وارتفع العلم!!**
وأرتفع العلم.. وزاد الألم.. وانخفضت القيم
"بدلًا من رفع علم الطائفة الدرزية إلى جانب علم الدولة، لتتعامل معنا الدولة باحترام ومساواة"
"هذا الاحتضان يسهّل عليهم غرس خنجرهم في خواصرنا"
هادي زاهر
ارتفع عَلم الطائفة الدرزية إلى جانب عَلم الدولة في بعض الأماكن في
البلاد، وذلك بهدف الإيحاء بأننا والدولة في خندق واحد، وأن مصيرنا مشترك، ولكن الحقيقة هي أن الحقيقة مغايرة لذلك تمامًا...
هناك أبعاد أخرى لهذه الخطوة، منها استغلال الحدث الذي وقع في المسجد الأقصى المبارك لزرع بذور الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد.
اننا لسنا بحاجة لمثل هذه الخطوة التمثيلية، فما نريده هو تغيير جوهري في نهج الحكومة.. ما
نتمناه هو أن تجنح إلى السلام ليعيش الجميع وسط أجواء طبيعية بعيدًا عن
الاطماع والغطرسة التي تجلب سفك الدماء المتبادل، وبعيدًا عن الاستهتار
بنا على كافة الأصعدة.
من هنا نقول: إن رفع العَلم "لا يُسمن ولا يُغني
من الجوع"....
يجب على الحكومة وبدلًا من رفع العَلم الذي لا يدغدغ إلا مشاعر السُذج منا، أن تمنحنا مُستحقاتنا كاملة لإقامة المشاريع المختلفة.
أن تقر لنا الخرائط الهيكلية لاستيعاب اجيالنا القادمة لفترة كبيرة كما
هو الحال لديهم.
على الحكومة بدلًا من رفع العَلم الذي يرفع معنوية البسطاء، ان ترفع
المستوى الاقتصادي لأهلنا الأعزاء...
يجب على الحكومة بدلاً من زرع العَلم الذي لا يفيدنا في شيء، أن لا تزرع القلق في نفوس شبابنا خوفًا على بيوتهم المهددة بالهدم لانهم بنوا بيوتهم على ارض الإباء والأجداد.. لأنهم مارسوا حقهم الطبيعي في أن يكون لكل انسان مأوى يأوي إليه كما تأوي العصافير إلى اعشاشها.
على الحكومة ان تتيح المجال لأهلنا لأن يعيشوا حياة كريمة دون إذلالهم
من أجل الحصول عل الفتات من حقوقهم البديهية..
أن تتيح لنا أن نحصل على الكهرباء التي تمنحها لأقنان دجاجاتهم وحظائر مواشيهم.!!
على الحكومة أن تتحلى بالقيم الإنسانية بدلًا هذه العنصرية التي تعمي ابصارها لتظلم كل من حولها ولا تستثني حتى جنودها من الاغيار.
على الحكومة بدلاً من تحميلنا جميلة على خطوة شكلية لا تقدم ولا تؤخر،
أن تقر مناطق التطوير لإقامة المصانع التي من شأنها أن تستوعب شبابنا وتنقذهم من غول البطالة التي تؤدي إلى الانحراف والمخدرات والانتحار والطلاق، هذه الأمور التي أصبحنا نتفوق فيها على أغلبية الشرائح في البلاد وسط تجاهل الكثيرين ممن يتعاونون مع السلطة.!!
على الحكومة أن تسهّل إقامة النوادي في الأحياء لاحتواء الشبيبة في ساعات المساء خاصة، بدلًا من التسكع على قارعات الطرق والضياع الذي أشرنا إليه.
على الحكومة بدلًا من رفع العَلم ان تكف عن مصادرة اراضينا وارجاع ما صودر منها.. عليها أن تكون مستقيمة وأن تمرر مشاريعها بشكل مستقيم دون التواء عندما تصل هذه المشاريع إلى اراضي ذات الملكية اليهودية لتنقلها إلى ما تبقى لنا من ارض، كما فعلت في أراضينا في " الجلمة والمنصورة".
قبل فترة قصير تحدثت مع الصديق أكرم حسون عن البطالة المنتشرة في وسطنا وعن ابعادها الخطيرة، وقلت له إنه في كل خطاب من خطاباته يتهم الأهل بالقصور بدلًا من توجيه اللوم نحو السلطات، المذنب الأساسي في ما نحن فيه، فهناك خطة حكومية لاستيعاب "الفلاشم" القادمين الجدد من اثيوبيا في أماكن عمل بالمشاركة مع التأمين الوطني وتعال لنقوم بجولة ميدانية إلى منطقة خليج حيفا لمعاينة خطة الحكومة في استيعاب هؤلاء. فلا يجوز القاء اللوم
دائمًا على الضحية.
على الحكومة بدلًا من رفع العلم أن تقر الميزانيات الكافية لإقامة
المشاريع لفتياتنا اللواتي يعانين من الفراغ، او من الخدمة في بيوت
الخواجات الأغنياء.
عليها الاهتمام بجودة البيئة لأننا سنمرض بسبب روائح مياه الصرف
"البيوفات" المنتشرة في الكثير من أحياء قرانا.
على الحكومة أن تضع الخطط كي ننهض في المجال الدراسي كي يكون تحصيل الامتحانات التوجيهية "البغروت" ذا جودة عالية يتيح بسهولة للطالب أن يدخل المعاهد العليا كما هو في شتى انحاء البلاد بدلًا من البرامج التجهيلية الخاصة التي أعدتها لنا، بدلًا من "الزيطة والزنبليطة" والاحتفالات بالنجاح الكبير، الشكلي مع ثلاث وحدات!!.
على الحكومة بدلا من رفع العَلم أن لا تدعم الارهابيين ضد أهلنا في سوريا ولبنان، هذا إذا كانت ترانا عن بعد متر واحد.
على الحكومة بدلا من رفع العَلم ان تتيح للمواطنين الدروز زيارة أقاربهم
في سوريا ولبنان، وأن تتيح لمشايخنا الاجلاء زيارة اماكننا المقدسة هناك
أسوة بباقي المواطنين في البلاد.
على الحكومة بدلًا من رفع العَلم أن تساوينا مع باقي قرانا العربية في هذه
المرحلة على الأقل في الطريق الذي يجب أن تسلكه لمساواة جميع المواطنين في الدولة.
كفى استهتارًا بنا.. كفى تمييزنا للأسوء.. كفى ضحكًا على الدقون.. كفى طبطبة على الظهور.. كفى كذبًا وكلامًا معسولًا.. كفى وعودًا!.
ماذا تفيدنا
القشور إذا كانت اللبة متعفنة.. كفى احتضاننا عندما تسقط ضحية على اعتاب الاطماع الجهنمية للحكومات الإسرائيلية، هذا الاحتضان الذي يمكنها من غرس خنجرها في خواصرنا كما جرت العادة حتى الان.. كفى تقديم عهود في الوقت
الذي تريدنا مجرد حطّابين وسُقاة ماء.