لكنْ و لكنَّ
ب. فاروق مواسي
....
بعد تصفحي للمراجع اللغوية وتركيزها أقول:
لكنْ:
تأتي على وجهين-
* حرف عطف معناه الاستدراك، ويُعطف بها بعد النفي والنهي، وهي عكس (لا)- تفيد نفي الحكم عما قبلها وإثباته لما بعدها، نحو: ما جاء خالدٌ لكنْ رائدٌ.
ما أكلت خوخًا لكن عنبًا.
لكن: حرف عطف مبني على السكون، عنبًا معطوف على (خوخًا) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة.
لاحظ ما يلي:
* أن (لكنْ) غير مقترنة بالواو، فلا يجوز أن يتتابع حرفا عطف، فإذا كانت الواوفي الجملة فإن (لكنْ) تكون المخففة للاستدراك لا عمل لها، وتُسمّى حرف ابتداء.
* أن المعطوف به مفرد، فلا يجوز العطف في جملة على نحو: "التفاح شهيّ لكنِ الفاكهة باهظة الثمن"، فهي في مثل هذه الجملة حرف ابتداء.
* أن يكون مسبوقًا بنفي أو نهي، فلا يجوز نحو: أكلت خوخًا لكن عنبًا.
....
* لكنْ- ابتدائية -
وهي حرف استدراك، وتكون في الحالات التالية:
إذا تلتها جملة، نحو نجح الطالب، لكنْ صديقُه لم ينجح.
أو قول زهير:
إن ابنَ ورقاءَ لا تُخشى بوادرُه *** لكنْ وقائعُه في الحرب تُنتظر
لكنْ- حرف ابتداء واستدراك، وقائعُ- مبتدأ مرفوع...
إذا سبقتها واو الاستئناف، نحو الآية:
{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكنْ رسول الله}- الأحزاب، 40.
الواو حرف استئناف، لكن- حرف استدراك، رسولَ خبر كان (المقدرة) منصوب...
إذا سبقها كلام مثبت، نحو:
الصدق منجاة لكنِ الصادقون قلائل.
لكنْ- حرف ابتداء واستدراك لا يعمل.
في مثل هذه الجملة يصح أن نستخدم (لكنّ) العاملة- المشبهة بالفعل، فنقول: لكنَّ الصادقين قلائلُ.
...
لكنَّ:
حرف مشبه بالفعل يفيد الاستدراك، وهو يعمل عمل (إنّ)، ولا يدخل إلا على جملة اسمية، نحو:
هو ملاكمٌ لكنّه مسالمٌ، فالهاء اسم لكنّ في محل نصب، ومسالم- خبر لكنّ مرفوع.
لا يصح استخدام (لكنَّ) أول الجملة.
في قولنا: خالدٌ عالمٌ لكنه بخيل، نستدرك أي نتابع- بعد أن عرفنا فيه صفة فنوضح صفة أخرى فيه.
من جهة أخرى، تأتي (لكنَّ) للتوكيد بدل الاستدراك في نحو:
لو فزت لحصلت على جائزة، لكنّك لم تفز.
...
يستحسن اقتران (لكنّ) بالواو للتفريق بينها وبين (لكنْ) العاطفة.
..
قد تُخفّف (لكنَّ) فتتصبح (لكنْ)- حرف استدراك لا يعمل، وتكون ابتدائية- كما ذكرت أعلاه.
..
لكنّ- قد تضاف إليها (ما الكافّة) فتكفّها عن العمل، وتصبح حرف استدراك لا يعمل، نحو:
ولكنما أسعى لمجدٍ مؤثَّلٍ *** وقد يُدركُ المجدَ المؤثَّلَ أمثالي