عنف دولة استعماريّة  راضي كريني
07/06/2017 - 09:41:29 am

عنف دولة استعماريّة

 راضي كريني

لم يكن اقتحام الشرطة وعدوانها الهمجيّ على أهالي مدينة كفرقاسم، واغتيال الشاب محمد طه، حادثة عرضيّة، كذلك لم يكن هجومها وعدوانها على قرية أمّ الحيران، واغتيال المربّي يعقوب أبو القيعان،  وهدم بيوتها، واعتادؤها على ممثّلي الجماهير العربيّة، وعلى ... حوادث شاذّة ويتيمة.

تدلّ هذه الحوادث والاعتداءات المستمرّة على الجماهير العربيّة الفلسطينيّة، مواطني دولة إسرائيل، على أنّ سلطات الدولة التنفيذيّة هي عنصريّة واستعماريّة بامتياز، وتشكّل أجهزتها الأمنيّة/القمعيّة تهديدا للأمن العامّ، وضغطا سياسيّا على حياة المواطنين العرب لجعلهم غرباء في وطنهم ودون الوطنيّة والحريّة والديمقراطيّة، وعملاءً/عبيدًا مطيعين لأوامر السلطة المركزيّة.

تعاملت  الدولة، منذ نشوئها، مع المواطنون العرب كعدوّ مهدّد لثبوتها وتطوّرها، واستماتت في ترحيلهم، وفي جعل  الأقليّة الباقية حطابين وسقاة ماء (لوبراني مستشار بن غوريون)، بدون ثقافة، ولا تقوم لهم نهضة فكريّة وثقافيّة حضاريّة، ورعايا عامّة يعيشون على الفتات في محميّات/غيتوات بدون قيادة وتخطيط و... يتخبّطون ويضطربون و... ويلجأون إلى العنف لحلّ مشاكلهم، وإذا احتجّوا ومارسوا حقّهم اليوميّ، يتعرّضون إلى بطش واعتداءات مؤسّسات الدولة المنظَّمة والعنصريّة على حقوقهم الوجوديّة والمعيشيّة؛ السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، للمسّ بشرعيّة مواطنتهم، بهدف تخويفهم، ودفعهم إلى الخضوع أو الرحيل أو ....

لم يستطع حكّام إسرائيل أن يتخلّصوا من الفكر  الرأسماليّ  والتقاليد الاستعماريّة ... ما زالت تتحكّم بتصرّفاتهم وبهويّتهم الفكريّة أفكار الاستغلال والهيمنة والسيطرة على الثقافة  وأراضي المنطقة وشعوبها، وما زالوا يتمادون في اضطهادهم للفلسطينيّين وإهانتهم وإذلالهم، معتمدين على قوّتهم العسكريّة والاقتصاديّة، وعلى وهن وضعف القوى الدمقراطيّة  والتقدّمية اليهوديّة والعربيّة؛ التنظيميّ والفكريّ والسياسيّ، وعلى خمول وجهل و... وفساد أحلاف وحكّام أُمّة/أَمَة عربيّة اتّكاليّة وأميّة واستهلاكيّة، وتعيش في الحضيض علميًّا ونهضويًّا وحضاريّا،

لا تكفي مواجهة سياسة التمييز والانتهاك والتعدّي على حقوق الإنسان وحريّته و...، خصوصا إذا كانت هذه سياسة عنصريّة ومنظّمة وممنهجة، بالمؤتمرات والندوات و.... والاضرابات والمظاهرات (العربيّة) والتوجّه للهيئات الدوليّة فقط، رغم أهميّتها و....  كذلك الآن لا نستطيع أن نقوم بثورة أو انقلاب ضدّ هذه السياسة الفاشيّة و... لكن،  نستطيع أن نسهم في توحيد كلّ القوى السياسيّة العربيّة واليهوديّة، المتواجدة على الساحة الإسرائيليّة، والمعارضة لسياسة اليمين المتطرّف، وأن ندعوها إلى إسقاط حكومة بنيامين نتنياهو المتورّطة حتّى أذنيها في وحْل الاستيطان والفساد والفاشيّة و... والعدوان، وأن لا نسمح لخدّام ترامب من العرب بإنقاذ بيبي من ورطاته وسقوطه، وأن نجعل من يوم الانتخابات البرلمانيّة طفرة فاصلة بين تراكمات كمّيّة تقدّميّة وتحوّلات إستراتيجيّة كيفيّة بعيدة المدى.

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق