لاجئون بلا حدود - بقلم ألدكتور محمد حسن ألشغري – كفرياسيف
جاء في المعاجم لجأ ولجوءا ولجأ والتجأ الى الحصن أو غيره: لاذ اليه واعتصم به،ولجأَ تلجئة فلانا اضطره واكرهه وألجأ: لجأَه عصمه وأسنده، وتلجأ من القوم: انفرد عنهم وخرج عن زمرتهم الى غيرهم فكأنه تحصَن منهم واللاجئ ج لاجئون: الذي هرب من بلاده لامر سياسي أو غيره ولجأ الى بلاد سواها، وألجاء: الحصن والملاذ،والملجأ ج ملاجئ: الملاذ والمعقل والحصن، مكان حريز يعدَ في المدن ونحوها لاعتصام السكان به في أثناء الغارات الجوية، ولجأَ تلجئة فلان ماله: جعله لبعض الورثة دون الآخرين واللجأ :الوارث.
يوم الثلاثاء أل-20 من شهر حزيران وفي كل عام وفي مثل هذا التاريخ يصادف اليوم العالمي للاجئين وتقام فيه فعاليات ونشاطات مختلفة متنوعة خاصة في الدول الأوروبية التي تستقطب وتستوعب آلاف بل أللآلاف منهم في كل عام وتقدم لهم ما تستطيع من معونة مادية ومعنوية واقتصادية وخدمات صحية وتعليم ورعاية طبية وألاهم من كل هذا هو ألمأوى الذي يقيهم البرد القارس في أوروبا في فصل الشتاء والحر في فصل الصيف،كما يحاولون تنظيم ألامور في مجال التربية والتعليم والالتحاق بالجامعات والكليات والمؤسسات الدراسية العليا ونحوها بهدف اجادة لغة البلد الذي لجأوا اليه وتنظيم مقاعد الدراسة للكبار والصغار منهم،وإيجاد أماكن مناسبة للنساء والفتيات وأطر غير تقليدية كونهم لا يجيدون لغة البلد الذي"قدموا" اليه مضطرين والله أعلم كيف حالفهم الحظ ووصلوا بسلام اليه، أكيد كانت هنالك منافسة في الوصول الى البلد والدولة التي يرغبون في البقاء فيها والاستقرار والعيش،من منا لا يعرف أو لم يشاهد المناظر المؤلمة والأوضاع المزرية التي يمر بها هؤلاء اللاجئون والمآسي والويلات ومر العيش والقسوة والظلم والاضطهاد الذي يواجهونه أحيانا أثناء مسيرتهم وتجوالهم والأموال التي يدفعونها للسماسرة وغيرهم مقابل نقلهم على هذا القارب وبالاكتظاظ الذي لا يوجد له حلول ناهيك عن الاخطار الجمَة والجوع والعطش وصراخ الأطفال وصغار السن والمسنين والعجزة وغيرهم وغيرهم،وهؤلاء نزحوا عن أوطانهم وبلدانهم لخطر سيصيبهم ومأساة ان هم بقيوا في ديارهم ووطنهم،هم من الذين اضطروا للهروب من الحرب واخطارها حفظا على حياتهم وحياة أولادهم وخاصة البنات والصبايا والنساء لدرء اخطار الاغتصاب ومحاولات الاغتصاب والاغتصاب الفعلي الذي يتَم وألامثلة كثيرة جدا حاليا وآنيا ومناظر تقشعر لها الابدان، ومن منَا لم يشاهد عبر الشاشة الصغيرة أو يسمع أو يقرأ عن هذه الاحداث غير ألانسانية؟؟.
بموجب المعطيات المتوفرة لدى ألامم المتحدة هنالك ما يزيد عن 66مليون لاجئ نازح وهؤلاء بالإمكان تصنيفهم بموجب المعطيات المتوفرة فمنهم من يريد تحسين ظروفه الحياتيه والمعيشية ليسكن ويعمل في دولة جديدة وهم على استعداد لقبول أي عمل واية ظروف حياتية وهؤلاء وصلوا بمحض ارادتهم،ومنهم من هربوا من الحروب الدائرة رحاها في اوطانهم كسوريا والعراق وليبيا واليمن ومن دول افريقية وآسيوية ومن غيرهم،ماذا تتصورون من هؤلاء؟ هل بإمكانهم حماية انفسهم واولادهم وذويهم في حروب مستمرة منذ عشر سنوات في سوريا و تقريبا ضعف هذه السنوات في العراق وفي أقطار أخرى ودون أن تكون أية نتائج إيجابية،بل تشرد وتشريد واخلاء وطرد بالترهيب والتخويف وما نشهده في سوريا واليمن والعراق وأفغانستان مناظر تقشعر لها ألابدان من قتل وتفجير وهدم منازل وبيوت وإبقاء الناس دون مأوى أو مسكن وهذه الأحوال مستمرة منذ سنوات طويلة والعالم يتفرَج ولا يحرك ساكن !! ولماذا؟ الجواب غير المقنع هو: أن المتضررين هم من العرب والشرقيين ودعنا نقولها ودون تردد:أنهم مسلمين.
اللاجئون وصلوا الى شواطئ دول أوروبية ومنهم من لاقى حتفه غرقا في هذه القوارب التي اقلتهم ودفعوا مقابل ذلك مبالغ طائلة وربما تكون كل ما في حوزتهم،فقط لمجرد الوصول الى بر ألامان وضمان مستقبل افضل،لقد مات كثيرون نتيجة لسفرهم بهذه القوارب ناهيك عن الذل والاهانة التي تعرضوا لها في الممرات الحدودية في تشيخيا وبولونيا ودول أخرى،ومن بين الدول التي تقف على أعلى القائمة هي مملكة السويد وبعدها الدول الاسكندنافية كالدنمارك والنرويج وفنلندا وألمانيا ألاتحادية والمملكة المتحدة وغيرهم،هؤلاء"المهجرون والمهاجرون اللاجئون ياملوا في أن تكون حياتهم المستقبلية افضل مما كانت عليه في بلادهم موطأ راسهم،على الأقل سيعيشون الحرية ويمارسون الديموقراطية الحقيقية في هذه الدول الأوروبية ومن المفروض ان يحاولوا التأقلم والعيش على الرغم من العادات والتقاليد الجديدة لهذه البلدان واحترام قوانينها وعدم التسبب بمشاكل لهم،لانه ليس من السهل الانتقال من مجتمع الى آخر والتأقلم التدريجي والاندماج في المجتمع الجديد والقيمون على هؤلاء في هذه الدول الأوروبية يعرفون كيف يتصرفون والمطلوب من هؤلاء القادمين بذل جميع الجهود ليتعلموا ويشتغلوا ويصلوا الى مراكز ومناصب ليس من المستحيل الوصول اليها،وهنالك عدد لا بأس به من هؤلاء المغتربين الذين وصلوا الى منصب وزير أمثال محمد قبلان وإبراهيم بليان وروجر حداد وجمال الحاج ومحمد الحسن وغيرهم من أعضاء البرلمان في الحزب الاشتراكي الديموقراطي والبيئة والمحافظين واليسار في السويد والتي تقيم احتفالا رسميا بعد حصول هؤلاء على الجنسية السويدية بمشاركة ملك السويد وعقيلته وغيرهم،ناهيك عن الذين وصلوا الى مراكز ومناصب في دول أوروبية أخرى كالمملكة المتحدة والتي يتربع على أمانة بلدية العاصمة لندن صديقنا الدكتور المحامي صديق خان وغيره من الذين هم من أصول اجنبية يراسون بلديات ومنخرطون في أحزاب كحزب العمال أحد عشر مندوبا في مجلس العموم عن حزب العمال البريطاني وليلى موران عن الحزب الديموقراطي في شمال ارلندا،وقلة من هؤلاء الذي تقدموا للحصول على اللجوء السياسي لتعرضه للمضايقات وحجز الحرية ومجال العمل.
في بلادنا مشكلة اللاجئين أبدية لدرجة أن الحديث حولها شبه منقطع،فمنذ التشريد والتهجيرقبل نحو سبعة عقود الحلول مكانك عدَ وقفَ،على الأقل الموجودن في البلاد بيوتهم وقراهم امام اعينهم ولا يستطيعون حتى دخولها ليتعرف الأولاد والاحفاد عليها مهجرون في بلادهم والتي قامت السلطات بهدم معظمها حتى الأماكن المقدسة ربما أبقوا على ألمئذنة،سكان اقرت وبرعم وكويكات وعمقا والغابسية والنهر والمجيدل وأكثر من 350 قرية لا وجود لها هدَمت والعالم نايم،من الذي يتكفل بتوفير المواد الغذائية والطعام والشراب والملبس والمسكن ومكان عمل؟ هيئة اللاجئين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وهذه الهيئة لن تجد حلا ل -66 مليون لاجئ،بل يجب إيجاد الحلول المناسبة والإنسانية ضمن الدول التي منها تشرَد هؤلاء وشُردوا ونزحوا وأجلوهم عنها بالقوة وبطرق أخرى غير إنسانية فمتى سينصف هؤلاء ؟،وها نحن نحتفل بليلة القدر وعيد الفطر المبارك نامل الخير واحلال السلام وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا والتوقف عن جميع أنواع العداء والقتل والاعتداءات التي لا طعم لها ولا تغني ولا تسمن ولا تحل أية مشكلة فالعنف لا يحل المشاكل،بل بالتفاهم والحوار وحصول كل صاحب حق على حقه ونحن نستنكر كل اعمال القتل وتدفيع الثمن والتي طالت المسلمين في لندن لنتحد جميعنا ونواجه العنف بمختلف صوره وأشكاله جميعنا عربا ويهودا فكلنا في الإنسانية سواء لا تفرقة ولا تمييز ولا عنصرية ولا غيرها، وحبذا لو يشبكوا الايادي ونقف سدا منيعا ضد التطرف والعنصرية وكراهية ألآخر.