضيّق على رقبته الخناق، ومن الممكن أن تفضي إلى نتائج غير متوقّعة.
دونالد ترامب مضغوط، ولتنفيس الضغط، يفرّغ غضب المقامر/ترامب على المتآمر/الرجعيّ في الشرق الأوسط، بمنح السعوديّة السلاح، والضوء الأخضر، وبتوفير الدعم الإسرائيليّ والسُنّيّ لها، و... ولتبالغ بسلوك التهديد والوعيد بالحروب الدمويّة، والمذهبيّة، والأهليّة، وبالتالي لتخوضها بوحشيّة وبدون حساب للنتائج المترتّبة عنها، وبدون اعتبار؛ لروسيا والصين و... ولمنظّمات حقوق الإنسان، ولوسائل الإعلام، وللرأي العامّ؛ فلتشعلها في البحرين، او في أيّ بقعة تراها مناسبة؛ ليعلن المقامر ترامب حالة الطوارئ، وليشارك في ارتكاب المجازر! متجاوزا التحقيقات والإحراجات والأزمات وليكمّل ولايته!
وأخيرًا، أوافق الرئيس السيسي بقوله: "إنّ المواجهة الشاملة مع الإرهاب، تعنى بالضرورة مواجهة كافّة أبعاد ظاهرة الإرهاب والتى تتّصل بالتمويل والتسليح والدعم والأيديولجيّة".
وأتساءل معه: "أين يتوافر الملاذ الآمن للتنظيمات الإرهابيّة؛ لتدريبهم ومعالجة المصابين منهم وإجراء الإحلال والتجديد لمقاتليه؛ مَن الذى يشترى منهم الموارد الطبيعيّة التى يسيطرون عليها كالبترول، ويتواطأ معهم فى تجارة المخدّرات والآثار”؟!